الأفارقة يتدارسون بمراكش تدبير البث المشترك في إطار إتحاد الإذاعات الإفريقية

زنقة 20. مراكش

أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، اليوم الأربعاء بمراكش، أن انتقال الدول الإفريقية إلى التلفزيون الرقمي ليس مجرد فرصة كبيرة لتسريع عملية التنمية الاقتصادية، بل هو أيضا عامل مهم لتحفيز الصناعة السمعية البصرية الإفريقية، من خلال انتاح محتواها الخاص، وتشكيل تراث سمعي بصري رقمي سيحتل مكانا مهما فى الصناعة الرقمية القارية والعالميه.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول الإفريقية، المنظمة على مدى يومين تحت شعار “وسانل الإعلام الجديدة وتأثيرها على الصناعة السمعية البصرية الإفريقية”، أن الاقتصاد الرقمي يحول منظومة الصناعة السمعية البصرية بأكملها، مغيرا بذلك دور ومكان كل المتدخلين في سلسلة القيمة لهذه الصناعة.

وأكد محمد الأعرج أن التحول الهيكلي للقطاع السمعي البصري يثير تساؤلات متعددة تهم كلا من السلطات العمومية والمستخدمين وجميع الفاعلين الاقتصاديين، والتي ينبغي أن تكون موضوعا للتفكير على الصعيدين الوطني والقاري، مشيرا إلى أن تطوير وسائل الإعلام الجديدة يوفر إمكانات تطوير وابتكار كبيرة للقطاع السمعي البصري، لكنها وإلى حدود الساعة، وفى العديد من البلدان، لا تخضع لقواعد التنظيم والتقنين القطاعي.

واستطرد قائلا “مما يثير تساؤلات حول قدرة الإطار القانوني الحالي للاتصال السمعي البصري في هذه البلدان على تنظيم المحتوى السمعي البصري وضبطه وتقنينه على شبكة الأنترنت، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بشكل رئيسي بحماية القاصرين والجمهور الناشئ تجاه المحتويات السمعية البصرية التي تحرض على العنف أو الكراهية، أو تتعلق باحترام كرامة الإنسان، أو المبادئ الأساسية للتعددية وحرية التعبير، والتنوع الثقافي واللغوي، أو نشر معلومات كاذبة”.

وأشار الأعرج ، من جهة أخرى، إلى أن هذه الجمعية العامة تنظم لأول مرة بالمغرب بعد انتخاب المملكة كعضو في اتحاد الإذاعات الإفريقية، خلال الجمعية العامة العاشرة لهذه الهيئة الافريقية المنعقدة في دكار سنة 2017، وهي خطوة، يقول الوزير، تندرج في إطار سياسة الانفتاح على القارة الإفريقية التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.

من جهته، أكد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العرائشي، أن اختيار القطب السمعي البصري العمومي المغربي الاندماج في اتحاد الإذاعات الإفريقية ينبع من إيمانه العميق وارتباطه الوثيق بتحقيق التنمية المشتركة، والتبادل والتضامن التكنولوجي، والمعرفة والقيم، مبرزا أن هذه الجمعية العامة تعتبر أفضل عنصر لحمل هذه الرسالة.

وقال إن هذا الاجتماع يشكل، أيضا، فضاء لتبادل الأفكار واكتشاف التدابير الجديدة وبرامج أخرى، وأيضا فضاء للنقاش البناء والمثمر ، مسجلا أن موضوع تبادل البرامج، الذي يعتبر عاملا مهما في تكريس التضامن بين أعضاء الاتحاد، يعد جزءا من المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال هذا الاجتماع.

وبخصوص أهمية المجال الرقمي، اعتبر فيصل العرايشي ، أنه لا يمكن أن تكون هناك خدمات عمومية جيدة في قطاع السمعي البصري بدون أرضية تكنولوجية صلبة ومنفتحة ومندمجة، مؤكدا أن التحدي، اليوم، يتمثل في انجاح الانتقال من البنية التقليدية لخلق البرامج وبثها إلى أرضية رقمية حيث البث والاسقاط يكون أمرا طبيعيا نحو جميع الوسائط.

وأبرز أن الإرادة العميقة للقطب السمعي البصري العمومي المغربي في المشاركة في هذا التوجه التضامني الذي يتبناه اتحاد الاذاعات الافريقية من أجل العمل سويا، “مكننا من المساهمة في الاتحاد الافريقي ودعمه ماليا وفكريا من خلال تواجدنا فيه”، مضيفا أن هذا النهج القائم على الانفتاح والتبادل من شأنه أن يستجيب بشكل جيد لانتظارات المواطنين بالقارة، التي تضم ساكنة مهمة وغالبيتها من الشباب.

تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الجمعية العامة تميزت بتنظيم منتدى حول “تأثير وسائل الاعلام الجديد على التنمية بافريقيا في القرن ال 21 “، والذي عرف تقديم عروض تناولت مواضيع همت على الخصوص ، المقاربات في جمع الإيرادات بفضل التكنولوجيا الجديدة للاعلام، والتحكم في المحافظة وحماية الموارد الطبيعية بافريقيا، ووسائل الاعلام القديمة والجديدة في النظام الصاعد للوسائط بافريقيا.

وتتضمن أشغال هذه الدورة تقديم محضر الدورة السالفة للجمعية العامة لاتحاد الاذاعات الافريقية، بالإضافة إلى تقرير حول أنشطة هذه الهيئة، وتحديد تاريخ ومكانة الدورة المقبلة للجمعية العامة لهذا الاتحاد.

وأشادت رئيسة اتحاد الإذاعات الإفريقية السيدة كايتيريل ماثابي، اليوم الأربعاء بمراكش، بالتزام مختلف أعضاء هذه الهيئة لإنجاح الانتقال إلى المجال الرقمي.

وأشارت، في كلمة لها خلال أشغال الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات الإفريقية، المنظمة على مدى يومين تحت شعار ” وسائل الإعلام الجديد وتأثيره على الصناعة السمعية البصرية الإفريقية”، إلى أن الاتحاد نظم سلسلة من الدورات التكوينية لفائدة مهنيي الاعلام من أجل تمكينهم من الآليات والخبرة الضرورية لتدبير هذا التحول بشكل أفضل.

وأبرزت كايتيريل ماثابي الدور الذي يلعبه اتحاد الإذاعات الافريقية في مجال تدبير حقوق البث، وعلى الخصوص في التظاهرات الرياضية الكبرى على المستوى القاري، داعية الدول الأعضاء إلى دعم أنشطة هذه الهيئة لتحسين البث الإذاعي على المستوى القاري.

أما المدير العام للاتحاد الأوربي للإذاعة والتلفزة، نويل كوران، فنهوه، من جانبه، بتنظيم هذا اللقاء بالمغرب، مؤكدا على أهمية تقاسم التجارب والخبرات، بالإضافة إلى تضافر الطاقات لتسهيل العمل المشترك والقوي من أجل رفع التحديات الحالية التي يواجهها القطاع السمعي البصري.

وأكد في هذا السياق، على جاهزية والتزام الاتحاد الأوربي للإذاعة والتلفزة، الذي يعد أكبر تحالف إعلامي للخدمة العمومية في العالم، والذي يضم 117 منظمة عضو في 56 دولة بالإضافة إلى 34 فرعا بآسيا وافريقيا والقارة الأمريكية، لدعم جهود اتحاد الإذاعات الافريقية من أجل تطوير القطاع الإذاعي بالبلدان الأعضاء في سبيل تلبية حاجيات وانتظارات المستهلك.

وأجمعت باقي التدخلات، ضمنها تدخلات ممثلي وزارات اتصال بدول افريقية، على التنويه بتنظيم المغرب للدورة ال 12 للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات الافريقية، معربين عن تشكراتهم الحارة وعميق امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي.

كما أشاروا إلى التطور الكبير الذي يشهده حاليا قطاع الاعلام في العالم، والتحولات غير المسبوقة التي يعرفها هذا المجال في ظل العصر الرقمي، مشددين على ضرورة تضافر الجهود وتبادل الامكانات لرفع التحديات الجديدة وتحقيق الأهداف المشتركة المرجوة.

ونوهوا، أيضا، بالمساهمة القيمة لاتحاد الإذاعات الافريقية في توسيع فضاء الالتقاء بين الدول الأعضاء بهذه الهيئة، لتقاسم المبادئ والقيم المشتركة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من قبل الاتحاد لضمان مواكبة أعضائه في تعزيز الولوج إلى المجال الرقمي، ولتكون في مستوى انتظارات وتطلعات ساكنة القارة.

تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الجمعية العامة شهدت تنظيم منتدى حول ” تأثير وسائل الاعلام الجديد على التنمية بافريقيا في القرن ال 21 “، والذي عرف تقديم عروض تناولت مواضيع همت على الخصوص ، المقاربات في جمع الإيرادات بفضل التكنولوجيا الجديدة للاعلام، والتحكم في المحافظة وحماية الموارد الطبيعية بافريقيا.

وتتضمن أشغال هذه الدورة تقديم محضر الدورة السالفة للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات الافريقية، بالإضافة إلى تقرير حول أنشطة هذه الهيئة، علاوة على تحديد تاريخ ومكان انعقاد الدورة المقبلة للجمعية العامة لهذا الاتحاد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد