لأول مرة منذ 60 عاماً.. مكناس تتحول إلى محج لليهود المغاربة للإحتفال بالهيلولة وسط استنفار أمني كبير (صور)
زنقة 20 | الرباط
شارك عشرات من اليهود هذا الأسبوع في مراسم زيارة “الهيلولة” التقليدية في مدينة مكناس وذلك للمرة الأولى منذ ستينات القرن الفائت إثر عمليات ترميم للمقبرة اليهودية التاريخية في المنطقة.
وهي المرة الأولى التي يعود فيها الزوّار اليهود إلى هذه المدينة.
وقال الفرنسي المغربي أندريه ديرهي (86 عاما) لفرانس برس وهو يتمشى في محيط بيت حاييم (بيت الحياة بالعبرية) في مكناس “لا أجد الكلمات للتعبير عما أشعر به. رائعة هي عودتي التي كانت جد منتظرة إلى مسقط رأسي إثر سنوات من الغياب”.
استقبلت هذه المقبرة القديمة المتواجدة في الحيّ اليهودي “الملّاح” بمكناس، الأربعاء ولأول مرة منذ العام 1960 حجاجا يهودا غالبيتهم من أصول مغربية جاؤوا للاحتفال “بالصّدّيقين” تحت رقابة أمنية كبيرة.
ويقول الحاخام الشاب الإسرائيلي من أصول مغربية نضام (31 عاما) والذي يزور المكان لأول مرة في حياته “أفتخر بالمجيء إلى مكناس حيث يرقد أسلافي”.
أقيمت هذه المقبرة في العام 1682 ثم تداعت وكانت في إطار برنامج إعادة ترميم لأكثر من 160 مقبرة يهودية في المغرب بدأها الملك محمد السادس في العام 2010.
يقارب عدد الطائفة اليهودية في المغرب اليوم 3 آلاف شخص وهي الأكبر في منطة شمال أفريقيا بالرغم من هجرة كبيرة إلى إسرائيل منذ إنشاء الدولة اليهودية في العام 1948.
ويحافظ 700 ألف إسرائيلي من أصول مغربية غالبا على علاقات قوية مع بلدهم الأم.
تواجدت هذه الطائفة منذ القديم في المغرب وتعززت منذ القرن الخامس عشر بعد طرد اليهود من اسبانيا وناهز عددهم 250 ألف شخص نهاية العام 1940.
يطوف مئات من الزائرين يحملون الشموع بين أيديهم بالقرب من القبور المطلية بالجير الأبيض في مدينة مكناس.
ويؤدي البعض صلاة أمام لوحة الحاخام رافييل بيردوغو “أستاذ التوراة” والذي توفي في العام 1821.
ويقول الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية في المغرب سيرج بيردوغو إن “هذا التجمّع دليل على أنه يمكن أن نجعل من الآثار مكانا للاحتفال بذاكرة اليهود في المغرب”.
يعتبر يوسف إسرائيل، وهو قاض يتحدر من مدينة تطوان أن “المغرب كان دائما رمزا للتعايش الديني”.
ويؤكد الحاخام نظام أنه قبل تطبيع العلاقات كانت المملكة المغربية تستقبل كل عام ما بين خمسين وسبعين ألفا من السيّاح اليهود يأتي غالبيتهم من إسرائيل.
ومن المرتقب أن يستقبل المغرب نحو 200 ألف سائح بعد إحداث خطوط جوّية مباشرة بين البلدين.
ويقول متفقد التعليم الوطني الإسرائيلي مصحوبا بزوجته وأطفاله الستة “عدت إلى حيّنا مغمض العينين. وعادت إلي كل الذكريات وكأني لم أغادر البلاد”.
ويضيف أن التجربة “مؤثرة” وخصوصا بالنسبة لأبنائه الذين قدموا لأول مرّة إلى المغرب.
ويورد ابنه أفيخاي (30 عاما) مبتسما “نشأنا مع حكايات أبينا ويبدو الأمر كأننا عثرنا على القطعة الناقصة من اللغز”.
ويحيي جيل بيردوغو المغرب على “العمل الاستثنائي للحفاظ على الذاكرة”.
ويضيف دامعا “هذه الرحلة بمثابة رمز كبير لأبنائي لا مثيل له”.
ويضيف دامعا “هذه الرحلة بمثابة رمز كبير لأبنائي لا مثيل له،
تحية كبيرة لهذا الحس العالي و العميق بالانتماء للوطن الذي من المؤكد أنه يسكن الوجدان قبل أن نسكنه .