هذه رسائل بان كيمون المشفرة للمسؤولين المغاربة
زنقة 20 . الرباط
قدم ميلود بلقاضي، استاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، في ندوة علمية أمس الأٍربعاء، قراءة أكاديمية للتقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، حيث أكد أن هذا التقرير يحمل رسائل مشفرة على المسؤولين المغاربة أن يقرءوها بتمعن لأنها كلها قنابل قابلة للانفجار في أي لحظة من زمن النزاع بالصحراء ومنها: اعتراف الأمم المتحدة بفشلها في حل هذا النزاع الذي تجاوز عمره 40 عاما دون تحميل المسؤولية لأي طرف من أطراف النزاع، بل إن المادة 72 من التقرير نصت بلغة الحزم – يجب وضع حد “للمأزق الراهن” بالصحراء. وتزايد الشعور بالإحباط في صفوف أبناء الصحراء إلى جانب اتساع مناطق شبكات الجريمة والإرهاب.
وأكد ان الأمم المتحدة على اقتناع اليوم بأن حل قضية الصحراء سيخفف من حدة المخاطر بالمنطقة. كما نبه إلى أن التقرير لم يتوانى عن إعادة نفس الاسطوانة المتمثلة في دعوة المغرب والبوليساريو من أجل التفاوض “لإيجاد حل سياسي مقبول للطرفين يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره”. موضحا أن مجلس الأمن تشبث بالتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين دون تحديد أجندة لذلك، وهنا نلاحظ كيف أخرج التقرير الجزائر من الأطراف في حين يعرف المبعوث الشخصي للأمين العام للام المتحدة أن جوهر النزاع بالصحراء هو بين المغرب والجزائر أما جبهة البوليساريو فهي تؤدي وظائف بالوكالة، وهذا حيف في حق المغرب.
وفي مجال مراقبة الثروات الطبيعية بالإقليم، قال بلقاضي، بأن التقرير نص على رفض خلق آلية تابعة للأمم المتحدة لتدبير الموارد الطبيعية بالصحراء-كما كانت ترغب بذلك الجزائر والبوليساريو – بهدف المس بسيادة المغرب وحريته في تدبير موارده الطبيعية بأقاليمه الجنوبية، لكن التقرير طلب من المغرب جعل خيرات المنطقة في خدمة سكان الإقليم. وفي مجال الحلول المقترحة لحل النزاع تشبث التقرير بخيار واحد لحل لنزاع الصحراء هو الاستفتاء لتقرير المصير، والتشبث بخيار الاستفتاء لتقرير المصير كخيار وحيد لحل نزاع الصحراء هو إبعاد مباشر لمقترح الحكم الذاتي الذي تبناه المغرب منذ 2007.
وعلى هذا الأساس فعدم تنصيص القرار على توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل آليات جديدة لمراقبة حقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المتنازع عليها، وعدم الأخذ بعين الاعتبار توصيات الاتحاد الإفريقي حول النزاع بالصحراء لا يعني حلا نهائيا للنزاع المفتعل، بل إنه حل مرحلي قابل للانفجار في أي لحظة نتيجة استمرار مناورات الجزائر وجبهة البوليساريو التي انضاف إليهما الاتحاد الإفريقي في التحرش بالمغرب في مجال حقوق الإنسان وفي مجال ثروات الإقليم والسيادة على صحراء.