زنقة 20 | العيون
تعيش جماعة فم الواد التابعة لإقليم العيون على وقع حالة لم تعشها من قبل ومنذ تأسيسها سنة 1992، بحيث تأجلت دورتها العادية لشهر فبراير مرتين قبل الإضطرار لعقدها للمرة الثالثة بمن حضر حسب القانون المنظم.
ويعود عدم إنعقاد الدورة العادية لشهر فبراير لعدم إكتمال النصاب القانوني الواجب لعقد الجلسة، بحيث تخلف 8 أعضاء من مجموع الأعضاء البالغ عددهم 16 عن الحضور بينما حضر ثمانية للدورة فقط لدى إنعقادها.
وحسب مصادر مطلعة لـموقع Rue20 فإن سبب تخلف الأعضاء ومن ضمنهم نواب رئيس الجماعة والمنحدرين من نفس لونه السياسي حزب التجمع الوطني للأحرار، بالإضافة لاربعة آخرين من حزب الإستقلال يعود لخلافات عميقة مع رئيس الجماعة محمد عياش.
وتفيد المصادر أن الخلافات العميقة مع رئيس الجماعة تعود بالأساس لعدم إشراكهم في عملية تدبير الجماعة وإحتكاره لذلك، وتغاضيه عن التشاور معهم في ظل وجود مكتب مسير واجبه العمل على ترقية الجماعة والحكامة في التدبير والتفاعل الإيجابي مع تطلعات الساكنة الجماعة وتحقيقها، مضيفة أن برنامج الرئيس ومنذ إنتخابه لم يأتي بجديد على مستوى الوضع السوسيو إقتصادي بالجماعة، كما لم يرتقي لإنتظارات الساكنة، لاسيما ملفات كالبطالة وترقية البنية التحتية، موضحة أن الساكنة باتت تطرح استفهامات كثيرة حول ملف البقع الأرضية في ملكية الجماعة وتصرف الرئيس فيها بطرق يرونها “مشبوهة” وموجهة للموالين له ولأقاربه.
وتوضح المصادر، أنه على الرغم من التصويت على النقاط المدرجة بالدورة العادية، إلا أن حالة نفور تام تطبع علاقة الرئيس ببعض نوابه والمكتب المسير في ظل التوصل لأي حل قصد تذويب جليد الخلاف والعمل بشكل تشاركي يضمن وضع جماعة فم الواد على السكة الصحيحة للتنمية السوسيو إقتصادية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا جهة العيون الساقية الحمراء خاصة.
وإسترسلت المصادر، أن الغائبين عن الدورة العادية مجموعهم 8 من ضمنهم 5 من حزب التجمع الوطني للأحرار، فضلا عن ثلاثة من حزب الإستقلال، ما يطرح عديد الإستفهامات حول قاعدة الرئيس الحزبية على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء بإعتباره منسقا جهويا لحزب “الحمامة”، ومدى قدرته على إستمالة الأعضاء المصوتين له للفوز برئاسة الجماعة وتدبير العلاقة معهم.
وكشفت المصادر التي تحدثت لـموقع Rue20، أن قادم الأيام سيكون مفصليا على مستوى جماعة فم الواد على ضوء حالة التوتر السائدة، وهو ما يجعل الرأي العام المحلي يترقب مآلات هذه الأزمة والسبل الكفيلة بتجاوزها وكيفية خروج حزب التجمع الوطني للأحرار منها، لاسيما على ضوء توصيات رئيس الحزب عزيز أخنوش لقيادات الحزب لدى زيارته للعيون وحثهم على ضرورة التعقل والصبر.