زنقة 20 . الرباط
نقلت مصادر من الجامعة العربية، أن المغرب المغرب اتخذ قرار رفض استضافة القمة العربية بتشاور مع بلدان عربية وخاصة الخليجية”.
وكان قرار المغرب بعدم استضافة القمة العربية في دورتها العادية رقم 27 التي كانت مقررة يومي 7 و8 أبريل المقبل في مدينة مراكش، قد أثار غضب أوساط عربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” أن “قرار المغرب أثار مشاعر من الانزعاج في أوساط رسمية مصرية، وكذلك صدمة في مقر الجامعة العربية في القاهرة، ليس فقط الإعلان المفاجئ عن القرار، لكن للأسباب القوية التي أوردها المغرب في قراره، وهي تشير بوضوح إلى الفشل المتواصل للجامعة العربية في مواجهة الأزمات والصراعات العربية المزمنة، ما يثير أسئلة صعبة بشأن إن كانت هناك فائدة من بقاء الجامعة نفسها”.
وتُضيف الصحيفة الصادرة من لندن، أنه “وحسب مصدر دبلوماسي مصري مقرب من الجامعة العربية تحدث لـ«القدس العربي» بشرط عدم ذكر اسمه «القرار المغربي أثار شعورا بالصدمة داخل الجامعة، خاصة ان صياغته أعتبرت ضمنيا أنه لا جدوى من انعقاد القمة العربية، وان ما تشهده القمم العربية من إلقاء للخطب لا يعدو سوى مناسبات بروتوكولية تفتقد إلى تأثير عملي في سبيل حلحلة الأوضاع العربية المتأزمة، كما انه يعني بوضوح ان رئاسة القاهرة للقمة الحالية فشلت في تحقيق أي انجازات تذكر، ناهيك عن ان تولي عاهل المغرب لرئاسة القمة المقبلة يلزمه بروتوكوليا بحضور القمة في موريتانيا لتسليمها الرئاسة».
وأضافت مصادر “القدس العربي” : «الحقيقة ان الموقف المغربي ليس جديدا تماما، إذ انه تحفظ دائما على المشاركة على مستوى القمة، إلا ان البعض داخل الجامعة وفي أوساط الحكومة المصرية، اعتبر ان صيغة القرار المغربي كان يجب ان تكون أكثر دبلوماسية، خاصة ان المغرب يشارك دوريا في كافة الاجتماعات العربية، وإذا كان يرى ان لا فائدة تذكر منها كان يفترض الا يحضرها بما في ذلك القمم العربية».
وحسب بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون، فإن المغرب قد استند في قراره إلى مبررات تبدو قوية: – أولا، اعتبر أن القرار شرعي لكونه اتُخذ طبقا لمقتضيات ميثاق جامعة الدول العربية، وبناء على مشاورات تم إجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، ومن موقع البلد الملتزم بنجاعة العمل العربي المشترك.
وتُضيف الصحيفة العربية، أنه من بين أسباب القرار المغربي، أن “انعقاد القمة العربية لا ينبغي أن يتحول إلى هدف في حد ذاته، خصوصا وأن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، ما يعني أن المغرب متخوف من احتضان قمة فاشلة”، مضيفة أن “القمة المقبلة لن تُعرض فيها أي مبادرات مهمة أو تُتخذ فيها قرارات هامة يمكن عرضها على القمة، وبالتالي سيكون الاجتماع مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، بعد إلقاء الخطب التي تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي”.
وحسب نفسالصحيفة، فان “المغرب يتطلع إلى عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربي المشترك والتضامني، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأمل للشعوب العربية، تاركا هذا الأمل مفتوحا على المستقبل”.
وكانت الجامعة العربية قالت في بيان لها، أن الأمين العام الدكتور نبيل العربي تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار أبلغه فيه عن اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة المقبلة، ولكن المغرب أكد أن سيواصل عمله الدؤوب في خدمة القضايا العربية العادلة ومحاربة الإنقسامات الطائفية التي تغذي الإنغلاق والتطرف”.
وقال الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية «الأسباب الحقيقية لإعتذار المغرب لا يمكن معرفتها إلا من خلال التحليل السياسي ومعلومات مؤكدة من صانع القرار المغربي نفسه، لكن من الواضح ان الأوضاع السيئة التي يمر بها العالم العربي وصلت إلى درجة تزعج أي رئيس دولة في ان يستضيف القمة، لأن هناك مشاكل كثيرة ومعقدة، حتى انه أصبح من الصعب الحكم في ان هناك امكانية استضافة أو حضور سوريا للقمة وما زال الأمر بالغ الخطورة والتعقيد في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بين وفد حكومي يُمثل الرئيس الأسد والمعارضة، فكيف يمكن انعقاد القمة في مثل هذه الظروف بدون حضور سوريا؟ وهذه واحدة من ضمن عشرات القضايا التي يواجهها العالم العربي ولم نجد لها حلا».
وأضاف «إن أي قمة سوف تٌعقد خلال هذه المرحلة إما ان تتجنب الخوض في المشاكل الحقيقية وبالتالي تكتفي بإصدار بيانات بلاغية كالعادة أو ان تعالج المشاكل المدرجة على جدول الأعمال بشكل حقيقي.