زنقة 20 . الرباط
أثارت تصريحات للناشط الأمازيغي “أحمد الدغرني” حول المطالبين بالحكم الذاتي في الريف، انتقادات وردود فعل مجموعة من النشطاء الأمازيغ الذين هاجموا “الدغرني”.
الكاتب العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي المنحل “أحمد الدغرني”، اتهم في تدخل له على هامش ندوة حول “راهن الحركة الأمازيغية ومستقبلها” بالناظور، نشطاء بالريف “بالاسترزاق” من خلال مطالبتهم بالحكم الذاتي بالمنطقة، قائلاً أنهم “يتم توجيههم عبر الساتيليت و هم بياعة و شراية مثل الصحراويين و من يتحدث عن الريف وحده يفعل ذلك لابتزاز النظام ليتلقى مقابلا” مضيفاً أنه مستعد لكشف الأسماء.
‘خميس بوتكمانت’ الناشط في صفوح الحركة من أجل الحكم الذاتي بالريف،اعتبر أن تصريحات “الدغرني” تعتبر مسا صريحا بأعضاء حركة الحكم الذاتي ، مطالباً إياه بكشف أسماء من يتلقى المقابل ” لينور الرأي العام و لنعرف هادو للي كايبيعو باسم الريف و الا سنعتبر ما تفوه به محاولة لتكريس نظرية المؤامرة و تشتيت الصف الامازيغي الريفي لتسهيل مأمورية حشدهم و استقطابهم الى الحل الوحيد حسب تعبير الدغرني”.
‘خميس’ أضاف أن خرجة ‘الدغرني’ توضح مدى عقدة الريف ” لدى الكثير ممن نعتبرهم نخبا امازيغية ، و لعلها فرصة ليستفيق الريفيون من سباتهم و يعيدوا النظر في وحدوية النضال و الفعل للي مابغاوش يفيقو منو. هذه الادعاءات مشجوبة و مردود عليها رغم كامل الاحترام للسيد الدغرني ، فمن غير المسموح قطعا المزايدة و المس بالريف و شهدائه لاي سبب من الاسباب و من اي طرف كان مهما كانت مكانته”.
محمد رجل بسيط يعمل في مصنع صغير لصنع الأحذية ـ تابع دراسته إلى مستوى الثالثة ثانوي قبل ان تضطره ظروفه ا لعائلية إلى مغادرة مقاعد الدراسة ,والخروج والسعي في دنيا الله ليتصيد رزقه , بعد أن توفي الأب وترك 4 صبيه وأمهم بدون معيل ـ كانوا يسكنون منذ الثمانينات في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء. وكان بالحي محترف صغير لصانع تقليدي يبدع في صناعة البلغة المغربية ـ اقبل الفتى على تعلم الحرفة بشغف كبير حتى أتقن الصنعة ثم انتقل الى مصنع صغير لصناعة الأحذية ولم يغادره إلى اليوم ـ كبر الصبية وأصبحوا رجالا تاهت بهم دروب الحياة وبقي محمد في الحي بعد ان تزوج من بيضاوية ورزق منها ب 3 أطفال . كافح محمد من اجل تربيتهم تربية صحيحة بالرغم من قسوة الحياة وقلة ذات اليد , وهو الذي خبر الحياة وتحمل المسؤولية مند نعومة أظفاره .
محمد, أو محماد كما يناديه رفاقه في المعمل , كبر وترعرع في الدار البيضاء . غير أن أصوله تعود إلى قرية صغيرة بنواحي تجوقاق إلى الجنوب من مدينة مراكش ـ كان يقضي فيها العطل المدرسية لما كان تلميذا في بيت جده لأبيه . واستطاع أن يتعلم الشلحة, وهي لهجة يتكلمها سكان الجنوب . أما الأم فكانت دكالية من نواحي ولاد فرج بمنطقة دكالة, وهي منطقة ساحلية وسط المغرب يعتقد أن سكانها ينحدرون من أصول عربية ـ
لم يسمع محماد بالامازيع والامازيغية إلا مؤخرا , بعد قضاء أزيد من أربعه عقود من حياته . واكتشف فجأة آن له هوية ولغة برسم تيفناغ كانا مفقودين إلا أن نفض عليها علماء الاركام والحركات التمزغويه التراب ليعيدوها إلى الحياة .
