مذكرات أوباما : المغرب عزز قوة البرلمان بعد الربيع العربي !

زنقة 20  الرباط

قبل أيام صدر كتاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعنوان “أرض الميعاد”، في 17 نوفمبر 2020، والذي يتناول المذكرات الخاصة للرئيس الـ44 للولايات المتحدة خلال سنوات حكمه التي امتدت لفترتين متتاليتين من 2009 وحتى نهاية 2016.

تضمنت صفحات الكتاب الكثير من الآراء الشخصية حول السياسة الخارجية الأمريكية والصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، إلى جانب أحداث الربيع العربي، وحديث عن الأنظمة العربية وبعض الشخصيات السياسية البارزة في المنطقة.

يتحدث أوباما في كتابه “أرض الميعاد” عن اشتعال شرارة الربيع العربي في تونس بإضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه خارج إحدى المباني الحكومية، وكيف كانت تلك النار هي الحجر الذي حرك البحيرة الراكدة، إذ توالت الأحداث بعد ذلك باندلاع التظاهرات في الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.

عن ذلك يقول أوباما أن الإدارة الأمريكية قد وجدت نفسها فجأة مضطرة لاتخاذ قرار، إما مساندة حليف قوى موثوق به، وبالتالي مساندة القمع، أو الوقوف إلى جانب الشعوب التي تسعى إلى التغيير وتتطلع إلى الديمقراطية.

وفي الوقت الذي كان فيه مبارك معزولًا عما يحدث في الشارع المصري داخل قصره العاجي، خرج الشباب الثائرون إلى ميدان التحرير مطالبين بالحرية والكرامة وفرصة لحياة كريمة.

يذكر أوباما أن واحدة من مآسي الحكم الديكتاتوري أنه أعاق تطور المؤسسات التي تساعد على تداول السلطة والانتقال السلس للديمقراطية، ولذا خشيَ من أن يترك السقوط المفاجئ لمبارك فراغًا هائلًا في السلطة، خاصةً مع غياب وجود أحزاب سياسية قوية وقضاء مستقل.

كانت كل الاقتراحات تشير إلى ضرورة إقناع الرئيس المصري بتبني سلسلة من الإصلاحات الجوهرية التي من شأنها إنهاء حالة الطوارئ وضمان الحريات السياسية مع وعدٍ بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، مما يعطي فرصة للأحزاب السياسية من أجل جمع شتاتهم وترتيب أوراقهم لمشاركة فعالة بالانتخابات، وفي الوقت ذاته خروج آمن للرئيس المصري العجوز، والذي كان لسنواتٍ طويلة حليفًا للولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي لم تثنِ فيه «خطابات مبارك» العاطفية المتظاهرين عن التواجد في ميادين المدن المصرية، تابع أوباما الوضع مع الرئيس المصري عبر الهاتف، وعلى الرغم من فشل الأخير في تهدئة الوضع، فإنه أصرّ على أن الجموع المحتجة ستعود إلى منازلها قريبًا في إنكارٍ تام لحقيقة الوضع بالشارع المصري، حينها قرر الرئيس الأمريكي التحرك، وقال لفريقه: «دعونا نعد بيانًا ندعو فيه مبارك للتنحي».

في ذلك الوقت حرص الرئيس الأمريكي على التواصل مع رجال الجيش والمخابرات المصرية لطمأنتهم من أن التعاون المصري – الأمريكي والمساعدات الدورية التي تصل للدولة المصرية غير مرتبطة بوجود مبارك في الحكم.

وصلت الرسالة بنجاح وفي غضون أسبوع واحد أعلن نائب الرئيس، عمر سليمان، تنحي مبارك عن الحكم، لتعيش مصر لحظة تاريخية على حد تعبير أوباما

كانت النتيجة المباشرة لسقوط الرئيس المصري أن اتخذت العديد من الدول العربية بعض الإجراءات الإصلاحية في محاولة لتجنب مصيره ، فقامت الجزائر بإلغاء قانون الطوارئ المطبق منذ 19 عامًا، كما أجرى ملك المغرب محمد السادس عدة إصلاحات دستورية عززت من قوة البرلمان المنتخب في البلاد، وحذا ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين حذوهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد