مجلس المستشارين يبصم على دور دبلوماسي قوي في الترافع عن القضايا الإستراتيجية والحيوية للمملكة

زنقة 20. الرباط

أكد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، الثلاثاء بالرباط، أن مجلس المستشارين عزز دوره المحوري ضمن منظومة الدبلوماسية الوطنية، في الدفاع والترافع عن القضايا الإستراتيجية والحيوية للمملكة، وعلى رأسها القضية الوطنية.

وأبرز السيد ميارة، في كلمة بمناسبة اختتام مجلس المستشارين لدورته الثانية من السنة التشريعية (2021 – 2022)، أن المجلس انخرط بقوة في الاتحادات والجمعيات البرلمانية الجهوية والقارية والدولية وفي إطار العلاقات البين برلمانية، فضلا عن عمله على استصدار قرارات ومواقف متقدمة داعمة لقضية الوحدة الترابية للمملكة وللمخطط المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

وأشار إلى أنه على مستوى الانخراط في المنظمات البرلمانية الجهوية والقارية والدولية، شارك المجلس في أشغال الدورة السنوية الحادية عشرة للجنة البرلمانية المشتركة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي التي انعقدت بمقر البرلمان الأوروبي ببروكسيل، وشكلت فرصة للتأكيد بأن المملكة عازمة على استكمال بناء مسار الشراكة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، وعلى أهمية وواقعية نهج المغرب لسياسات ترسخ مسلسل علاقات تعاون أكثر تقدما.

كما توقف عند مشاركة المجلس في أشغال المؤتمر الثالث والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بعنوان “المسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية أولويتنا الأولى”، المنعقد بالقاهرة/جمهورية مصر العربية، والتي تميزت بتأكيد المجلس على الموقف الثابت والواضح للمملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، وعلى أن المملكة تضعها والقدس الشـريف في صدارة انشغالاتها وفي مرتبة القضية الوطنية، وكذا بتجديد التأكيد على مواصلة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، الدفاع عن الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية طابعها الإسلامي وصيانة حرمة المسجد الأقصى والدفاع عن الهوية التاريخية لهذه المدينة كأرض للتعايش بين الأديان السماوية.

أما على المستوى الثنائي، فتوقف رئيس مجلس المستشارين عند اللقاءات الثنائية التي أجراها خلال هاته الفترة مع شخصيات حكومية ودبلوماسية، ورؤساء برلمانات وطنية واتحادات برلمانية جهوية وقارية ودولية، مشيرا إلى أنه “كان من أبرزها زيارة رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية بولندا، تجسيدا لمتانة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية بولندا، بقيادة الملك محمد السادس، والرئيس أندريه دودا، والمبنية على أسس الصداقة والتعاون المثمر والدعم والاحترام المتبادلين.

وفي السياق ذاته، ذكر السيد ميارة بزيارة العمل التي قام بها، على رأس وفد برلماني، إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والتي تميزت بإجراء محادثات ثنائية مع رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، تم التأكيد خلالها على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والتي تستمد قوتها من الروابط الأخوية بين الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وبين الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني.

وأكد أنه ترسيخا لتموقع المجلس على مستوى أمريكا اللاتينية والكراييب، قامت رئيسة مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة المكسيكية بزيارة للمملكة المغربية، “أبرزنا خلالها الأهمية الكبيرة التي يكتسيها التعاون المغربي المكسيكي على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف، من خلال التنسيق والتشاور الدائم بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك في العديد من المنظمات والمحافل الدولية”، منوها بتدشين فضاء الأمانة العامة للمنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك” بمقر مجلس المستشارين، في ختام هاته الزيارة.

وعلى نفس الواجهة، يضيف السيد ميارة، “قمنا خلال هذه الدورة بزيارة عمل على رأس وفد برلماني إلى جمهوريتي الشيلي والأوروغواي، حيث عقدنا سلسلة مباحثات مع المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين بالجمهوريتين”، مبرزا أن الزيارة توجت بالمصادقة على تشكيل أول لجنة صداقة برلمانية أوروغوايانية-مغربية، وتجدر الإشارة هنا أن هذا العمل البرلماني المتواصل قد توج بالسحب الرسمي لما يسمى بمجموعة الصداقة مع الجمهورية الوهمية، حيت أضحت المجموعة لاغية ودون أي نصاب قانوني.