قرر محمد أخد المسالة بجد واقسم أن يستعيد ويدافع عن هدا الموروث الذي كان مخفيا . ويساهم في رد الاعتبار إليه كامازيغي جديد. وينفض عنه لقب الشلح بالرغم من أن هده الكلمة لا تشكل له أي عقده , فالشلوح هم سكان منطقة سوس وبعض مناطق الجنوب المغربي . بلهجتهم التي تميزهم عن زيان في الوسط وريافة بالشمال المغربي , الدين يتكلمون لهجات مختلفة ويلقبون بهده الألقاب, دون الشعور بالنقص آو التجريح
قرر محمد أن يبدأ من البداية وان ينضم إلى جمعيه تمزغويه ليناضل في صفوفها لاسترجاع حقوق الامازيغ. ويستعيد مجدهم ـ رحب بمحمد كعضو جديد بالجمعيه , وعلى التو بدأت عملية التجنيد و التاطير ـ جاء احد اليافعين ولفه بحماس بثوب على شكل علم ملون بالأزرق والأصفر. ويحمل رسما من حروف تيفيناغ وهو يقول مرحبا بك كمواطن من مواطني تامزغا . موطن الامازيغ الأحرار ـ
شعرمحماد بالضيق الشديد وهو يلتف بهذا الرمز الجديد , وهو الذي كان يجد سعادة كبيره, ويشعر بوطنيه جارفه وهو يرفع علم البلاد على واجهة المعمل, في كل المناسبات ألوطنيه .لا سيما وقد طلب منه ألان أن يكون ولاه ولاء أعمى لهده القطعة من القماش . وان يقبل جزأ منه كأول فرض من فروض الولاء لرمز من رموز تامزغا الكبرى والدفاع عنه بالغالي والنفيس .والكفر بعلم حمل حبه بين جوانحه مند الصغر وتوجس أن يطلب منه دوسه بالأرجل ـ
كان الأمر صعبا جدا على محمد في أول خطوه من خطوات التجنيد ,ودلك بتغيير اسمه إلى ماسينيس , وقطع كل صلة مع علم أحبه حتى النخاع وتغنى بنشيده مرات تفوق العد, وهو يرفع الى عنان السماء في المحافل الرياضية الدولية الكبرى. كلما حقق بطل من الأبطال المغاربة انجازا عالميا ـ
توالت خطوات التأطير والتجنيد . وفي كل خطوة تضرم نارا جديدة وحيره كبيره داخل محمد ـ فالمطلوب منه آدا أن يمقت حد المرض اللغة العربية ويناصبها العداء الشديد. وان يزدري كل ما يرتبط بالحضارة العربية الإسلامية . وان يقطع كل صلة تربطه بالشرق العربي .وان يكره حتى الموت العرب الغازين . وان يرمي بهم وبكل من دنست دماءه من ألمغاربه منهم إلى البحر . وإخلاء تامزغا الكبرى من دنسهم . وان يمجد إسرائيل , ويبارك ما تفعله في الفلسطينين. وان يرتد عن دين الأعراب ولا يحيي بتحيتهم .وان يتخذ من العلمانيه مثله ألاعلى.
كان الحمل ثقيلا على ماسينيس وهو الذي عاش في حي شعبي في البيضاء .مدينة تشكل مغربا صغير تساكن فيها المغاربة من كل المناطق والمشارب .لم يشعر فيها يوما بالإقصاء بالرغم من صعوبة العيش وقلة ذات اليد . لم يسأله احد أبدا عن هويته أو عرقه ولم يكن ينظر إلى نفسه إلا انه مغربي ابن مغربي . لم ينظر قط إلى الآخرين إلا أنهم مغاربة , على أرضهم وفي بلدهم . رغم اختلاف المشارب واللهجات .
فكيف يتأتى لمحمد إن يمقت اللغة العربية وهي أول ما سمعت أدناه . لقد كانت ولادته عند صلاه الفجر و الأذان يصدح في أرجاء المدينة .وكيف يعادي كل ناطق بالعربية وهو واحد منهم ,وكل عائلته تتكلم بها ولو في الصلاة .وكيف يكفر بالحضارة العربية الإسلامية وهي تسكنه بثقافتها وأثارها . وكيف يطلب منه آن يمحو كل هده الفترة ألتاريخيه العظيمة ,مند الفتح الإسلامي إلى حدود 1960 وان يكون المنطلق من باريس في فرنسا تاريخ نشأة الحركة الامازيغية بعلمها في هده ألمدينه ألفرنسيه
تدافعت الأفكار في ذهن محمد وتفاعلت حد الانفجار . لن يستطيع أن ينسلخ من جلده. لن يستطيع أن يتنكر لتاريخه . لن يستطيع أن ينبذ أهله . لن يستطيع … لن يستطيع . قالها مرارا وهو يمزق بعصبيه بالغة العلم الجديد ـ وهو يردد لست امازيغيا لست امازيغيا .أنا سوسي آبا عن جد أنا مغربي . وكفى أنا مغربي وكفى. رمى ما تبقى من العلم برضا أرضا و انطلق يمشي وهو ينشد النشيد الوطني بصوت عالي
حتى توارى عن الأنظار ـ