زنقة 20. الرباط
كشفت قناة ‘بي بي شي’ البريطانية أن ‘الصندوق الأزرق’ لحوض الكونغو الذي انطلقت من أجله اليوم الأحد قمة دولية بالكونغو برازافيل، سيكلف ميزانية 3 مليارات دولار.
و يساهم المغرب في ميزانية تمويل هذا المشروع، الذي وقع الْيَوْمَ الأحد الملك محمد السادس، البروتوكول المؤسس للجنة المناخ لحوض الكونغو، وذلك في ختام أشغال القمة الأولى لقادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو.
كما وقع البروتوكول، الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، ورئيس جمهورية افريقيا الوسطى فوستان أرشانغ تواديرا، ورئيس جمهورية الكونغو دونيس ساسو نغيسو ، ورئيس جمهورية الغابون علي بانغو أونديمبا، ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية ثيودور أوبيانغ نغيما، ورئيس جمهورية رواندا بول كاغامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي محمد.
ويجسد الخطاب المؤسس الذي ألقاه الملك محمد السادس، اليوم الأحد ببرازافيل، في افتتاح أشغال القمة الأولى لرؤساء الدول والحكومات للجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، من خلال قوة وأهمية مضمونه، الالتزام الملكي المتجدد من أجل الإقلاع المشترك لقارة إفريقية موحدة وقوية تسير بثبات نحو تحقيق التنمية الشاملة والمندمجة.
وهكذا، جدد الملك الذي أجمع قادة الدول الحاضرون ببرازافيل على الإشادة بمبادراته النبيلة من أجل إفريقيا، التزامه الثابت والراسخ من أجل القارة الإفريقية، وهو الالتزام الذي يشكل الركيزة الأساسية في السياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة.
فمن خلال هذه الوحدة، فإن الدول الإفريقية – يؤكد الملك “ستتغلب على كل الصعاب والتحديات التي تعترض سبيلنا، وترسي نموذجا رائدا كدول قادرة على التحكم في زمام أمورها، وتغيير واقعها، من منطلق الرؤية والطموح اللذين يوحدانها، والأخذ بالأسباب الكفيلة بقيام قارة موحدة، تعتز بهويتها المتعددة وبجذورها المتنوعة، وتمضي بخطى ثابتة على درب التقدم”.
وهنا يتعلق الأمر برؤية ملكية تجلت في كامل بهائها خلال السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الزيارات المتعددة التي قام بها الملك لمختلف الأقطار الإفريقية، من غرب إفريقيا إلى شرقها ووصولا إلى المناطق الأكثر بعدا بجنوب القارة.
ولعل المشاريع التنموية والشراكات التي أطلقها الملك خلال تنقلات جلالته بالقارة، لهي خير شاهد على كثافة الالتزام من أجل إفريقيا.
ولقد جاءت هذه المشاريع، التي تتميز بقيمتها المضافة العالية وتأثيرها المباشر والفعال على الحياة اليومية للساكنة، لتطبع بشكل جيد هذه الإرادة الراسخة للملك من أجل القيام بعمل مشهود لفائدة قارة إفريقية تستحق أن تتوفر على الموارد الضرورية التي تمكنها من الأخذ بزمام شؤونها.
وبرأي الخبراء ومراكز البحوث الإفريقية والأجنبية، فإن المقاربة الملكية للتنمية المندمجة بإفريقيا، تفرض نفسها بفضل طابعها الشامل والمتفرد.
وفي الواقع، فهي تمس جميع المجالات الحساسة بالنسبة لمستقبل القارة: من التنمية البشرية إلى القطاعات المجددة التي تشكل هندسة اقتصادات القرن الواحد والعشرين.
والأكيد أن البيئة، وتحديدا مكافحة التغيرات المناخية، تحتل مكانة جوهرية في سياق هذه الرؤية.
