زنقة 20. الرباط
إستنكر الوزير السابق محمد يتيم، البلاغ الصادر عن الامانة العامة لحزب “العدالة والتنمية”، حول الزلزال.
و كتب القيادي بالحزب الإسلامي، على حسابه الرسمي على الفيسبوك أن بلاغ الحزب شاردٌ لا يمثله.
و أضاف، بأن “البلاغ الصادر باسم الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية بلاغ غير موفق ..وشارد.. وغير مناسب من عدة زوايا :
– غير موفق من زاوية أن حزب العدالة والتنمية حزب سياسي وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس .. وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية .. والتذكير بالابتعاد عن المعاصي لما قد يرتبط بها من مفاسد اجتماعية أو لاحتمال أن تجلب سخط الرب يمكن أن يكون خطاب الواعظ والخطيب لكن دون أن يجزم بأن هذه الكارثة الطبيعية هي عقاب من الله لهؤلاء أو أولئك ..!!
وقد شوشت هذه النقطة على باقي المواقف في البلع المذكور …
ومن الطبيعي أن تتحول عند عدد من خصوم الحزب إلى زاوية المعالجة الوحيدة والنقطة يسلط عليها الضوء …
– غير موفف أيضا من زاوية ربط ذلك بالذنوب والمعاصي … ولا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله .. ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة.ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات
نعم يمكن للفرد أن يتعظ بالكوارث الطبيعية على اعتبار أنها تذكر بالموت واقتراب الأجل .. و تنبه إلى الاجتهاد في الطاعات والابتعاد.عن لمعاصي … وأن..نعتبر أن هذه الظواهر فيها تذكير بأن الأجل أقرب مما يتصور … وأنه قد يأتي نتيجة كوارث طبيعية وليس بالموت العادي
فمن الأدعية المأثورة مثلا الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عن نزول المطر ” اللهم صيبا واقعة ” ” اللهم حوالينا ولا علينا ” …
ومعنى ذلك أن الظواهر الطبيعية العادية والقصوى ينبغي أن تثير عند المؤمن مشاعر الحذر والمراجعة والاستقامة خاصة وأنها تثير مشاعر قرب نهاية الأجل..
لكن لا أحد يمكن أن يجزم أن أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو الأوبئة أو هذا الزلزال تعيينا ، أو ذاك هو عقاب من الله !! بل إن القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله…
البيت الحرام نفسه غمرته المياه كم من مرة وواجه عواصف …
وفي زلزال الحوز مراكش سقطت وتضررت مساجد … ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي
وفي المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال . الناس المتضررون أبعد بالمقارنة مع مناطق أخرى عن المعاصي والفساد الأخلاقي ، وفي كل المناطق توجد استثناءات … بل إن بعض المناطق الجبلية والجنوبية هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما وعلى القناعة بالقليل والكرم وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين ؟؟
فكيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل بأن زلزال منطقة الحوز وارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة. أو يمكن أن يكون كذلك .؟
مسؤولية أعضاء الامانة العامة ..
وبالمناسبة أعتبر أن كل أعضاء الامانة العامة يتحملون المسؤولية ..
وما أعرفه أن الامانة العامة التي كنت اشتغل فيها …تعتمد البلاغات والبيانات الصادرة باسمها بصورة جماعية ..
وفي غالب الأحيان كان البلاغ أو البيان بكون موضوع أخذ ورد
ويظهر أن البلاغ المذكور قد ضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام. في كلمته الافتتاحية التي تضمنت تلك الإشارات ..
وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع.اللبس الحاصل فيها .. خاصة أن المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل….
أعرف أن عددا من أعضاء الامانة العامة الحاليين لا يقبلون ما تم تضمينه في البلاغ …
وأعرف من خلال الممارسات السابقة أن مسودة البلاغ الصادر عن الامانة العامة يتم تداولها بين أعضائها حتى يتم الوصول إلى صيغة مدققة لا مجال فيها للبي وغير قابلة التأويل …
لكن أن يصل الأمر بأحد.القيادات التاريخية في الحزب إلى الاستقالة فذلك يعني شعورا بأن تدبير الحزب قد وصل لدرجة تستدعي دق ناقوس الخطر ..
ورغم ذلك أنا ضد فكرة الاستقالة وأرجو مراجعتها …
لكن على أعضاء الأمانة العامة الحالية المسؤولي الكاملة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الأمانة العامة و أن يمارسوا مسؤولياتهم كاملة فيما يصدر باسمها ….
شخصيا أعتبر البلاغ الصادر باسم الامانة العامة غير موفق وخاصة الفقرات الملتبسة التي توحي بأن زلزال المغرب قد يكون بسبب.المخالفات المعاصي .. لأسباب تصورية حيث أننا لا يمكن أن ندخل في علم الله وفي ارادته.. . ..
فالاعتبار بالكوارث من حيث أنها تدق ناقوس الخطر على نمو أجلنا ، من مهام المرشدين والوعاظ وليس من مهام المسؤولين الحزبيين ومن ثم ليس من الملائم أن يتبنى رجل السياسة اخطابا وعظيا .. و إثارة قضايا كلامية خلافية …….
عمق الشعور الديني عند المغاربة وشيوع الاستقامة فيهم عموما …
وأظن أن رد فعل المغاربة وإقبالهم على مختلف صور التضامن هو ناتج بالأساس عن شعور ديني عميق بالأساس .. تمليه الإخوة الدينية …” مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى “..
وقد أظهر الزلزال عمق إيمان المغاربة وقربهم من الله ..وهو ما تجلى من خلال الحملات التضامنية التلقائية التي تكشف عمق إيمان المغاربة … والأسراع بطريقة تلقائية لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للمتضررين ….
لذلك لا اجد.نفسي في البلاغ الصادر عن الامانة العامة وخاصة التصميمات المرتبطة الزلزال … أعتبر أنه لا بمثلني ….