يتحدث طالع سعود الأطلسي، في الحوار التالي، عن رهانات المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي، والتحديات المطروحة أمام التنظيم حاضرا ومستقبلا. ويؤكد أن الحزب مطالب بتحديد وتجديد مواقفه تجاه العديد من القضايا والمستجدات لمواكبة التحولات الطارئة في المجتمع وأن يمضي قدما في تطوير أدائه وبنيته التنظيمية بما يجعله فاعلا ومؤثرا…
زنقة 20 / بوزنيقة- حاوره: جمال بورفيسي
نحن في قلب حدث المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كيف تواكبون هذه المحطة؟
لاينبغي وضع المؤتمر الوطني للحزب في سياق ضيق. علينا ان نربط محطة المؤتمر بسياق أعم وأشمل، أي بالسياق الوطني، سياق مواصلة دعم استكمال بناء دولة المؤسسات وترسيخ مسار الدمقرطة والحريات وحقوق الانسان. المطلوب اليوم تجديد رؤانا ومواقفنا بشأن القضايا المختلفة المطروحة على البلاد وعلى الحزب وكيف نجعل الحزب فاعلا ومؤثرا ومواكبا للتحولات التي يعيشها المغرب.المطلوب تكريس عودة الحزب القوية إلى المشهد السياسي الوطني من منطلق موقعه الجديد في المعارضة البرلمانية والمجتمعية. فالمسألة لا تقتصر على عمل الحزب داخل المؤسسة البرلمانية، بل تتعلق بأدواره داخل المجتمع، بمعنى آخر، هاجسنا اليوم هو تنشيط الممارسة الديمقراطية ومراقبة وتقييم العمل الحكومي والإسهام في تجويده ، انطلاقا من موقعه الجديد في المعارضة.
ما هي رهانات المؤتمر؟
أمامنا مهام جسيمة. هناك ثورة اصلاحية كبري يقودها جلالة الملك طالت وتطول مختلف المجالات والقطاعات: المفهوم الجديد للسلطة، هيأة الإنصاف والمصالحة، الأسرة، الأمازيغية، إحداث مؤسسات دستورية، ثورة حقوق الانسان التي تحولت إلى قضية دولة، وليست فقط عملية سياسية للحكومة بل اختيار للدولة. هناك مشروع النموذج التنموي الجديد الذي يفتح آفاقا واعدة للسنوات المقبلة، وصولا إلى ورش الحماية الاجتماعية… ثمة، إذن، استراتيجية للتحديث تروم في أبعادها البعيدة والعميقة قيادة المغرب نحو مصاف القوى الصاعدة: كل هذا يتعين على الاتحاد الاشتراكي أن يستحضره وينخرط فيه ويواكبه. هناك رهان تحصين المكتسبات و الحفاظ على تماسك ووحدة الحزب وتعبئته وإعداده للمهام الكبرى في اطار مواكبة المشاريع الكبرى للدولة. لابد من الحفاظ على الجبهة الداخلية للحزب قوية وموحدة.
لقد تجاوز الحزب مرحلة الصدامات الداخلية و الصراعات و الانشقاقات. وها نحن نرى ان المؤتمر يمر في أجواء تطبعها روح المسؤولية والانضباط والهدوء. النقاش يمر في أجواء هادئة بدون تشنج ولا صخب وتمت المصادقة على وثائق المؤتمر في سياق ديمقراطي وشفاف…
كيف واكبتم الجدل الكبير الذي أثارته مسألة الولاية الثالثة؟
كنا سبق أن ذكرت، المؤتمر فرصة للتداول في القضايا الحيوية والهامة، أما الجزئيات فهي هامشية ولا تستحق كل هذا الصخب الإعلامي. المطروح علينا هو مواجة التحديات الكبرى التي تنتظر الحزب. هناك التفاف حول القيادة، بل اكاد أقول ان هناك إجماعا حولها من منطلق الحرص على تغليب مصلحة الحزب والوطن. الاجماع ليس دائما مرفوضا والاختيار الديمقراطي هو تعبير عن إرادة المؤتمرين.
في سياق ما أشرتم إليه، كيف يمكن أن نستشرف عمل ومهام الاتحاد الاشتراكي، مستقبلا؟
يجب الإلحاح على ضرورة تحصين المكتسبات السياسية والانتخابية التي تحققت. البنية التنظيمية يجب أن تتجدد. حصيلة عمل الحزب في السنوات الماضية تعتبر جد إيجابية، فقد حقق الحزب نتائج مشرفة، علينا أن نطورها ونرتقى أكثر بالعمل الحزبي. وينبغي أن نؤكد، كذلك، على أن القيادة الجديدة ينبغي أن تتحرك في إطار فريق متكامل ومتجانس.. في إطار عمل تنظيمي مرن يمنح الجهات صلاحيات موسعة بما يجعلها تنخرط في مبادرات اجتماعية وفي تملك فكرة ومشروع الحزب. الجهات بنبغي أن تلعب أدوارا هامة والتنظيم يجب ان يخول للجهات هذه الأدوار.. . هذا هو السبيل لضمان تحقيق الفعالية في الأداء وتحويل الحزب الى إطار سياسي مؤثر وفاعل.