وهنا، يتعلق الأمر يإدراك حقيقة لا تكاد تخفى عن أحد: إفريقيا، القارة التي تساهم بأقل قدر في الاحتباس الحراري لكوكبنا الأرض تعد الضحية الأولى للتغيرات المناخية.
وانطلاقا من هذه القناعة، حرص الملك ضمن خطابه السامي ببرازافيل، على التأكيد أنه، وفي سياق بناء إفريقيا الغد، يتعين أن يكون الحفاظ عل البيئة أساس الإقلاع المشترك للقارة والقاعدة التي سيشيد عليها نموها المندمج.
وحرص العديد من قادة الدول الإفريقية المشاركون في القمة الأولى للجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، التي افتتحت أشغالها اليوم الأحد ببرازافيل، بحضور الملك محمد السادس، على الإشادة عاليا بالالتزام القوي للملك من أجل إنجاح المشروع الطموح، الصندوق الأزرق لحوض الكونغو.
وأشاد قادة الدول الإفريقية، في كلماتهم، بريادة الملك في مجال مكافحة التغيرات المناخية وانبثاق إفريقيا قادرة على مواجهة هذه الظاهرة.
وفي هذا الصدد، حرص رئيس جمهورية الكونغو رئيس لجنة المناخ لحوض الكونغو دونيس ساسو نغيسو، على التنويه الخاص والكبير بالملك محمد السادس لالتزامه الملحوظ والواضح من أجل خدمة قضايا البيئة ودعم جلالته الموصول للجنة المناخ لحوض الكونغو.
ومن جهته، أعرب رئيس جمهورية رواندا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي بول كاغامي عن اعترافه وتقديره للجهود التي يبذلها الملك محمد السادس والتزامه الشخصي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، موضحا أن هذه الظاهرة أضحت تؤثر سلبا في عدد من البلدان الإفريقية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عن شكره وامتنانه للملك محمد السادس لمساهمته الثمينة ومواكبته للجهود الرامية إلى المحافظة على التراث المشترك الذي يتمثل في حوض الكونغو.
وفي نفس السياق، أشاد رئيس جمهورية النيجر رئيس لجنة الساحل محمدو ايسوفو بريادة الملك محمد السادس في مجال محاربة التغيرات المناخية، مؤكدا عزمه الأكيد على العمل سويا بتعاون مع لجنة المناخ لحوض الكونغو من أجل رفع التحديات التي تثقل كاهل القارة الإفريقية.
ومن جانبه، عبر رئيس جمهورية الغابون منسق لجنة قادة الدول ورؤساء الحكومات الإفريقية الخاصة بالتغيرات المناخية علي بانغو أونديمبا، عن شكره الحار الى الملك محمد السادس لعمله الدؤوب من أجل إفريقيا، ولاسيما إبان تنظيم المملكة لمؤتمر (كوب 22) ومبادرته خلال قمة العمل الإفريقية بإحداث ثلاثة لجان خاصة بمنطقة الساحل والدول الجزرية وحوض الكونغو.
كما نوه الرئيس بانغو بالجهود المبذولة من أجل أجرأة لجنة المناخ لحوض الكونغو، مؤكدا، في هذا الصدد، أن الأمر لا يتعلق بمساعدة القارة الإفريقية وإنما إنقاذ كوكب الأرض.
وتروم قمة قادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، الأولى من نوعها، استعراض حصيلة أنشطة لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، وتمكين قادة الدول من إقرار الآليات والوسائل الضرورية الكفيلة بتسريع أجرأة اللجنة في ارتباط مع تطلعات الدول والقطاع الخاص والسكان والشركاء التقنيين والماليين.
وإلى جانب المغرب، تشارك في قمة برازافيل وفود 15 دولة (أنغولا، الكاميرون، جمهورية افريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغابون، غينيا الاستوائية، كينيا، رواندا، ساوتومي وبرانسيبي، تشاد، زامبيا، النيجر، غينيا، السنغال)، وممثلون عن الاتحاد الإفريقي.