زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
عقد النظام العسكري الجزائري ، للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاما الإثنين 30 يناير “مجلسا حربيا” بحضور “رئيس أركان الجيش” سعيد شنقريحة، والرئيس عبد المجيد تبون.
وأعلن في بيان صحفي مقتضب صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية ، نشر أول أمس الاثنين ، “اجتماع مجلس الأمن الأعلى”.
وحسب الصحفي المعارض عبدو السمار اللاجئ في فرنسا، فإن هذا المجلس يفضل أن يطلق عليه مجلسا حربيا عسكريا لأنه باستثناء الأمين العام للرئيس تبون ، لم تشارك أي شخصية مدنية في هذا الاجتماع.
الصحافي المنفي في فرنسا قدّم دليلاً على غياب رئيس الوزراء أمين بن عبد الرحمن ، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة ، وغياب وزيري الداخلية والعدل المعتادين على المشاركة ، بموجب القانون المنظم للمجلس الأمن الأعلى، مؤكدا أنه “لم يكن مجلس أمن بل مجلس حرب” ، مشيرا إلى أن “هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاما التي يعقد فيها اجتماع بحضور رئيس الجمهورية “.
وفي إشارة إلى غياب المدنيين عن هذا الاجتماع ، ذكر السمار جميع المسؤولين الحاضرين ، بمن فيهم العميد ‘مهنة جبار’ من المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي (DGDSE) (مكافحة التجسس الجزائري).
و“منذ وصول عبد المجيد تبون ، أصبحت اجتماعات مجلس الأمن الأعلى عادية ، ولا سيما منذ عام 2021 عندما أصبح الجيش مرتبطًا بشكل مباشر بإدارة بعض شؤون الدولة الحساسة مثل مسألة مكافحة الإرهاب والتخريب. وقمع الحراك – لأن السلطة الجزائرية أرادت استعادة السيطرة – “، يقول الصحفي الجزائري بالمنفى.
والخصوصية الأخرى لـ “مجلس الحرب”، يضيف السمار، هو أنه عُقد بطريقة “عامة ومتفاخرة”. متسائلا“بالتأكيد ، تبون كوزير للدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة له الحق في لقاء العسكريين ، لكن لماذا نشر ذلك على الملأ؟”
ووأوضح ذات الصحافي الجزائري أنه يستنتج أن هناك رسالة سياسية وراء التغطية الإعلامية لهذا اللقاء الحربي وهي “لتخويف الرأي العام الجزائري ، لإخبار الجزائريين أن الوضع استثنائي للغاية ، وأنه لا توجد حريات مدنية ، وأنه لا يوجد خلاف ، وأن الشعب يجب أن يكون منضبطًا وصارمًا ويجب ألا يقلق إلا بشأن الوضع الأمني” ، كل ذلك ليس الهدف الوحيد “لنشر هذه الصور للرئيس محاطا بالجنود”.
وشدد على أن الهدف الأساسي أيضا هو” إرسال رسالة إلى المغرب الذي يُعتقد أنه عزز تحالفه العسكري مع إسرائيل منذ 17 يناير 2023″.
في ذات السياق استقبل الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء مبارك سعيد غافان الجابري نائب كاتب الدولة لصناعات الإسناد والدفاع بوزارة الدفاع الإماراتية.
وحسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الجزائرية فقد استقبل الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الأربعاء، بمقر أركان الجيش اللواء مبارك سعيد غافان الجابري الرئيس المشارك للجنة المختلطة الجزائرية الإماراتية المكلفة بالتعاون العسكري، نائب كاتب الدولة لصناعات الإسناد والدفاع لوزارة الدفاع الإماراتية، دون الكشف عن فحوى المباحثات.
ويبدو أن النظام الجزائري العسكري الذي فشل في إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية للجزائريين يريد خلق دعاية “إعلامية عسكرية” جديدة لإلهاء الجزائريين عن النهب المتواصل لثرواتهم من قبل الجنرالات الذين شيدوا القصور والضعيات بأوربا من خيرات الغاز الجزائري.