زنقة 20 | علي التومي
اغرق حزب العدالة والتنمية اغلب الوزارات والإدارات العمومية بتعيين اسماء من حزبه أو مقربين منه، أو متعاطفين معه، مقابل تهميش الكفاءات التي لا انتماء حزبيا لها.
و اصبحت مختلف الوزارات، التي يسيرها وزراء البيجيدي، والمؤسسات الإدارية “الكبرى”، التابعة لها، تعج بأسماء “نكرة” من الحزب نفسه، لا تتسلح بأي كفاءة مهنية متخصصة في القطاع التي تتحمل مسؤوليته، ويسندها الولاء الحزبي فقط تورد “الصباح”.
وحملت التعيينات الجديدة، قبل تعليقها، شخصا تقلد مسؤولية مهمة، رغم أنه ظل محط شبهات، ظلت تلاحقه في موقع مسؤولية سبق أن شغله، وهو ما تشهد عليه تقارير المجلس الأعلى للحسابات ، فيما استعان أمكراز وزير الشغل بمسؤول سابق عن التواصل بالحزب أصبح عاطلاً عن العمل لإدارة صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال زعيم حزبي من الأغلبية، إن “تغلغل إخوان العثماني، ومن قبله بنكيران، في المناصب العليا، مخيف جدا، وقد تكون له انعكاسات خطيرة على الإدارة المغربية في المنظور القريب، خصوصا إذا استمر الحزب الأغلبي في الحكم لولاية ثالثة”.
وكشف مصدر اخر، أن رئيس حزب احتج على سعد الدين العثماني، بهدف وضع حد لمثل هذه التعيينات في المستقبل، والتي تضرب في العمق شعار اختيار الكفاءات، بدل الاستمرار في الرضوخ لتعيينات “الولاءات” التي قتلت وتقتل الإدارة المغربية، التي باتت في حاجة ماسة إلى أطر وطاقات كفؤة تنتشلها من الكسل وعدم الأهلية المهنية والإدارية، وتساير الطريق الجديد الذي فرضه فيروس كورونا.
ويسعى رئيس الحزب، من خلال هجومه المبكر على رئيس الحكومة، قبل الموجة الجديدة من التعيينات، إلى وضع حد لاستمرار نزيف اقتسام “كعكة المناصب العليا”، التي يسندها بعض الوزراء، إلى أسماء نكرة، وغير مسلحة بأي كفاءة، باستثناء “كفاءة” المحسوبية والزبونية الحزبية.