الترجي التونسي يعلن الحرب على الوداد و يشكو لوزارة الخارجية تعرض لاعبيه ووفده الرسمي للتعنيف !

زنقة 20 | خالد أربعي

اتهمت إدارة فريق الترجي التونسي ، جماهير الوداد البيضاوي بالإعتداء على جماهير الفريق التونسي و ذلك في المباراة التي جمعت الفريقين أول أمس الجمعة برسم ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

و قال بلاغ صادر عن الفريق التونسي أنه سجل “العديد من التجاوزات في حق جماهير الترجي الرياضي التونسي والتي تؤكدها بوضوح العديد من الفيديوهات والصور منذ حلول الجماهير بالعاصمة المغربية وهي أحداث تناولتها بعض وسائل الإعلام المغربية”.

“وقد تكررت هذه الأحداث يوم المباراة سواء في طريق العودة إلى الدار البيضاء بعد نهاية اللقاء حيث كانت جماهير الفريق عرضة لاعتداءات عنيفة تسببت في إصابات بليغة للبعض منهم وأضرارا مادية كبيرة” يقول بلاغ استنكاري للترجي التونسي.

الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي عبرت عن استنكارها بشدة “ما حصل لأنصارها من مظاهر عنف من قبل فئة من جماهير فريق الوداد البيضاوي وتطلب بالمناسبة من الجماهير التي لا تزال موجودة حاليا في المغرب توخّي الحذر إلى حين مغادرة الدار البيضاء”.

كما استنكرت الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي “تعرض أفراد وفدها الرسمي من مسؤولين ومرافقين ولاعبين غير مرسمين بقائمة المباراة إلى الرمي بالمقذوفات في مدارج الملعب المخصصة لها بجانب جماهيرها”.

و طالبت الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي “بصفة رسمية خلال الإجتماع الفني الذي سبق المباراة من الجهات الأمنية حماية جمهورها في طريق الذهاب والعودة بين الدار البيضاء والرباط سيما وأنها تسلك نفس الطريق مع جمهور الوداد”.

و أشارت إلى أنها “سوف ترسل الهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي رسميا مكتوبا إلى وزارة الخارجية لاتخاذ ما يتعين في الغرض مع السلطات المغربية لأن وفد الترجي الرياضي التونسي وجماهيره هو قبل كل شيء ممثل رسمي لتونس في تظاهرة رياضية دولية”.

بلاغ الفريق التونسي استقبله أنصار الوداد الرياضي و عموم الجماهير الكروية المغربية بكثير من الإستغراب نظراً لحفاوة الإستقبال التي حظي بها اللاعبون و الوفد الرسمي للترجي.

كما أن جماهير ودادية رحب بنظيرتها التونسية على مائدة الإفطار ، وهو ما تناقلته وسائل إعلام و وسائط التواصل الإجتماعي على نطاق واسع.

الحكم الدولي المصري جهاد جريشة نفسه الذي أثار الجدل في المباراة و اتهم بمحاباته لفريق الترجي التونسي ، قال في تصريحات صحفية له :” أحمد الله على الأداء، في مباراة الترجي والوداد” وتابع: “لم نتعرض لأي مضايقات أثناء خروج طاقم التحكيم من الملعب، لم يتواجد حتى شرطي واحد لتأمين الطاقم”.

وواصل: “خرجنا وسط الجماهير بشكل طبيعي، ولم تتواجد أي مشكلة نهائي”.

الإعلامي و المحلل الرياضي المغربي جمال اسطيفي علق على بلاغ الترجي التونسي بالقول : ” مسؤولو الترجي التونسي يهيؤون لمباراة الإياب التي ستجمعهم بالوداد في نهائي أبطال إفريقيا بطريقة حقيرة جدا، ففي الوقت الذي احتج فيه الوداد رسميا على أداء الحكم المصري جهاد جريشة وطالب الكاف بإنصافه جراء المهزلة التحكيمية، فإن مسؤولي الترجي اختاروا أن يوجهوا النقاش نحو ضفة أخرى، من خلال الحديث عن عنف مورس ضد جماهير الترجي بالمغرب”.

