العلمي: نرفض بشكل قوي نعت إفريقيا بالقارة “المنكوبَة” وعلى البرلمانات الإفريقية إعطاء الأولوية للأمن الغذائي
زنقة20ا الرباط
انطلقت صباح اليوم الخميس ندوة رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الافريقية تحت شعار “التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة”، من تنظيم مجلس النواب المغربي، حيث ستناقش عددا من القضايا الراهنة والادوار الديبلوماسية المفترضة للجان الخارجية في القارة الافريقية.
وفي هذا الصدد أكد راشيد الطالبي العلمي في كلمة إفتتاحية بالمناسبة، اليوم بمقر مجلس النواب، أن ” القارة الإفرقية تواجه العديد من التحديات أبرزها تحددي الأمن الغذائي وما يستتبع شُحَّ الغذاء، ونقصَ الغذاء، وأحيانا أوضاعَ مجاعةٍ في بعض المناطق الإفريقية، من أوضاع إنسانية”.
وأكد العلمي أن “عدم الاستقرار يقوض مشاريعَ التنمية، ويكبح مجموع الدينامياتِ الاقتصادية ويُنمِّي اقتصادَ الظِّلِّ الموازي وغير الخاضع للرقابة ولا للتنظيم”.
واعتبر العلمي في ذات الكلمة الإفتتاحية أنه “إذا كنا نرفض بشكل قوي نعت إفريقيا بالقارة “المنكوبَة” كما يحلو لبعض الأدبيات أن تَصِفَها، فإنّ ضمانَ الأمن لعموم إفريقيا يُسائِلنا نحن الأفارقة أولا، كما يُسائِلُ مفاهيمَ “الشراكة الدولية” و”التضامن” ويسائل مركزَ إفريقيا في الاستراتيجيات الدولية” مشيرا إلى أن “الحرب الجارية في شرق أروبا كشفت عن مدى تأثر الوضع الغذائي في إفريقيا بالأوضاع الجيوستراتيجية الدولية وحجم تداعيات المنظومة التي أرسَاها التقسيمُ الدولي للعمل، على بلداننا الإفريقية، والإجحاف الكبير الذي تعاني منه قارتنا، وهكذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية على نحوٍ لا يُطاق، وازدادتْ نِسَبُ التضخم مما أَثْقَلَ كاهلَ الأسرِ، ويزيدُ من حجم الإنفاق العمومي”.
وتسائل رئيس مجلس النواب “هل الأوضاع الغذائية، والنقصُ الحاد في التموين والعجز عن توفيره لعمومِ مواطنينا في إفريقيا، قَدَرٌ لا رَادَّ له est-ce-qu’une fatalité ، مستدركا بالقول “لا أعتقد أن الأمر كذلك. فقارتُنا تتوفر على 60% من المساحات القابلة للزراعة من مجموع المساحات الزراعية في العالم، ومن مناطق عديدة في إفريقيا تتدفق ملايير المترات المكعبة من المياه العذبة في المحيطات، وغاباتُ إفريقيا قادرةٌ على توفير المراعي لرؤوس الماشية التي يمكن أن تغذي جزء هاما من البشرية، وأكبرُ نسبةٍ من الشبابِ القادِرِ على العمل والإنتاج، هي من سكانِ قارتنا”.
فأين يكمنُ المشكل ؟ يضيف العلمي قائلا “صحيحٌ أن الاختلالات المناخية تؤثرُ بشكلٍ حَاسِمٍ على الفلاحة الإفريقية بسبب ما ينجم عن هذه الاختلالات من تصحر وجفاف أحيانا، وفيضاناتٍ في أحيان أخرى، إلا أن كل ذلك هو اليوم قابل للمعالجة والاستيعاب لو توفرت الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي. في هذا الصدد، أود التساؤل معكم عن مدى التزام المانحين الدوليين والقوى التي استفادت لعشرات السنين، وما تزال تستفيد، من تلويث الأرض جراء التصنيع الزائد، بتعهداتها في مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية وخاصة مؤتمر باريس Cop 21 ومؤتمر مراكش Cop 22 في ما يرجع إلى تمويل “الصندوق الأخضر من أجل المناخ” الموجه أساسا إلى البلدان النامية المتضررة من ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومنها إفريقيا التي لا تساهم سوى بـ 4% من الانبعاثات الغازية المسببة لاحْتِرارِ الأرض”.