زنقة 20 | الرباط
لم يستجب لإعلان وزارة الصحة ، المتعلق بتوظيف 299 طبيباً في القطاع العام سوى 158 حسب ما أسفرت عنه نتائج الانتقاء الأولي لمباراة توظيف 299 طبيب تخصص طب عام من الدرجة الأولى.
مهنيون قالوا أن القطاع الصحي العام لم يعد يغري الأطباء ، رغم أنه يحتاج لقرابة 10 آلاف منصب شغل حالياً و في ظل الأزمة الصحية الحالية التي يمر منها المغرب.
و ذكروا في تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي ، أن القطاع العمومي برمته أصبح غير مغريا “في ظل مشروع خوصصته وتهيئ ذلك بضرب الخدمات العمومية وجودتها”، مشيرين إلى أنه يكفي إلقاء نظرة على ميزانية وزارة الصحة من الناتج الداخلي الخام ومقارنتها بدول أخرى نامية كتونس على سبيل المثال.
و تسائلوا : “كيف يعقل أن تخصص لبرلماني لم يحصل حتى على شهادة إعدادية أجرا يفوق أجر طبيب حاصل على دكتوراة يفوقه بأربع مرات” ، مسجلين تخوفهم من أن تستغل وزارة الصحة ضعف الإقبال على مباريات التوظيف في القطاع العمومي لخوصصة القطاع بذريعة ” الاطباء مبغاوش يخدمو فالقطاع العمومي”.
و اعتبروا أن الحل يكمن في إيجاد الحلول الحقيقية لقطاع الصحة ببلادنا سواء ما يخص التسيير ( تحقيق مطالب الاطباء) أو ما يخص التجهيز (اصلاح البنايات وتوفير التجهيزات والأدوية الضرورية ).
من جهة أخرى يرى طلبة للطب أن كليات الطب غير موزعة بشكل عادل في كافة التراب الوطني و ليست في متناول أبناء الفقراء الذين يكدون و يشتغلون و يضحون و في جميع الظروف.
وزير الصحة الأسبق الحسين الوردي ، كان قد كشف عن أرقام مهولة حول القطاع الذي ترأسه قبل إعفائه.
الوردي الذي يشغل حالياً رئيس قسم المستعجلات بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، قال في ندوة تفاعلية منظمة من طرف الشبيبة الاشتراكية لمناقشة موضوع “المنظومة الصحية المغربية بعد كوفيد 19″، أن ميزانية وزارة الصحة في سنة 2019 بلغت 16 مليار و 331 مليون درهم ، بنسبة 6.55 في المائة من الميزانية العامة للدولة ، و تنزل إلى 3.68 في المائة إذا احتسب الدين العمومي.
و اعتبر الوردي ، أن المنظمة العالمية للصحة توصي الحكومات بالرفع من ميزانية وزارة الصحة إلى 12 و 15 في المائة من الميزانية العامة للدول للإستجابة للحاجيات و مطالب المواطنين.
و ذكر الوردي أن ميزانية وزارة الصحة المغربية تعادل ميزانية المركز الصحي الجامعي في مارسيليا بفرنسا الذي يترأسه البروفيسور الفرنسي ديدييه راوولت “عراب” دواء كلوروكين المضاد لفيروس كورونا.
و أشار الوردي إلى ان المنظومة الصحية بالمغرب تحتاج الآن إلى 22 ألف منصب شغل ، منها 12 ألف من الممرضين و التقنيين و 10 آلاف من الأطباء ، مضيفاً ان المغرب يوفر 1.5 من مهنيي الصحة لكل ألف مواطن ، فيما توصي منظمة الصحة العالمية بنسبة 4.45 لكل ألف مواطن.
الوردي كشف أيضاً أن 0.6 هي نسبة الإستشفاء لكل مواطن في السنة ، اي أن نصف ساكنة المملكة تزور الطبيب مرة واحدة في العام.
وزير الصحة السابق قال أن ما بين 2018 و 2019 ، تقاعد 3757 طبيب ، فيما وزارة الصحة الحالية أعلنت عن توظيف 4000 منصب شغل.