زنقة 20. أوريكا / مراكش
إذا كانت مدينة مراكش هي العاصمة السياحية للمملكة المغربية بامتياز، حيث تستقطب ثلاثة مليون سائح سنويا، لتتبوأ بذلك صدارة المدن المغربية الأكثر جاذبية للسياح الأجانب والمغاربة على حد سواء، فإن أُوريكا هي القلب النابض للعاصمة السياحية للمملكة.
فلا يمكن للسائح الأجنبي أن يزور مراكش دون أن يفكر في زيارة أوريكا، التي لا تبعد عن عاصمة النخيل سوى بحوالي 40 كيلومترا.
هذه الجماعة القروية التابعة لإقليم الحوز ضمن جهة مراكش آسفي، تُوفر للسائح كل المؤهلات الطبيعية الجذابة: شلالات المياه المنهمرة من أعالي الصخور الجبلية، هضبات خصبة مؤسرة للعين، أنهار ووديان، خرير المياه، واد أوريكة وشلالات ستي فاضمة… معالم طبيعية ترسم لوحات فنية ساحرة.
سحر جبال أوكايمدن …
جبال أوكايمدن التي تكسوها الثلوج خلال فترات الشتاء تستقطب عشاق ممارسة الرياضات الشتوية، وهواة التزحلق على الجليد وتنتشر على سفوح الجبل أشجار الصنوبر و العرعار .
كل هذه المميزات تجعل المنطقة تعج بالزوار في مختلف الفصول. يخترق المنطقة نهر أوريكا الذي ينبع من جبال الأطلس الكبير إلى الجنوب الشرقي من مراكش في وسط المغرب.
يتغذى النهر من مياه الثلوج الذائبة في قمم الجبال. توجد مزارع صغيرة على جانبي النهر تزود مراكش بالخضراوات. لا تقتصر جاذبية أوريكا على فترات الشتاء، بل تتعداها لتشمل فصل الصيف، حيث يتحول المنتجع إلى ملاذ يقصده الباحثون عن الهواء المنعش و” الهاربون” من المناطق المجاورة التي تتميز بطقسها الحار والجاف في فصل الصيف.
بفعل سحرها الطبيعي، فرض المنتجع السياحي نفسه كوجهة سياحية عالمية، حيث يستقبل أفواجا عديدة من السياح من مختلف بقاع العالم، وخاصة الأوربيين الذين يعشقون هدوء وجمالية المناظر الطبيعية التي تزخر بها أوريكا ويقصدونها للاستمتاع بلحظات ممتعة بين الوديان المتدفقة والأشجار المثمرة.
قرية سيتي فاظمة … حيث الطبيعة الساحرة
وديان تخترق جبال الأطلس الكبير ودور وقرى صغيرة مشيدة بالطين في قمم الجبال وغطاء نباتي كثيف وأشجار مثمرة تؤثث الفضاءات… وتعتبر قرية سيتي فاظمة، بفضل شلالاتها السبعة، الوجهة الأكثر جذبا بالمنطقة، خاصة لعشاق تسلق الجبال، كما يتيح منتجع أوريكة للسياح فرصة زيارة حديقة النباتات العطرية (حديقة تيماليزين) والتي تضم حوالي 45 نبتة عطرية وطبية، إلى جانب أخرى مشهورة بإنتاج نبات الزعفران.
يستقبل سكان أوريكا الزائرين بعرض أنواع مختلفة من النباتات المعدة للغرس والزينة، ويحتوي المنتجع، أيضا، على “المتحف البيئي الأمازيغي” الذي أحدث بهدف اطلاع الزائرين على طريقة ونمط عيش الساكنة الأمازيغية بهذه المنطقة من خلال عرض صور وأدوات متنوعة من قبيل الزرابي والألبسة والحلي.
فنادق أوريكا..خدمات مريحة بأسعار مناسبة
توفر منطقة أوريكا خدمات فندقية في مستوى أذواق وانتظارات الزوار والسياح وبأثمان مناسبة. وتضم المنطقة بنية فندقية رائعة توفر كل الخدمات الضرورية .
وتوفر الفنادق إقامات مكيفة الهواء مع حمام سباحة في الهواء الطلق وفضاءات للراحة والاسترخاء (تراس) . وتوفر أغلب الفنادق غرفًا مكيفة، وتقدم أكلات شهية في مطعم الفندق أو في الهواء الطلق.
تحتوي جميع الغرف على تلفزيون بشاشة مسطحة مع قنوات فضائية وحمام خاص، ومواقف خاصة ومجانية للسيارات كما توفر بعض الفنادق إطلالات على الجبل على غرف عائلية.
أطباق شهية وسط الطبيعة الخلابة
تتصدر أطباق مراكش قائمة أشهى المأكولات في العالم، وربما يعتبر ذلك من ضمن المحفزات التي تدفع السياح إلى زيارتها، للاستمتاع بأكلاتها المتنوعة، و تقدم أوريكا الطواجن الممتازة والأطباق الشهية المتنوعة في العديد من المطاعم المظللة الصغيرة على حواف الماء، كما يمكن تناول مختلف أنواع الأطباق والمأكولات في الفنادق والمطاعم ” المصنفة”.
إضافة إلى الطبق الشهير في المغرب “الكسكس”، الذي يعد وجبة الطعام المشتركة بين جميع المدن المغربية، تشتهر مراكش و أوريكا، بأطباق أخرى ، من بينها””الطنجية المراكشية”، التي تعتبر الأكلة الأكثر شهرة في المدينة، حيث يتم إعدادها من خلال الطهي في رماد دافئ، يتم بعدها طمر الطنجية بعد أن تخمد النار في إناء فخاري تحت الرماد لمدة 6 ساعات، لتصبح بعدها جاهزة للتقديم. ويمكن أيضا ذكر “البسطيلة المراكشية” التي تحشى بأكباد البط، ووجبة “الباولو” المتكونة من لحم رأس الغنم المبخر.
كما تشتهر مراكش ونواحيها ، بوجبة “الببوش” و”البقولة” والنقانق التي تسمى “بالمركَز”، إضافة إلى “الشباكية” المراكشية التي تقدم مع الشاي المغربي بالنعناع أو أعشاب أخرى حسب وق ورغبة الزائر.
دخل المطبخ المراكشي إلى العالمية، بعدما احتلت الأطباق المراكشية عام 2015 المرتبة الـ11 في قائمة أفضل 25 مدينة في العالم، بحسب مجلة (بيزنيس إنسايدر).