زنقة 20 . الرباط
يبدو أن السباق نحو التسلح التكنولوجي بين المغرب والجزائر وصل أوجه، حيث خصصت الحكومة الجزائرية مؤخرا، حوالي 60 طائرة بدون طيار، من أجل نشرها على الحدود الشرقية يمكنها التصوير في عمق التراب المغربي.
واستنادا لتقارير استخباراتية، فإن المغرب هو المستهدف من صفقة تسلح جزائرية- روسية، حصلت الجارة الشرقية بمقتضاها على 30 طائرة استطلاع بدون طيار من الجيل الثالث، وأن فريقا من وزارة الدفاع الجزائرية يجري حاليا مفاوضات متقدمة لتموين سلاح الجو ب 30 طائرة أخرى من الصين والإمارات العربية المتحدة ،حسبما أوردته جريدة “الصباح”.
وبررت الجزائر، حرب التجسس مع المغرب، بالسعي إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وإلى تأمين مراقبة مشددة للمناطق الحدودية، التي أضحت “تشكل هاجسا أمنيا”، على حد تعبير تقارير يرفعها دوريا نائب وزير الدفاع الوطني الجزائري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وأشارت نفس المصادر، إلى أن وزارة الدفاع الجزائرية أبرمت مع السلطات الروسية صفقة لتموين الجيش الجزائري بثلاثين طائرة استطلاع بدون طيار من طراز E95، التي يصنعها مجمع “أنكس كازان”، وذلك بصفقة سرية فاق غلافها المالي 60 مليون دولار.
وستتسلم الجزائر بموجب الصفقة المذكورة 15 منظومة، تحتوي كل واحدة منهما على طائرتين بدون طيار، بإمكانها نقل حمولة يصل وزنها إلى كيلوغرام واحد، ويمكن أن تصل سرعتها إلى 120 كلم في الساعة، وترتفع بأكثر من 3000 متر.
وجاءت الصفقة الروسية لتتوج سلسلة زيارات ومباحثاث جمعت بين مختلف المسؤولين الأمنيين والعسكريين الجزائريين والروس، كان آخرها زيارة الفريق أحمد إد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني إلى موسكو بدعوة من الفريق أول “غيراسيموف فاليري فاسلفيتش”، رئيس الأركان العامو للقوات المسلحة النائب الأول لوزير الدفاع لروسيا.
من جهة أخرى ،ذكرت مصادر صحفية جزائرية، أن وزارة الدفاع الوطني مع نظيرتها الروسية على صفقة لاقتناء 14 طائرة مروحية من نوع “ميـ26 تي 2” على دفعتين وأكدت وكالة “أنترفاكس” الروسية للأنباء أن قوات الجيش الجزائري شرعت في تجريب ميداني لهذا النوع من الطائرات المخصصة لأغراض النقل بعدما استلمت مروحيتين خلال الأسابيع الماضية.
وبالموازاة يقود وفد عسكري جزائري مفاوضات لتعزيز أسطول القوات الجوية الجزائرية بأكثر من 40 طائرة دون طيار لمراقبة الحدود الشرقية والجنوبية والغربية.
وكانت مصادر إعلامية روسية قالت في وقت سابق، أن الجزائر اتفقت على شراء 42 طائرة مروحية مقاتلة من طراز “مي ـ 28 أن صياد الليل” من روسيا. وتتضمن الصفقة التي قُدّرت قيمتها بـ2.7 مليار دولار، بالإضافة إلى توريد الطائرات الجديدة، تحديث مروحيات “مي ـ8” الجزائرية.
وستهدف عملية التحديث إلى تزويد طائرات الهليكوبتر “مي ـ 8” التي تملكها الجزائر بغرفة قيادة مدرعة وإلكترونيات وبصريات المراقبة وتمييز الأهداف وبنقاط تعليق لحمل الأسلحة.
وأفادت وكالة “أنترفاكس” أن “الجزائر تسلّمت مؤخرا طائرتي هيلكوبتر من الحجم الكبير “ميل.مي 26 تي 2”، موجهة للقوات الجوية، وتم تجريبها بالقاعدة العسكرية في ولاية بسكرة الجزائرية بتاريخ 9 يونيو الماضي، فيما جرب هذا النوع من الطائرات المخصّصة لأغراض النقل، لأول مرة في روسيا بتاريخ 25 دجنبر 2014”.
وأضاف نفس المصادر أن الجيش الجزائري يعتزم تعزيز أسطوله الجوي، مؤكدا أن خبراء في مجال التسليح بوزارة الدفاع الوطني الجزائري يجرون أيضا مفاوضات مع الصين لاقتناء مجموعة طائرات من دون طيار من نوع “يلونج”.
ويقدر سعر طائرات “يلونج” للوحدة الواحدة بنحو مليوني دولار ويبلغ طولها 34.9 أمتار وطول جناحها 14 مترا وبإمكانها تنفيذ مهام على ارتفاع 5300 متر ويمكنها حمل صاروخي.
وستكلف كل طائرة قرابة مليوني دولار، وهي طائرات مهامها استطلاعية بالدرجة الأولى وليس حربية لأن الطائرات الحربية بدون طيار تقتصر حتى الآن فقط على روسيا والولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة أن هذا النوع من الطائرات يعتبر من بين أفضل الأنظمة الموجهة في العالم فضلا على أنها تقوم أيضا بالمهام الاستطلاعية في النقاط الحساسة.