زنقة 20 . الرباط
نجحت أجهزة الاستخبارات المغربية في مساعدة نظيرتها الفرنسية في التعرف إلى الإرهابي عبد السلام صلاح، الذي استطاع الهروب من الأراضي الفرنسية مباشرة بعد تنفيذ هجمات باريس، الجمعة الماضي (13 نونبر)، والتي قُتل فيها شقيقه إبراهيم الذي فجّر نفسه أمام حانة “كونتوار فولتير”، لكنه لم يقتل سوى نفسه. وقالت جريدة “الحياة” إن الأجهزة الأمنية المغربية طالبت من نظيرتها الفرنسية، مباشرة بعد وقوع العمليات الإرهابية ليلة الجمعة، الاهتمام بإمكانية أن يكون منفذو الهجمات جاؤوا من بلجيكا، وتحديدا من حي مولانبيك في ضواحي بروكسيل حيث تنشط بكثافة جماعات معروفة بتشددها.
ويوم السبت الماضي (14 نونبر)، بعث جهاز الاستخبارات المغربي برقية إلى نظيره الفرنسي يخبره فيها بمعلومة تؤكد عبور عبد السلام صالح الحدود البرية البلجيكية في اتجاه فرنسا يوم الجمعة، وعودته إلى الأراضي البلجيكية يوم السبت، أي غداة تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأوقفت السلطات البلجيكية شقيقا آخر لعبد السلام وإبراهيم هو محمد، لكنها أفرجت عنه من دون أي تهمة، وهو قال للصحافيين إن العائلة لا تعرف مكان عبد السلام الملاحق حاليا. وقضى عبدالسلام صالح فترة في السجن في بلجيكا عام 2010 إلى جانب “العقل المدبر” المفترض لمذبحة باريس عبد الحميد أباعود (أبو عمر البلجيكي)، وهو من أصل مغربي موجود حاليا في سوريا، بعدما التحق بتنظيم «داعش» في العام 2013.
ومعروف أن أجهزة الاستخبارات المغربية، التي أحدثت أخيرا “المكتب المركزي للأبحاث القضائية” المتخصص في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، تترصد منذ سنوات تحركات إرهابيين مشتبه فيهم في بلجيكا، وخصوصا في حي مولانبيك.
وسبق للأجهزة الأمنية أن اعتقلت علي أعراس، الذي كان يدير مكتبة لبيع الكتب الإسلامية بما فيها كتب لنشر الأفكار المتطرفة في الحي نفسه. وقبل سنوات اعتقلت الأجهزة المغربية عبد القادر بلعيرج، الذي كان يتردد باستمرار على حي مولانبيك ويعقد اجتماعات لمجموعة من المتطرفين في مكتبة علي أعراس.
وحاكم القضاء المغربي كلا من علي أعراس وعبد القادر بلعيرج بتهم تتعلق بالإرهاب، وهما يقضيان عقوبات بالسجن في سجن سلا في المغرب.