زنقة 20 . الرباط
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار بأن زيارة الملك محمد السادس إلى الصين قد جنت ثمارا وفيرة، مشيرا إلى أن الزيارة شددت على إرادة المملكة في بناء شراكة مع دول متعددة من بينها الصين إلى جانب شركائها التقليديين، وتعد خطوة هامة لتعزيز تعاون الجنوب- الجنوب.
وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحفي أقيم مساء أول أمس الخميس في بكين أن الشراكة الإستراتيجية التي أعلن عن إقامتها بين البلدين خلال هذه الزيارة سترسخ نمطا جديدا من العلاقات الثنائية وأن التعاون البراغماتي بين البلدين كونه نموذجا لتعاون الجنوب- الجنوب سيعود بالفائدة على قارة إفريقيا برمتها.
وأشار مزوار حسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء إلى أن الزيارة شهدت توقيع الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك محمد السادس على الإعلان المشترك المتعلق بإرساء شراكة إستراتيجية بين البلدين، وإبرام 14 اتفاقية تعاون بين الحكومتين و15 اتفاقية تعاون بين شركات خاصة من البلدين، وإعلان المغرب إلغاء التأشيرة للسائحين الصينيين ابتداء من أول يونيو المقبل، مؤكدا أن الجانب المغربي يولي اهتماما كبيرا بمشروعات التعاون الثنائي التى اتفق عليها خلال الزيارة إذ سيقوم العاهل المغربي بنفسه بمتابعة تنفيذها.
وقال الوزير إنه تحت إطار الاتفاقيات، يمكن أن يجرى البلدان في المستقبل تعاونا في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة الجديدة والاتصالات والسيارات العاملة بالكهرباء والسياحة والتعليم والتبادل الثقافي، معربا وبشكل خاص عن ترحيبه بمشاركة شركات صينية في مشروع بناء خمس محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.
وحول مشروع التعاون في السكك الحديدية فائقة السرعة الملفت للأنظار، أشار الوزير إلى أن المشروع قد دخل مع توقيع مذكرة التفاهم الخاصة به مرحلة الإعداد والتحضير التي تقوم فيها الجهات المعنية من الجانبين بمشاورات ودراسات جدوي.
وكشف عن ثلاثة خطوط تأتي في إطار هذا المشروع ألا وهي خط سكك حديدية فائق السرعة يربط بين مدينتي مراكش وأكادير، وخط سكك حديدية عادي يربط بين مدن في مدن الصحراء، وخط سكك حديدية يربط بين جنوب المغرب ودول غرب إفريقيا، مضيفا أن هذا التعاون يتناول نقل التكنولوجيا وتعليم الكفاءات والاستثمار المشترك.
وأشاد “مزوار” بأداء الشركات الصينية والمستثمرين الصينيين المتواجدين في المغرب وأعرب عن تقديره لدورهم وجديتهم في العمل.
ورحب بقدوم المزيد من الاستثمارات الصينية إلى بلاده التي تمتلك مزايا تتمثل من ناحية في ارتباطها باتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ودول غرب إفريقيا ومن ناحية أخرى في موقعها الجغرافي الفريد فى شمال غرب إفريقيا لتكون نقطة تواصل بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا وبين شمال إفريقيا وغربها .
وأضاف الوزير بقوله أنه انطلاقا من هذا، خطط المغرب لإنشاء منطقة صناعية خاصة للشركات الصينية على مساحة تصل إلى حوالي ألف هكتار في المنطقة الشمالية من البلاد التي تعد موقعا جيدا لنقل البضائع إلى أوربا ودول غرب إفريقيا مباشرة وخلال فترة وجيزة.
وأوضح الوزير أن أبرز نتائج هذه الزيارة هو قرار الملك محمد السادس رفع التأشيرة عن جميع المواطنين الصينيين بدون استثناء، مؤكدا أن هذا الإجراء يهدف إلى جذب السائحين الصينيين المتوقع أن يصل عددهم إلى 130 مليون هذا العام لزيارة المغرب كونه مقصدا سياحيا مثاليا يجمع بين مناظر طبيعية ساحرة وآثار ثقافية فريدة.
وفيما يتعلق بتعاون الجنوب- الجنوب، أعرب الوزير عن تقدير الجانب المغربي لمساهمة الصين في تسريع عملية التصنيع بإفريقيا، مشيرا إلى ضرورة تخلص القارة من النمط القائم على مجرد تصدير المواد الخام وكذا ضرورة ارتقائها بالقيمة المضافة للسلع وتسريعها لعملية التصنيع.
وأكد أن المغرب بذل ولا يزال يبذل جهودا في هذا الصدد بمساعدة الصين، وأنه على ثقة تامة بأن التعاون المغربي- الصيني سيدفع تعاون الجنوب-الجنوب.
وعلى صعيد الشؤون الدولية، فقد ثمن الوزير جهود الصين كدولة كبيرة ومسؤولة وما تلعبه من أدوار كعضو دائم بمجلس الأمن الدولي في العديد من الشؤون الدولية، ومنها على سبيل المثال جهود الصين في إحتواء انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمعالجة قضية تغير المناخ.
وفيما يتعلق بالشؤون الإقليمية، أوضح “مزوار” أن سر حفاظ المملكة على الاستقرار والتنمية هو الدين الإسلامى المعتدل والوطن والمؤسسة الملكية التي تشكل معا عماد الوحدة الوطنية لتأمين المساعي إلى بناء وتطوير المجتمع، إضافة إلى تجربة المغرب السياسية المتميزة بالتعددية وثقافة الحوار والانفتاح والقدرة على احتواء الخلاف والاختلاف وكذلك لديها مرجعية ألا وهى الملك والملكة، وهذا ما يسمى بالنموذج المغربي.
وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية على تطابق موقف المغرب والصين تجاه الشؤون العربية والمتمثل في احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها والاهتمام بالوضع الإنساني والوقوف ضد انتشار الإرهاب في المنطقة، وأن المغرب يرحب بالخطوة التي اتخذتها الصين مؤخرا بتعيين مبعوث خاص للأزمة السورية عقب تعيينها مبعوث خاص لمنطقة الشرق الأوسط ويؤيد جهود الصين في المساهمة بحكمتها في حل الأزمات بالمنطقة.