زنقة 20 . الرباط
توصل الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بمناسبة الاحتفال بعيد العرش.
وأعرب الرئيس الفرنسي، في هذه البرقية، للملك عن أصدق تهانئه وأحر متمنياته.
وقال هولاند، في البرقية، “إن الصداقة العميقة والجوهرية التي تجمع فرنسا والمغرب مكنتهما عبر التاريخ من تجاوز كافة الصعاب.
وهي تتألق اليوم بفضل التجديد الذي أضفته عليها جلالتكم في شتنبر الماضي، خلال زيارتي إلى طنجة”، مضيفا أن “شراكتنا الاستثنائية، القوية بهذا الزخم، تتجسد بشكل أكثر كثافة في تعبئتنا المشتركة في مواجهة الرهانات الشاملة الكبرى المرتبطة باستقرار كوكب الأرض، سواء تعلق الأمر بمحاربة التغيرات المناخية أو بمكافحة الإرهاب”.
وأكد الرئيس الفرنسي أن حضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس قمة باريس، يوم 30 نونبر 2015، “أبرز تحالفنا من أجل تحرك دولي حازم لمحاربة الاحتباس الحراري وتكييف مجتمعاتنا مع نموذج مستدام خال من الكربون”.
وتابع أنه “في فصل الخريف، ستلتئم المجموعة الدولية بمراكش في افتتاح مؤتمر (كوب 22) الذي وضعتموه منذ البداية تحت شعار العمل والابتكار.
وتعتزم فرنسا تقديم مساهمتها كاملة في إشعاعه ونجاحه”.
ومما جاء في هذه البرقية “إن الاعتداء الشنيع بمدينة نيس، والذي أعربت جلالتكم لي فور وقوعه عن تضامنكم ومواساتكم، جاء ليؤكد الحاجة الملحة لتعاون تام في الميدان الأمني”، مضيفة أن “أمتينا، اللتين تواجهان بعزم انتشار التطرف والهمجية على الصعيد الدولي، تقفان جنبا إلى جنب أكثر من أي وقت مضى، من أجل رفع التحدي الكبير لعصرنا هذا”.
كما كتب هولاند أن “من شأن السلم والاستقرار في إفريقيا أن يساهما بقوة في بلوغ هذا الهدف. واسمحوا لي، بهذه المناسبة، أن أشيد بإرادة جلالتكم في أن يستعيد المغرب مقعده داخل الاتحاد الإفريقي”، مؤكدا أنه سيكون بإمكان المغرب، من خلال هذا الخيار الكبير، الذي نوه الرئيس الفرنسي بالرؤية والشجاعة والحكمة التي تقف وراءه، العمل بفعالية أكبر من أجل تحقيق وحدة القارة، والتخفيف من حدة التوترات فيها، وكذا من أجل تنميتها الاقتصادية والبشرية.
وأضاف أن “التعاون والمشاريع المشتركة لبلدينا، والتي تنحو في إفريقيا، وبشكل طبيعي، إلى التنسيق في ما بينها والعمل سويا، ستتقوى بفضل ذلك”.
ولاحظ أنه “بتبني دستور جديد، قبل خمس سنوات، أكدت المملكة، بتحفيز قوي من جلالتكم، خيارها الحاسم للانفتاح والحريات”، مسجلا أنه من خلال الاستثمار في مشاريع المستقبل، من قبيل الميناء الكبير طنجة المتوسط، ومحطة الطاقة الشمسية بورزازات والقطار فائق السرعة، وكذا في مجال أنظمة صناعة الطيران والسيارات، أصبح المغرب رمزا مثاليا لتنمية متوازنة تخلق الثروة.
وأكد الرئيس الفرنسي أن “جلالتكم تعلمون، وأنتم تقودون هذه المنجزات المجددة، أنه يمكن التعويل على مساهمة فرنسا ومقاولاتها”.
كما سجل أن الأشهر الأخيرة أبانت عن متانة وخصوبة الشراكة الاستثنائية التي تجمع البلدين، وخاصة في القضايا التي تهم المصالح العليا للدولتين، موضحا أنه سواء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو داخل الاتحاد الأوروبي “سهرت شخصيا على ثبات وإنصاف مواقف فرنسا”.
وجدد الرئيس الفرنسي، في مستهل السنة الثامنة عشر لاعتلاء الملك العرش، التعبير عن أصدق متمنياته بالسعادة والصحة والتوفيق للملك وللأسرة الملكية.