‘بنشماس’ يطلق ديناميكية جديدة للعلاقات بين ألمانيا والمغرب بمباحثات مكثفة في ‘البوندسرات’
زنقة 20 . الرباط
أجرى رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، خلال زيارته لجمهورية ألمانيا الاتحادية مباحثات مستفيضة بمدينة درسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، مع كل من رئيس البرلمان المحلي Matthias ROBLER، ووزير الداخلية Markus ULBIG ووزير العدل Sébastian Gemko بحكومة ولاية ساكسونيا.
وقد انكبت هذه المباحثات على مواضيع مختلفة، تستأثر باهتمام الطرفين، نذكر منها على وجه الخصوص قضايا تهم التحديات الأمنية، وحقوق الإنسان، والهجرة والجهوية الموسعة.
وقد اتفق الطرفان على اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تطلق دينامية إضافية كفيلة بتعزيز التعاون المثمر بين البلدين، في مختلف المجالات وفق شراكة استراتيجية فاعلة، تضع ضمن أولوياتها الأساسية تبادل الخبرات في مجال الجهوية.
وفي هذا الإطار، أعرب رئيس مجلس المستشارين عن رغبته في الإستفادة من تجربة ألمانيا العريقة في مجال الجهوية، خصوصا في جانبها المتصل في تدبير التفاوتات في مستويات النمو داخل الجهة، وبين الجهات أيضا.
ومن جهتهم، نوه مسؤولو ولاية ساكسونيا بالنموذج المغربي الذي يشق طريقه بثبات على درب التقدم والازدهار، بالرغم من الصعوبات الجمة التي يواجهها من جراء تداعيات “الربيع العربي” في المنطقة، والأزمات التي نجمت عنها بسبب تفكك مؤسسات الدولة في عدد من بلدان الجوار، مما أدى إلى تفشي النشاط الإجرامي في المنطقة.
ويذكر أن رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، يقوم بزيارة عمل إلى جمهورية ألمانيا الإتحادية، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 13 ماي 2016، وذلك بدعوة كريمة من رئيس البوندسرات (الغرفة العليا للبرلمان الألماني).
من جهة أخرى قال حكيم بن شماش، إن هناك آفاقا جديدة واعدة فتحت في وجه العلاقات المغربية ـ الألمانية في شكل مشاريع وأوراش عمل في مجالات محددة مرتبطة أساسا بالجهوية المتقدمة.
وأشار بن شماش، أن المسؤولين الألمان المقتنعين بدينامية الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب ، يدركون أن المملكة المغربية تباشر أوراش الإصلاح في محيط جهوي شديد التعقيد ، ويقدرون قيمة استقرارها وجهودها.
وأضاف رئيس الغرفة الثانية، أن المباحثات مكنت من بلورة أوراش عمل في عدد من المجالات التي تدعم جهود المغرب المرتبطة بإنجاح ورش الجهوية المتقدمة مشيرا إلى أن المسؤولين الألمان عبروا عن التزامهم بوضع الخبرة الألمانية في هذا المجال رهن إشارة المغرب.
وأضاف نفس المتحدث، أنه تم التأكيد على حرص المغرب على تنويع شراكاته الإستراتيجية وإصراره من خلال مبادرات ملموسة على إنضاج الظروف التي تمكنه من إقامة ليس فقط علاقات تعاون عادية في المجلات الاقتصادية والتجارية والسياسية بل حتى وضع مقومات شراكة نموذجية تهم كافة المجالات.
هذا وأوضح بن شماش أن المباحثات تناولت أيضا الأسئلة المتعلقة بالتهديدات الإرهابية، إذ عبر المسئولون الألمان عن تقديرهم الكبير لمقاربة المغرب في هذا المجال والنموذج الذي يعتمده في المعالجة الوقائية للتصدي لانتشار مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأبرز أن الجانب الألماني ثمن عاليا إصرار المغرب على مواصلة العمل في بناء دولة ديمقراطية تتجاوب مع المعايير الكونية لحقوق الإنسان، إضافة إلى إشادته بالإستراتيجية المغربية في معالجة ملف الهجرة.
وخلص بن شماس إلى أن المسئولين الألمان جددوا التعبير عن الرغبة في بحث فرص جديدة لتقوية الاستثمارات الألمانية في المغرب إلى جانب قطاع الطاقات المتجددة، تشمل السياحة والفلاحة إلى جانب تقوية العلاقات الثقافية.
ويذكر أن رئيس مجلس المستشارين، يقوم على رأس وفد برلماني بزيارة عمل لألمانيا، خلال الفترة الممتدة إلى غاية 13 ماي، وذلك بدعوة من رئيس البوندسرات (الغرفة العليا للبرلمان الألماني)، حيث التقى بعدد من المسؤولين كرئيس البرلمان المحلي، ووزير الداخلية ووزير العدل بحكومة ولاية سكسونيا، كما التقى برئيس البوندستاغ الألماني.