زنقة 20 | الرباط
أكبر الغائبين عن التحالف الحكومي الذي سيقوده التجمعي عزيز أخنوش، هو حزب الحركة الشعبية، الذي ظل يشارك في الحكومات المتعاقبة على المغرب منذ حكومة التناوب التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي في عام1997.
يعيش الحزب نوعا من الإحباط، بسبب عدم مشاركته في الحكومة الجديدة التي سترى النور في الساعات القادمة.
وبرغم أن قيادة الحزب لم تتلق أي عرض من رئيس الحكومة المكلف عزيز أخنوش خلال الجولة الأولى من المشاورات، إلا أنها لم تكن تتوقع أن يتم ” تهميش “الحزب و”إقصائه” من المشاورات، خاصة أنه تعود على المشاركة في الحكومة وليس معتادا على المعارضة.
منذ حكومة عبد الرحمان اليوسفي وحزب الحركة الشعبية “يؤثث” الحكومات المتعاقبة على المغرب، إذ شارك في حكومة جطو وعباس الفاسي وعبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني.
ورغم أن الحزب يتقاسم نفس القيم والتوجهات مع حزب التجمع الوطني للأحرار الذي سيقود الحكومة المقبلة، وكذا مع حزب الاستقلال المشارك في الحكومة الجديدة، إلا أنه ” أحيل” على المعارضة التي لا يتقنها، لأنه لم يمارسها إلا في فترات متقطعة ودون قناعة.
سيضطر الحزب إلى لعب دور المعارضة، رغم أنه كان يطمح إلى أن يكون ضمن التحالف الحكومي الجديد.
كان يسعى إلى أن يسهم في تنزيل ورش النموذج التنموي الجديد، وتعميم الحماية الاجتماعية. لكنه لم تفتح له الأبواب للقيام بذلك.
أمام الحزب الذي بنى مشروعه السياسي على الدفاع عن الهوية الأمازيغية والنهوض بالعالم القروي ، تحديات كبرى مستقبلا، تتمثل في مراجعة أوراقه وإعادة بناء التنظيم، وتجديد قيادته التي عمرت طويلا.
فالمؤتمر الوطني المقبل سيشهد تغييرات في القيادة. سيرحل امحند العنصر الذي يوجد على رأس الحزب منذ عام1986، وسيبحث الحزب عن قائد جديد لسفينة الحركة، وهو أمر لن يكون سهلا، أمام وجود عدد كبير من الطامعين في رئاسة الحزب.
لا ينبغي أن ننسى أن من أسباب عدم تغيير القيادة في السنوات الماضية يعود إلى غياب شخصية حركية عليها الإجماع.
كان ثمة مخاوف من أن يؤدي تغيير القيادة إلى تطاحن داخلي، ومن ثمة كانت عملية تجديد الزعامة تتأجل باستمرار. اليوم ليس هناك بديل آخر سوى التوجه نحو المؤتمر وتجديد القيادة.