زنقة 20 | الرباط
وجه الملك محمد السادس ، رسالة سامية إلى رئيس الحكومة، تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة.
وتأتي هذه الرسالة الملكية تفعيلا للقرار السامي الذي أعلن عنه جلالته في خطاب العرش لسنة 2022، وتجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها ، أعزه الله ، للنهوض بقضايا المرأة وللأسرة بشكل عام.
وبموازاة مع تكليف جلالة الملك، حفظه الله، لرئيس الحكومة، من خلال هذه الرسالة، فقد أسند جلالته الإشراف العملي على إعداد هذا الإصلاح الهام، بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، وذلك بالنظر لمركزية الأبعاد القانونية والقضائية لهذا الموضوع.
كما دعا جلالته المؤسسات المذكورة إلى أن تشرك بشكل وثيق في هذا الإصلاح الهيئات الأخرى المعنية بهذا الموضوع بصفة مباشرة، وفي مقدمتها المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مع الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني والباحثين والمختصين.
وتقضي التعليمات الملكية السامية، برفع مقترحات التعديلات التي ستنبثق عن هذه المشاورات التشاركية الواسعة، إلى النظر السامي لجلالة الملك، أمير المؤمنين، والضامن لحقوق وحريات المواطنين، في أجل أقصاه ستة أشهر، وذلك قبل إعداد الحكومة لمشروع قانون في هذا الشأن، وعرضه على مصادقة البرلمان”.
وكان الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش لسنة 2022 ، قد حدد الخطوط العريضة لمعالم التعديلات المرتقبة لمدونة الأسرة والتي يفترض أن تأتي في إطار تنزيل الفصل 19 من الدستور، الذي يكرس المساواة بين المرأة والرجل، في الحقوق والواجبات، وينصّ على مبدأ المناصفة كهدف تسعى الدولة إلى تحقيقه.
ومن حيث المنهجية أكّد الخطاب الملكي على اعتماد منهجية تعددية وتشاورية “في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح ، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية”.
أهم الملفات التي سيتطرق إليها التعديل المرتقب لمدونة الأسرة :
زواج القاصرات
على الرغم من أن السن القانونية للزواج بالنسبة للفتيات هي 18 سنة، فإن المادة 20 من قانون الأسرة تتيح للقاضي إمكانية الترخيص بزواج القاصرة بشروط معينة. لذا يجمع المدافعون عن حقوق النساء على الضرورة الملحة للمنع الكلي لزواج القاصرات وذلك بحذف هذه الصلاحية الممنوحة للقاضي.
المساواة في الإرث
على رأس القضايا التي استأثرت باهتمام كبير نظرا لحساسيتها داخل المجتمع المغربي، المساواة في الإرث بين الجنسين، إذ تصدرت النقاش الدائر حول تعديل مدونة الأسرة، خاصة بعد مطالبة مجموعة من الهيئات والمنظمات الحقوقية بمراجعة منظومة الإرث، الأمر الذي رفضه التيار المحافظ.
حق الوصاية والحضانة
حسب المادة 231 من مدونة الأسرة فإن حق الوصاية على الأطفال يمنح تلقائيا للأب، ما يرى فيه المدافعون عن حقوق المرأة “تهميشا” لدور الأم “وحرمان” الأطفال من حقهم في علاقة متوازنة مع الأبوين، لذلك يطالبون بتكريس المساواة في الحقوق بين الأب والأم ليكونا سويا أوصياء على أطفالهما.
من جهة أخرى، يسحب القانون الحالي حضانة الأم لطفلها الذي يزيد عمره عن سبع سنوات بمجرد زواجها، لذلك يدعو البعض إلى إلغاء هذا المقتضى لـ “ضمان حقوق الأمهات والأطفال”.