زنقة20-وجدة/ كمال لمريني
أطلق عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية، صرخته الأولى في المدينة القديمة بوجدة المغربية عام 1937.
وترعرع بوتفليقة الذي يقود الجارة الشرقية لعقود، بالقرب من “الحمام البالي”، في حين تابع تعليمه الابتدائي بمدرسة سيدي زيان المختلطة التي تأسست عام 1907 على مقربة من “باب الغربي”.
أغلب من عاشروا الرئيس الجزائري في تلك الحقبة، كشفوا أنه تابع تعليمه الاعدادي بثانوية عبد المومن، وتعليمه الثانوي بثانوية عمر بن عبد العزيز، مبرزين أنه غادر مدينة وجدة التي تبعد عن الحدود المغربية –الجزائرية بحوالي 14 كيلومترا، الى الجزائر العاصمة.
في ممر ‘أشقفان’ أو حي أهل وجدة سابقا، يثير انتباهك منزل متهالك وآيل للسقوط..يبدو وكأنه متخلى عنه، لكن بمجرد أن تسأل عنه سكان الحي يجيبون:”إنه منزل الحاج محمد بوتفليقة والد رئيس الجمهورية الجزائرية”.
وفي هذا الممر الضيق، حصل موقع rue20.com، على تصريح من أطرف أحد ساكنة مدينة الالفية، وهو الذي شكل خيطا رفيعا مكن الموقع من الخوض في تفاصيل حياة شخص لعب في دروب مدينة وجدة وتمرغ في ترابها، وصار فيما بعد رئيسا لدولة جارة شقيقة، صدر عنه قرار إغلاق الحدود في وجه المدينة التي ترعرع فيها، ومع شعب يتقاسم معه رابط الاخوة والمصاهرة والعقيدة المشتركة والقرابة الدم.
العديد من ساكنة المدينة القديمة رفضوا الادلاء بتصريحاتهم بوجه مكشوف، وفضلوا الحديث إلى مراسل الموقع دون تسجيل الحوار، إذ كشفوا أن بوتفليقة، فتح عينيه في منزل “فقير” كائن بزقاق ضيق يطلق عليه ب”زنقة محمد الريفي” (وسط المدينة القديمة) وعاش إلى جانب 9 من إخوانه وأخواته، قبل أن يرحل والده إلى زنقة “درمومة” الكائنة بحي بودير.
وأشار المتحدثون لموقع Rue20.com أن لعبد العزيز بوتفليقة الذي كان والده ملقبا ب”بن لزعر عبد القادر” تسعة إخوة، أربعة منهم غير أشقاء، من الزوجة الأولى (راضية بلقايد) وخمسة من والدته منصورية غزلاوي، وهم: عبد الرحيم، لطيفة، عبد الغني، مصطفى، والسعيد، المرشح لخلافة أخيه عبد العزيز في قصر المرادية.
ووفق ما كشف عنه المتحدثون لموقعنا الذين عاشروه، فإن “بوتفليقة كان في مرحلة طفولته خجولا ومنطويا، ودائم الجلوس مع والدته عند عتبة المنزل القريب من “حمام بوسيف” الذي كانت تشتغل فيه إلى جانب زوجها، وأنه كان تلميذا نجيبا ومجتهدا”.
ففي حي بودير الذي يتواجد به منزل عائلة عبد العزيز بوتفليقة، ليس كل من تحدث إليهم الموقع وطلب منهم الخوض في تفاصيل حياة بوتفليقة رغبوا في الحديث، إذ هناك كثيرون من رفضوا منذ البداية الادلاء بأي تصريح سواء كان مسجلا أو غير مسجل، غير أن آخرون عاشروه في مرحلة الطفولة أصروا على عدم الخوض في الموضوع لأسباب وصفوها ب”الخاصة”.
وبدوره، رفض صهر بوتفليقة المعروف ب”الوجيدي”، والقاطن ب”المحمدية” في وجدة، الحديث إلى موقع rue20.com والخوض في تفاصيل حياة شقيق زوجته، إذ قال بالحرف الواحد” لا أريد سماع إسم بوتفليقة..قبل أن يقوم بإغلاق باب منزله في وجه فريق الموقع”.
وآثار سلوك “الوجيدي” استغراب طاقم الموقع، الامر الذي دفع إلى فتح الباب واسعا لطرح علامات الاستفهام، لماذا يرفض هذا الشخص الخوض في تفاصيل حياة شقيق زوجته المتوفية؟ هل للأمر علاقة بصراع عائلي؟ أم هناك أشياء أخرى هي من أرغمته على الصمت والابتعاد عن الموضوع؟.
مقربون من “الوجيدي” كشفوا في تصريحاتهم، “أن بوتفليقة لم يحضر مراسيم دفن شقيقته وهو ما آثار حفيظة “الوجيدي”، ليضيفوا:”الأستاذ الوجيدي صاحب مواقف..إنسان طيب.. معقول.. ومعروف لدى الجميع بإستقامته وحسن خلقه “.
وبخصوص تكوينه التعليمي الابتدائي بمدرسة سيدي زيان، بحث موقع rue20.com إلى جانب مدير المدرسة في الأرشيف ولم يتم العثور على إسم عبد العزيز بوتفليقة، غير أن إحدى المعلمات كشفت أن أرشيف المؤسسة غير مكتمل، وتم نقله إلى إحدى المؤسسات بوجدة، في حين تفيد بعض الروايات أن بوتفليقة تابع تعليمه الابتدائي بمدرسة مولاي الحسن التي تحولت اليوم إلى مرأب “باب سيدي عبد الوهاب”.