زنقة 20 | متابعة
في وقت لازال تدبير ملف المساعدات الإنسانية الموجهة لضحايا زلزال الحوز يثير الجدل بخصوص وصولها لمستحقيها، والحديث عن مدى نجاح وفشل بعض فعاليات المجتمع المدني في تدبير هذا الملف الشائك،شكلت أقاليم جهة العيون الساقية الحمراء الإستثناء على المستوى المدني، باصمة على نموذج فريد من نوعه، سواء من حيث الهبة الشعبية التضامنية،او من خلال التنظيم والتدبير المحكم لها.
وجسدت اللحظات الأولى لجمع المساعدات الإنسانية لضحايا زلزال الحوز على مستوى أقاليم جهة العيون إستنفارا شعبيا لافتا، كشف حجم اللحمة الوطنية التي تجمع مختلف شرائح ومكونات الشعب المغربي على إمتداد التراب الوطني، فلم تشذ أي منطقة بالأقاليم الجنوبية على الإنخراط القوي في المجهود الوطني، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي حلت ببلادنا، بيد أن النجاح المميز لجهة العيون لم يكن كماً ونوعا فقط، بل كان وجدانيا وإنسانيا.
وذلك بفضل وقوف والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بكرات بشكل شخصي ومباشر على تأطير وتنظيم المساعدات الإنسانية، من خلال القطع مع كل سبل الفوضى والعشوائية والإرتجالية في تدبير هذا الملف الذي يأتي في وقت يعاني فيه بلدنا كارثة طبيعية راح ضحيتها المئاة.
والي جهة العيون بكرات، أخذ بزمام المبادرة منذ لحظاتها الأولى بالتأكيد أولا على أن ملف المساعدات الإنسانية سيتم تدبيره بشكل مؤسساتي، سواء من خلال جمع المساعدات ومواكبتها في قافلة موحدة، إلى جانب الحرص على أن تكون في يد آمنة تشرف على التوزيع بالأماكن المتضررة، وهنا كان القرار بأن يتم جمع كافة الشاحنات المحملة بالمؤن والأغطية والأفرشة بساحة قصر المؤتمرات.
وبعد أن نجح والي العيون في هذه الخطوة وتماشيا والتدبير المؤسساتي تم إتخاذ القرار أن تسلم جميع المساعدات لمؤسسة القوات المسلحة الملكية، بالنظر لخبرتها الكبيرة في هكذا أحداث، ودرايتها العميقة بالمنطقة، بالإضافة إلى المامها الشامل بإحتياجات المناطق المنكوبة جراء الزلزال، وذلك بتنسيق مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن المؤسسة الوطنية العريقة المشهودة لها بالنزاهة والخبرات والكفاءة في تدبير مختلف الملفات الإنسانية والاجتماعية ببلادنا .
والي جهة العيون الذي وفر كل سبل الدعم المادية واللوجيستية لإنجاح قافلة المساعدات المنطلقة من قلب مدينة العيون المغربية صوب منطقة الحوز، الأمر الذي جعلها تشكل علامة فارقة على مستوى الوطني، وهو ما حذى بالكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي بتسمية القافلة بالمسيرة الخضراء في نسختها الثانية وهذه المرة في إتجاه الشمال وليس الجنوب، في مشهد مهيب يجسد الوحدة الوطنية ويكرس للوحدة الترابية، في خطوة مفعمة بالدلالات والمعاني العميقة الراسخة، أن بلادنا موحدة بقواها الحية من طنجة إلى الكويرة، ففي المحن يبرز المعدن الأصلي لشعبنا حيث لا مكان لإنصاف الحلول، عندما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية لبلادنا.
نجاح ولاية جهة العيون لم يكن وليد الصدفة، كما لم يأتي من فراغ بقدر ما كان نتاج عمل دؤوب وتدبير محكم إستنفر من أجله عبد السلام بيكرات كافة الإمكانيات والموارد المتاحة، وهو ما تمخض عنه كسب الرهان.
وهو ما برز بشكل كبير على صفحات مدوني جبهة البوليساريو حيث إنصدمو من هول المشاهد التضامنية من قلب الصحراء المغربية والتي جرى توثيقها إعلاميا وبشكل إحترافي، وهو ما جعلهم يشنون حملات هوجاء ضد الصحراويين والصحرويات المشاركين في جمع المساعدات الإنسانية، وكذا المتبرعين على حد سواء، وهو ما يدلل على النجاح الباهر لقافلة العيون فالحق ما شهدت به الأعداء.
وفي السياق ذاته وصف العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي مغاربة وعرب وأجانب نجاح القافلة القادمة من قلب الصحراء، بأنها إستفتاء حقيقي يعكس بما لا يدع مجالا للشك مغربية الصحراء أرضا وساكنة، فقد عاين الداخل كما الخارج الحدث وتابع أدق التفاصيل صوتا وصورة من خلال المواكبة الإعلامية للقافلة من لحظة الإنطلاق إلى لحظة الوصول لمخازن ومستودعات بواسل القوات المسلحة الملكية ثم مؤسسة محمد الخامس للتضامن.