زنقة 20 | الرباط
في الوقت الذي رحبت فيه جل الأحزاب المغربية أغلبية ومعارضة، بقرار إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء ، وجّه عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أمراً إلى كافة أعضاء حزبه ومسؤوليه، تمنعهم من الإدلاء بأي تصريح أو تعليق على رسالة رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الملك محمد السادس.
اختيار “الصمت” تجاه اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، رغم أنّ جلّ الأحزاب المغربية علقت على هذا المستجد الذي يصبّ في مصلحة الوحدة الترابية، أثار تساؤلات نقلتها وسائل إعلام دولية حول تقديم إيديولوجية الحزب على مصالح الدولة، وما إذا كان يُعتبر مبرراً سياسياً، رغم أنّ أمينه العام السابق سعد الدين العثماني هو من وقع شخصيا على وثيقة عودة العلاقات بين إسرائيل والمغرب بتاريخ 22 دجنبر 2020.
ويجمع مراقبون على أنّ الخطاب السياسي الحالي لحزب العدالة والتنمية يكشف عن ضعف واضح في التعامل مع ما يمكن القول إنها قضايا حاسمة في سياسة الدولة المغربية.
و يرى هؤلاء أن “الابتزاز” صفة يمتاز بها بنكيران عندما وظف بعض القضايا كالعلاقات مع إسرائيل التي أمعن في انتقادها بعد خروج حزبه من الحكومة، وهو الذي دافع وقتها عن الاتفاق الذي وقّع مع إسرائيل، مشدداً على أنّ حزبه جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع.
وبالنظر إلى هذه المواقف، فإن حزب العدالة والتنمية حسب هذه القراءات، سيحتاج إلى الكثير من الوقت والمساحة داخل المشهد السياسي لإعادة بناء رأي إيجابي حول سياسة الحزب واختياراته، و القطع مع الخطاب الشعبوي، والذي لم يستطع بسببه العودة الى المشهد السياسي.