وشكلت الزيارة أيضا مناسبة للقاء رئيس برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية ” البارلاسور”، والذي عبر عن إشادته العالية وتقديره الكبير للجهود التي ما فتئ يبذلها الملك محمد السادس من أجل تحقيق تقارب أكبر بين إفريقيا والعالم العربي من جهة، وأمريكا اللاتينية من جهة أخرى، وذلك في إطار التعاون جنوب-جنوب الذي اختارته المملكة نهجا لسياستها الخارجية.

وعلاقة بتنظيم التظاهرات الإقليمية والدولية، سلط الضوء على احتضان البرلمان المغربي، وضمنه مجلس المستشارين الدورة الاستثنائية ال26 لمنتدى رؤساء ورئيسات المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب “الفوبريل”، والدورة العادية للبرلمان الأنديني. وقد تميز انعقاد الدورة الاستثنائية للفوبريل، بمنح “جائزة إسكيبولاس للسلام” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وهي أرفع جائزة تمنحها هذه الهيئة، حيث جاء في نص القرار أن جلالة الملك “ي عتبر مثالا يحتذى به لكل من يعمل على احترام والحفاظ على هذه القيم لدى مختلف ثقافات وشعوب العالم”، وأن منح هذه الجائزة، جاء كذلك، تقديرا للجهود الحثيثة لرفع لواء السلام، والتي ما فتئ جلالته يبذلها منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.

وشدد السيد ميارة على أن مجلس المستشارين سيواصل تعزيز دبلوماسيته البرلمانية من خلال تبادل الزيارات، والانخراط في الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية والدولية، مشيرا إلى أن المجلس سيحتضن أشغال الجمعية العامة السنوية السابعة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية، تحت عنوان “المشاركة البرلمانية العامة الفعالة من أجل التنمية الشاملة”، وذلك خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 03 غشت 2022.

وأوضح أن هذه الدورة، التي ستعرف مشاركة عدد من رؤساء ووفود البرلمانات الوطنية الإفريقية وخبراء دوليون، ستتناول حصيلة الشبكة خلال السنوات السبع الماضية وآفاق العمل والتحديات المستقبلية، لاسيما في إطار محيط قاري ودولي متغير فرضته جائحة COVID-19 وتداعياتها متعددة الأبعاد، وكذا سبل تعزيز الشبكة وتقوية شراكاتها مع البرلمانات الوطنية والإقليمية والجهات الفاعلة الأخرى في تنمية قدرات التقييم.

أما في ما يتعلق بمواصلة الاضطلاع بدوره كمنصة للحوار المجتمعي، يضيف السيد ميارة، انتظمت الفعاليات الفكرية والحوارية، ذات الصلة بالانفتاح على المحيط، في شكل ندوات وأوراش وملتقيات ذات طابع وطني أو دولي وانكبت على قضايا ذات راهنية وفي تناغم تام مع الانشغالات ذات الأولوية بالنسبة لمجلسنا الموقر، وهكذا فقد تم تنظيم ندوة موضوعاتية جهوية حول تنمية المناطق القروية والجبلية: رافعة للجهوية المتقدمة والعدالة المجالية ـجهة بني ملال – خنيفرة. وندوة حول موضوع: “مغاربة العالم: تعبئة جماعية وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لتسهيل عملية العبور”.

وسجل أن هذه الدورة عرفت تنظيم “ملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي” ومائدة مستديرة حول “المرأة، من موضوع في منظومة العدالة إلى فاعلة في التغيير والتطوير ” بشراكة مع وزارة العدل، ينضاف إلى ذلك ندوة حول “مراحل تفعيل الطابع الرسمي الأمازيغية، وكيفيات إدماجها في الجلسات العمومية لمجلس المستشارين وفي أجهزته”، وبغرض تقوية التعاون مع الجامعة المغربية تم تنظيم ندوتين خصصتا للتداول بشأن “الأمن الصحي” ببلدنا، فضلا عن مشاركة المجلس في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد