زنقة 20 | يونس مزيه
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، أن ‘’المغرب عنده قضية وطنية عويصة يتم الضغط عليه بها، وهي قضية الصحراء، ويقايضونه في تأييدهم له في صحرائه بأن يطبع مع إسرائيل، ومع ذلك لم يطبع’’.
وأكد الريسوني الرئيس الأسبق لحركة التوحيد و الإصلاح ، على ‘’أن التطبيع مع إسرائيل “خيانة ولا مبرر له” ، معتبرا ًأن الاتفاقات التي وقعتها الإمارات والبحرين الأيام الأخيرة مع تل أبيب “تخدم مصلحة الاحتلال وتدعم جرائمه ضد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الريسوني في حوار مع الجزيرة “إن كانت هناك من فائدة ترجى من المبادلات والاتفاقات والعلاقات فهي ترجى من دول أخرى غير دولة الاحتلال والاغتصاب والإجرام التي تشرد الفلسطينيين وتقتلهم وتصادر أملاكهم ومنازلهم، وترتكب في حقهم أفظع الجرائم منذ ما يزيد عن 70 عاما”.
وفي اشارة منه لحكام الدول التي طبعت مع اسرائيل قال الريسوني ‘’هؤلاء الحكام أولا في اعتقادي لم يجتهدوا في شيء وليسوا من أهل الاجتهاد ولا قبل لهم به. هؤلاء قيل لهم افعلوا ففعلوا. طبعا قيل لهم افعلوا على مدى فترات من الزمن، وإسرائيل وأميركا تروضانهم وتوجهانهم وتلقنانهم منذ زمان، وفي النهاية تبلور هذا المشروع الذي انقلبوا فيه كما قلت على أمتهم وملتهم وذمتهم’’.
مضيفا أن ‘’هذا لا يسمى اجتهادا، هذا في جميع أطوار التاريخ وعند جميع الأمم يسمى خيانة وخذلانا، لأنهم ليسوا لا مضطرين ولا محتاجين ولا اجتهدوا فعلا. كيف يكون الاجتهاد في هذا الأمر؟ هؤلاء فكروا لأنفسهم واجتهدوا بطريقة سافلة لحماية عروشهم وكراسيهم ومصالحهم، فوجدوا أن أحسن الطرق وأكثرها أمنا بالنسبة إليهم هي أن يكونوا في حماية إسرائيل وحماها. هم لا يثقون لا بأشقائهم ولا بشعوبهم ولا حتى بأجهزتهم. هؤلاء كلهم الآن حراسهم وجواسيسهم ورقباؤهم على الساحة الوطنية والدولية هي المخابرات الإسرائيلية والأميركية’’.
وقال الريسوني في حواره ‘’هؤلاء طبعوا مع هذا الكيان وأصبحوا أصدقاء وحلفاء له منذ مدة وليس الآن فقط، فقد رأيناهم يتشفون حينما تهاجم إسرائيل غزة، وحينما تغتال بعض الفلسطينيين. ومثل هذه القضايا لا يمكن أن تكون محل اجتهاد، وإذا أصبح هذا محل اجتهاد فلم يبق في هذه الدنيا لا مبدأ ولا دين ولا خلق’’.
ووصف رئيس اتحاد علماء المسلمين دولا عربية بـ’’الآلة الجهنمية للسعودية ومصر والإمارات كلها تحركت ضد الشعوب وأحدثت فيها فتنا وحروبا داخلية، وصراعات سياسية وانقسامات، وهذا شغل الناس حقيقة، ولا ندري متى ينتهي، وأظن أن بوادر نهايته قد بدأت’’.
وأكد المتحدث، أن حكام الإمارات والبحرين “لا يثقون لا بأشقائهم ولا بشعوبهم ولا حتى بأجهزتهم”، مشيرا إلى أن “هؤلاء كلهم الآن حراسهم وجواسيسهم ورقباؤهم على الساحة الوطنية والدولية هي المخابرات الإسرائيلية والأميركية”، مسترسلا “اختاروا هذه الطريقة الدنيئة لحماية أنفسهم، وكان بإمكانهم ما لا يعد ولا يحصى من الطرق والأساليب ليكونوا أقوياء ومطمئنين وراسخين في أماكنهم”.
“هذه الاتفاقات ليس الغرض منها المبادلات الاقتصادية”، يضيف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، “فهذه المبادلات لصالح إسرائيل، وإن كانت هناك من فائدة ترجى من المبادلات والاتفاقات والعلاقات فهي ترجى من دول أخرى غير دولة الاحتلال والاغتصاب والإجرام التي تشرد الفلسطينيين وتقتلهم وتصادر أملاكهم ومنازلهم وترتكب في حقهم أفظع الجرائم منذ ما يزيد عن 70 عاما”.
وخلص الريسوني، إلى أن المطبعين مع إسرائيل، “أيدوا كل هذه الجرائم التي ارتكبتها، ومنحوها شرعية وصاروا يتعاونون معهم، وليس في الدنيا قانون يقر الإفلات من العقاب ولو كان يتعلق بقتل شخص واحد”، لافتا إلى أنه “لا يمكن لقانون أو فقيه من فقهاء المسلمين أن يقول إن الإفلات من العقاب ممكن”.