الريسوني: مشروع البوليساريو عبث و المغرب اعترض عن استقلال موريتانيا

زنقة 20 | الرباط

بعدما أثار موجة غضب عارمة في كل من موريتانيا والجزائر بعد تصريحات متلفزة، خرج رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، ليوضح ما صرح به.

الريسوني قال أن تصريحاته “كانت شفوية وعفوية ، وكانت أحيانا مقتضبة غير مكتملة ، وهو ما فتح الباب لظنون وشروح وتأويلات لم تخطر لي على بال”.

و أوضح الريسوني، أن ” دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، التي يسميها البعض “الصحراء الغربية”، والتي وصفتُها في الحوار بكونها “صناعة استعمارية” ويوجد على حدود المغرب مع الجزائر تنظيم مسلح يسمى جبهة البوليساريو، أو “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب””.

و أضاف أنه “سبق لهذا التنظيم أن أعلن عن إقامته لما سماه “الجمهورية العربية الصحراوية”. ومعلوم أن هذه المنظمة محضونة ومدعومة بالكامل من الدولة الجزائرية، وتتخذ من مدينة تندوف الجزائرية عاصمة فعلية لها، وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين”.

و أوضح الريسوني ، أنه دعا في تصريحاته إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري.

وقال أنه يؤمن مثل كافة أبناء المنطقة، أن بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هده المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة. وأدعو إخواننا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية.

و ذكر الريسوني، أنه يؤمن أيضا مثل كافة العقلاء، أن الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية.

وفيما يخص موريتانيا ، قال الريسوني ، أن ” استقلال موريتانيا اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة. وأما أشواق الوحدة القديمة، وتطلعاتها المتجددة، فلا سبيل إليها اليوم إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة. وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء “اتحاد المغرب العربي” وتحريك قطاره”.