و اضاف اسطيفي في مقال مطول على صفحته الفايسبوكية : ” الجميع تابع كيف حظي انصار الترجي باستقبال جيد، من طرف جمهور الوداد الذي توجهوا معه في نفس الطريق إلى الملعب وغنوا وهتفوا دون أن يعكر صفوهم أي أحد.. وهناك شهادات لمشجعي الترجي في هذا الإطار، علما أن عددا منهم استضافهم مشجعو الوداد في بيوتهم”.

“لكن المثير للانتباه هو حديث مسؤولي الترجي عن مظاهر العنف بالرباط، علما أن الوداد وجمهوره هم ايضا ضيوف على هذه المدينة، وحديثهم كذلك عن مقذوفات تعرض لها وفد الترجي في المدرجات المخصصة لها بجانب جماهيرها، علما أن الكل تابع كيف أن مسؤولي الترجي كانوا يتحركون كما يشاؤون، وان جمهورهم تصرف بحرية مطلقة بدليل كمية الشهب الاصطناعية الكبيرة التي أدخلوها إلى المدرجات ورموها في الملعب” يقول المحلل الرياضي المغربي.

و زاد بالقول : ” الأغرب والأمر فهو طلب مسؤولي الترجي من الجماهير التي لا تزال موجودة في المغرب توخي الحذر إلى حين المغادرة، كما لو أن المغرب بلد غير آمن ويعرف حالة حرب..!! إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤولو فريق واجه ناديا مغربيا عن عنف مورس ضد أنصارهم..وهو أمر يطرح أكثر من تساؤل، بل ويرسخ في يقين كثيرين أن هذه الممارسات هي جزء من منظومة عمل وفكر مسؤولي الترجي، للضغط بكل الوسائل سواء المشروعة أو غير المشروعة، فالغاية بالنسبة لهم تبرر الوسيلة”.

و اعتبر اسطيفي أنه “حتى لو فرضنا جدلا أنه وقعت حالة انفلات فردي ليس معروفا مصدرها، فإن تعميم الأمر وتحويله إلى عمل منظم ومبرمج ليس سلوكا مسؤولا لمسؤولي ناد لم يدل بأي شيء وهو في المغرب، ولم يتحدث إلا بعد عودة بعثته إلى تونس”.

و أشار إلى أنه “كان واضحا منذ البداية أن بعض مناصري الترجي يريدون افتعال أزمة، وإثارة نقاش جانبي من خلال فيديو مفبرك لمناصر يتحدث عن اعتداء تعرض له، وهو ما كذبه أنصار للترجي اعتبروا أن ذلك غير مقبول.”

و أنهى مقاله بالقول : “إن من حق الترجي أن يدافع عن حظوظه في الحصول على اللقب، فهذا حق مشروع، لكن من العيب أن يتم الرد على كرم الضيافة المغربي والاستقبال الجيد، والتعامل اللائق بشهادة مدرب الترجي نفسه، بهذا اللؤم والحقارة التي تحول مباراة في كرة القدم إلى حرب قذرة”.

و خلص اسطيفي إلى أن ” بلاغ نادي الترجي يشبه إعلان حرب، وهو تهديد صريح لجمهور الوداد الذي سيشد الرحال إلى تونس لمؤازرة فريقه.. المباراة لم تحسم بعد والإثارة مازالت مفتوحة، ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا”.

يشار إلى إدارة فريق الوداد الرياضي بعثت ببلاغ إلى “الكاف” والاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، تحتج فيه على القرارات التحكيمية، التي تعرض لها الفريق، مساء الجمعة، في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، أمام الترجي التونسي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

إدارة الوداد طالبت بإلغاء البطاقة الصفراء، التي تلقاها مدافع الفريق أشرف داري خلال المباراة، واحتساب هدف أيوب العملود في الدقيقة 47، الملغى بعد لجوء الحكم المصري جهاد جريشة إلى تقنية الفيديو “الفار”.