زنقة 20 | الرباط
اعتبر العديد من المهتمين و المتابعين للشأن السياسي المغربي ، أن عودة عبد الاله بن كيران لقيادة العدالة و التنمية ، اثر انتخابه من قبل أعضاء المجلس الوطني ردة فعل عاطفية و بعيدة كل البعد عن الرغبة في إعادة بناء الحزب الذي تلقى ضربة قاصمة في انتخابات ثامن شتنبر.
و اعتبر مهتمون بالشأن السياسي ، أن عودة بنكيران ، لا يعكس ما عبر عنه قادة من داخل الحزب في تجديد دمائه لما يفرضه الواقع اليوم من تجديد للأفكار، والعمل بمبدأ التداول على القيادة، بدل حصر الأمانة العامة بيد أسماء ووجوه “مستهلكة”.
ويرى عدد من المتتبعين للشأن السياسي في المغرب، أن المراهنة على عبد الإله بنكيران لتدبير المرحلة المقبلة يعد بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب، نظرا للدور الذي لعبه خلال السنوات الماضية في تأجيج أزمات الحزب الداخلية، مما انعكس بشكل كبير على صورته.
و يرى الفاعل التربوي و السياسي مصطفى لمودن ، أن الحزب بعودة بنكيران ، وصل إلى الباب المسدود؛ ولم يعد قادرا على انتاج الخلف، وفضل الدوران في حلقة مفرغة.
وتسائل : ” كيف لمتحزبين لم يجدوا بينهم “كفاءة” تكون في الواجهة، وتأخذ غمار المستقبل؟ كيف لحزب كان الاول انتخابيا في المغرب خلال ولايتين “يستنجد” بشيخ يعرف توزيع الوعود التي لم تنتج شيئا..؟”.
واعتبر أن الحزب سيتحول الى ناد للمريدين يتحلقون حول شيخ يكتفي بالزعامة والتوجيه وقد تكفيه بعض المظاهر كارتداء فوقية وإسدال لحية وحمل السبحة ، مشيراً إلى أن غالبية المغاربة لن ينسوا القرارات الهوجاء التي كان وراءها بنكيران ، وسيظهر ان رجوعه للواجهة يدخل في عملية الإلهاء عبر خرجات كلامية، ستكون عبارة عن شطحات وهلوسات ضمن أجندة محددة سلفا.
الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي ، يرى من جهته أن الخطاب “الشعبوي” الذي ارتكز عليه عبد الإله بنكيران خلال فترة ترأسه للحكومة، بات متجاوزا اليوم وغير مقبول.
ويستبعد الشرقاوي ، أن يكون لخطاب بنكيران نفس الوقع والتأثير مثل السنوات الماضية، نظرا لتغير السياقات وبالنظر للرهانات الحالية التي لا تتطلب هذا النوع من الخطابات.