أيها السياسيون…لا تلعبوا مع بنكيران…فحتى هيلاري كلينتون تسانده.
بقلم : عبد المطلب أعميار
أيها السياسيون لا تلعبوا مع بنكيران
لا تلعبوا معه في رقعة الهوية، والدين، والخصوصية…
فالإسلام دخل المغرب قبل بنكيران،
والنضال الديمقراطي عاشه المغرب قبل بنكيران،
والخصوصية المغربية صنعها المغاربة قبل بنكيران،
فلماذا تصرون على مزاحمته فيما هو رأسماله السياسي والانتخابي.
لتتركوا الأمر لمنافسيه في العدل والإحسان، وفي الجماعات الدينية الأخرى، من شيعة، وسلفيين، وصوفيين…ولتتركوا الأوقاف تدافع عن وسطية الدولة ، وعن وحدة المذهب..أليس الدين من اختصاص إمارة المؤمنين؟….
بنكيران ، هذا الرجل الذي ننعته بالشعبوي ، يترجاكم أن تلعبوا معه في رقعة الأصالة، الأصالة كما يفهمها هو وإخوانه في الإصلاح والتوحيد…فهي ضامنة شرعية وجوده، و هي ركيزة مرجعيته التي حملته للسلطة…
بنكيران، يترجاكم أن تمنحوا له شرف الترافع السياسي باسم بلاد الإسلام، والأمة المهددة في كيانها ، ….ألم يقل لكم بأنه ضامن الاستقرار،وبأنه هبة من السماء لهذا الوطن..؟
بنكيران،لا يحب لغة الاقتصاد السياسي.
انه يكره الحديث عن نسبة النمو، وعن التضخم، وعن عجز الميزان التجاري، وعن الاستثمار، وعن السيولة، واحتياطي العملة… انه لم يقرأ هذا الكلام عند السيد قطب ، ولا عند المودودي، ولا عند القرضاوي …غير أنه يكون سعيدا عندما يلعب لعبة الفقيه المدافع عن توابث الأمة كما يفهمها هو، وعن زواج القاصرات، و تعدد الزوجات، وعن البنوك الإسلامية، وعن اللغة العربية المهددة من قبل الفرانكوفونيين الذين يستهدفون الأمن اللغوي القومي…
بنكيران، يحب كثيرا أن تحاصره جموع المعطلين وأن تنشر المواقع الالكترونية هذا الأمر، و يحب أن ينشر في الناس صورته عند الحلاق،( ليس حلاق درب الفقراء للراحل الركاب)، وأن ينشر صورته وهو يرقص مع حفيدته أو حفيده- لست أدري-، وأن ينشر صورته في بيته مع السياسيين وهو يقدم لهم الشاي المغربي، والحلوى المغربية المسماة ب “البهلة”…فهذه الصور تؤكد للناس مظلوميته، وعشقه للبساطة ، وللتلقائية…
بنكيران،هذا الذي يحلم بولاية ثانية لكي يسوسنا، يريد محاربة الدولة العميقة، وان كانت هي التي حملته للحكم ، ويريد محاربة الفساد ، غير أنكم لم تتركوه يفعل ، وكم هو صعب هذا الفساد في المغرب، ويريد تقوية قطب الصالحين ، ضد قطب الفاسدين العلمانيين، المتحالفين مع الحزب السري..
بنكيران، قال لنا بأنه سيفعل الدستور، وسينزله تنزيلا..ولم يفعل…لأنه مستعد للتنازل عن كل اختصاصاته….وهو الذي يحب الاختباء وراء الملك ، ويذكرنا دوما بأنه لم يخرج مع عشرين فبراير….وبأنه جاء لمحاربة الفساد…فازداد الفساد اتساعا، وتقدمنا في السلم العالمي للرشوة….
بنكيران قال لنا بأنه سيقر منظومة جديدة للأجور، محفزة ومنصفة..ولم يفعل.. فانتبه بأن الاقتطاع من أجور المضربين مذكور في القرآن الكريم.
بنكيران قال لنا بأنه سيكافح الإثراء غيرالمشروع،وسيقر سياسة وطنية لمكافحة الفساد..ولم يفعل….فقرر معاقبة الأساتذة المتدربين لأنهم لا يحبون مصلحتهم ، وهو في مرتبة والدهم.
بنكيران قال لنا بأنه سيخفض البطالة إلى 8 بالمائة، وسيحقق نسبة نمو 5.5 بالمائة ولم يفعل…غير أنه كان موقنا أن السماء ستمطر لأن بركة ” الشرفة” تحمي البلاد.
بنكيران قال لنا بأنه سيرفع من تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة..ولم يفعل….ففكربأن حماية الأرامل هو المدخل للعدالة الاجتماعية…وها هو يفكر في الأشخاص ذووي الاحتياجات الخاصة..ولا يغمض له جفن لهذا الغرض…
بنكيران قال لنا بأنه سيجدد وسيشجر 50.000 هكتار من العرعار، والبلوط الفليني، والأركان…ولم يفعل….غير أنه منزعج من أثمنة البصل في السوق الوطنية…ويخال أن يكون في الأمر مناورة، أو خطة مدروسة لتهديد الأمن الغذائي المغربي.
بنكيران قال أشياء كثيرة…..وهو سعيد اليوم بسياسته اتجاه الدراويش الذين مكنهم من العلاج الفوري بفضل الراميد…فأصبحت أبواب المستشفيات والمصحات مفتوحة في وجه كل من خانته صحته، ,وأصيب بعلة طارئة أو دائمة..
بنكيران قال أشياء كثيرة ..فانتبه بأن الدعوة لمحاربة الإسلاميين، هي دعوة لمحاربة الإسلام..فكم فرح لهذه الدعوة…وهو على مشارف 07 أكتوبر…هو يعرف أنها دعوة ضد مشروعه..لكنه سعيد بهذا الأمر….سيعفي نفسه من تقديم حصيلة وعوده ، وسيقول للمغاربة إن الإسلام في خطر، ,وان الياس العماري ومشروعه خطر، وان دار الإسلام في خطر..وسيدعوهم يوم 07 اكتوبر لحماية المغرب من القناة الثانية، ومن مهرجانات الفساد،ومن لبنى أبيضار، ومن نبيل عيوش، ومن الأمازيغ، ومن الهزات الأرضية التي تضرب أهالينا في الريف العزيز…
أيها السياسيون لا تلعبوا مع بنكيران فحتى هيلاري كلينتون تسانده ، ألم تسمعوا بهذا الأمر؟ هل تعرفون من هي كلينتون؟. الم تتذكروا تبشير الأمريكيين باكتساح العدالة والتنمية لتشريعيات 2011؟.
إن رئيس حكومتنا في ثاني انتخابات بعد دستور 2011 لا يتصور07 أكتوبر من دونه، من دون زغاريد الفرح، ودون تكبير، ودون أناشيد أصيلة تذكر الناخبين بأن المغرب دولة إسلامية…وبأن حب السلطة قد يعفيه من تقديم الحصيلة، وبأنه مستعد أن ينبهنا كل مرة بأن النار مازالت تحت الرماد، وبأن البلاد مهددة في أمنها ،وسلامتها، وأنه هو البديل المنتظر.
رغم ازدرائكم على الرجل والذي نظن انه لن ينفعنا قبل انفسكم فاتونا بافضل منه او بافضل من ارائه وحلول مجموعته نكون معكم. اما الكلام المنمق فلن يقدمنا خطوة وسنرجع لايام العام زين من الكل. الله يهدينا اجمعين