المغرب يستضيف المؤتمر العالمي للتغير المناخي 2016 ويدعو الى انخراط أكثر فاعلية للدول الصناعية لتخفيض انبعاث الكاربون
زنقة 20 . ماب
قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة السيدة حكيمة الحيطي، اليوم الأربعاء بمراكش، إنه يتعين أن يكون الاتفاق العالمي حول المناخ، الذي يرتقب أن تتم المصادقة عليه خلال مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المزمع تنظيمه نهاية السنة الجارية بباريس، متساويا وواضحا ومندمجا وتضامنيا.
وأضافت السيدة الحيطي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الحوار الوزاري في إطار الدورة السابعة للمنتدى الإفريقي للكربون، “أفريكاربون فوروم” المقام بالمدينة الحمراء خلال الفترة الممتدة ما بين 13 و15 أبريل الجاري، أنه من المفروض أن يقوم هذا الاتفاق، الذي يهدف إلى الحيلولة دون تجاوز مستوى الاحتباس الحراري لدرجتين حراريتين، على إعادة تحديد معنى التضامن وخاصة عبر ضمان نقل التكنولوجيا نحو البلدان الإفريقية وتعزيز قدراتها.
وأكدت الوزيرة، في هذا الصدد، أن المملكة تدعو إلى تعزيز آلية التمويل الذاتي من خلال إرساء مسلسل جديد يسمح بمضاعفة التمويلات والموارد المالية بالنسبة للبلدان الإفريقية حتى يكون بمقدورها وضع استراتيجياتها في هذا المجال.
وأبرزت أنه يتعين أن ينص اتفاق باريس، أيضا، على التمويلات الموازية أو الإضافية التي يجب تسويتها وتنظيمها، داعية إلى وضع إطار عالمي لهذه التمويلات من أجل ضبط وتأمين أسعار الكربون على المستوى العالمي.
وسجلت السيدة الحيطي أنه لا يجب اعتبار الصندوق الأخضر فقط الوسيلة الوحيدة للتمويل، ولكن أيضا رافعة لتعبئة التمويلات الخاصة وجلب آليات جديدة لتمويل المشاريع التي تساهم في التقليص من الكربون.
وأردفت قائلة “باعتبارنا أفارقة، نتحمل مسؤولية التوجه إلى مؤتمر باريس حاملين معنا مقترحات مقرونة بالتمويلات”، مشيرة إلى أن الدورة السابعة للمنتدى الإفريقي للكربون تشكل فرصة سانحة بالنسبة لبلدان القارة للتعبير عن الاكراهات التي تواجهها وتخوفاتها وانشغالاتها، وكذا التأكيد على المكانة التي يتعين أن تحظى بها مطالب البلدان الإفريقية ضمن اتفاق باريس.
من جهة أخرى، جددت السيدة الحيطي تأكيد انخراط المغرب في الدبلوماسية العالمية الرامية إلى بناء نموذج جديد للتنمية خالية من الكربون، مذكرة أن المملكة احتضنت المؤتمر السابع حول التغير المناخي كما ستحتضن الدورة ال22 لهذا المؤتمر في 2016.
من جانبه، أبرز المدير التنفيذي المساعد لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، السيد ريشارد كينلي، أن على المنتظم الدولي العمل من أجل أجرأة أربعة أهداف واضحة المعالم بغية ضمان نجاح مؤتمر باريس حول التغير المناخي.
وأوضح أن الأمر يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مستدام واتخاذ قرارات ملموسة مقارنة مع الأنشطة المزمع انجازها وتعبئة التمويلات لفائدة البلدان النامية والبرهنة على الصرامة في مجال آلية التمويل الذاتي.
كما شدد على أهمية وضع تكنولوجيات جديدة في هذا المجال، وخاصة الطاقية منها لمكافحة التغيرات المناخية، منوها بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب وسيواصل الاضطلاع به في مجال مكافحة التغيرات المناخية.
من جانبه، تطرق السفير الفرنسي لدى مؤتمر باريس ال21 حول التغير المناخي، السيد ستيفان غومبيرتز، للتصور الفرنسي لرئاسة مؤتمر التغير المناخي المقبل بباريس والعمل الإستباقي والتحضيري الذي يسبق هذا المؤتمر، معتبرا في هذا الصدد، أنه من الضروري الحسم في المفاوضات الجارية قبل التوجه إلى قمة باريس.
وشارك في هذا اللقاء الوزاري، المنظم في إطار الدورة السابعة للمنتدى الإفريقي للكربون، التي تتزامن مع تحضيرات المجتمع الدولي من أجل المصادقة على اتفاق عالمي جديد بشأن تغير المناخ، وزراء ومسؤولون أفارقة مكلفون بالبيئة.
ويشكل هذا الاجتماع فرصة مواتية للوزراء من أجل تنسيق موقفهم في إطار المفاوضات حول التغير المناخي ومناقشة مسلسل إعداد المفاوضات الوطنية للحد من آثار التغيرات المناخية بما في ذلك إمكانية دعم هذه المفاوضات من خلال التمويل وسوق الكربون ونقل التكنولوجيا وغيرها من الآليات.
وينظم المنتدى الإفريقي للكربون، المقام تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس تحت شعار “الطريق إلى باريس وما بعد”، من قبل الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة بشراكة، على الخصوص، مع سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.