مؤتمر “البام” سيًد نفسه
بقلم : خالد أشيبان
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأننا وصلنا مرحلة من النضج تمكننا من اختيار الأنسب لنا كمناضلين، ولأننا نعرف الأصلح لنا في هذه المرحلة بالضبط، ولأننا نرفض الوصاية على اختياراتنا من أي جهة.
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأننا لن نسمح لمن تخلَى عنا يوماً أن ينصحنا اليوم ويوجه اختياراتنا. لن نسمح لمن خرج من الباب أن يعود من النافذة.
ليس من حق أولئك الذين اتخذوا قرار الرحيل يوم كان الحزب يتعرض للطعن من كل جانب أن يعطينا رأيه اليوم. ببساطة لأننا لسنا في حاجة لآرائهم اليوم، لأننا كمناضلين عشنا الصعاب معاً، وتجاوزناها معاً، وسقطنا معاً ثم استرجعنا قوانا معاً. نعرف بيتنا الداخلي جيداً بحسناته ومساوئه، وهذا يجعلنا قادرين على الاختيار دون الحاجة لآرائهم.
البعض يطل علينا اليوم بتصريحات غريبة، يزكي فيها ترشيح من يشاء ويسقط فيها أهلية الترشح لمنصب الأمين العام عمن يشاء من المناضلين. هؤلاء المنظرون الجدد تخلوا عن الحزب في أول فرصة واختاروا الابتعاد يوم تكالب علينا الجميع، لكننا استطعنا تجاوز النفق المظلم بفضل نساء ورجال ضحوا بالغالي والنفيس لنعود أقوى. نعم، عدنا أقوى ببركة من الله وثقة المغاربة الذين وضعوا الحزب في مكانه الحقيقي.
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأن مناضلينا قادرون على اختيار الشخص المناسب. ولأن مناضلينا يعرفون بأن القائد الحقيقي لا يتلقى التعليمات من أحد، بل يعطي التعليمات. ولأنهم يعرفون بأننا في حاجة لمن يفرض الانضباط والالتزام بالقانونين الأساسي والداخلي ومواقف الحزب من طرف الجميع.
في الأربع سنوات الأخيرة حققنا الكثير، وأخفقنا كذلك في الكثير من الأمور. لكن الأهم أن حزبنا اليوم استعاد مكانه الطبيعي في الساحة، وتصدر نتائج الانتخابات، وحصل على رئاسة خمس جهات ومجلس المستشارين. كل ذلك بفضل خبرة وتضحيات نساء ورجال يعرفهم جميع المناضلين. لذلك تقييم كل هذا العمل يجب أن يكون في المؤتمر وليس خارجه، واختيار قيادة جديدة أو تزكية نفس القيادة لولاية ثانية يجب أن يكون في المؤتمر وليس خارجه، ومناضلونا قادرون على ذلك بعيداً عن كل أشكال الوصاية الممكنة.
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأن المؤتمر هو المكان الطبيعي للتعبير عن اختناق البعض، وهو المكان الطبيعي لإعلان عودة البعض إلى أحضان الحزب.
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأن اختيار الأمين العام هو مجرد تفصيل تسبقه تفاصيل أخرى كثيرة أهم. أولها المصادقة على الأوراق التي حضرها أعضاء اللجنة التحضيرية، ومناقشة والتصويت على القانونين الأساسي والداخلي للحزب اللذان سيحددان طبيعة الأجهزة وطريقة اختيارها وصلاحياتها. ولأن القانونين الأساسي والداخلي سيكونان فوق الجميع بما فيهم الأمين العام للحزب.
نعم، مؤتمرنا سيد نفسه لأن باب الترشيح لم يفتح بعد لنختار واحداً من بين الأسماء المرشحة، ولأن كل ما يقال مجرد مزايدات فارغة للدفاع عن مصالح ضيقة.
نعم مؤتمرنا سيد نفسه، لأن ثمان سنوات من عمر الحزب كافية ليعرف المناضلون الباميون من يشتغل معهم ومن يستغلهم، من يجيب على تساؤلاتهم ومن لا يعتبرهم، من يفتح هاتفه في وجههم ومن لا يعير اهتماماً لرسائلهم.
من اختار الرحيل عنا يوماً ليس مؤهلاً ليناقش اختياراتنا وقناعاتنا .. أتمنى أن تكون الرسالة واضحة.