زنقة 20 . وكالات
حذر خبراء صحيون من أن غسل الدجاج قبل الطهي، وهو ما تقوم به غالبية ربات المنازل والطهاة، قد ينشر بكتيريا قاتلة في مختلف أنحاء المطبخ، ما يمكن أن يؤدي للإصابة بأمراض خطيرة.
وصدر التحذير عن الوكالة المتخصصة بالمعايير الغذائية في بريطانيا، حيث قالت إن أكثر من نصف البريطانيين يقومون بغسل الدجاج في مطابخهم قبل الطهي، وهو ما يقف وراء الآلاف من حالات التسمم الغذائي التي يتم تسجيلها سنويًا في بريطانيا، حيث تكون البكتيريا القاتلة قد انتشرت في المطبخ وتسللت إلى أطعمة أخرى.
ويقول الباحثون الذين توصلوا إلى هذه النتائج المفاجئة إن الكثير من الناس يقومون بغسل الدجاج واللحوم قبل طهيها ظنًا منهم أنهم يقومون بتنظيفها، إلا أن الباحثين انتهوا إلى أن هذا السلوك يسبب ضررًا كبيرًا على الصحة.
ويقول الباحثون إن البكتيريا الضارة والقاتلة تنتشر في مختلف أنحاء المطبخ، سواء على الأسطح المختلفة أو في معدات الطبخ، وذلك عند القيام بغسل الدجاج، في الوقت الذي كان من الممكن ترك هذه البكتيريا تموت عندما يتم طهي الدجاج بشكل طبيعي.
وشدد البحث على أن البكتيريا المسماة (Campylobacter) والتي تنتشر في المطبخ عند غسل الدجاج هي المسؤولة عن معظم حالات التسمم الغذائي التي يتم تسجيلها في بريطانيا والتي يزيد عددها عن 280 ألف حالة سنويًا، فيما انتهى البحث أيضًا إلى أن الدجاج الملوث يتسبب بأربع من بين كل خمس حالات تسمم في المملكة المتحدة.
وبحسب وكالة المعايير الغذائية ذاتها التي أجرت البحث، فإن الاقتصاد البريطاني يتكبد خسائر سنوية بمئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية بسبب حالات التسمم التي يحتاج علاجها إلى تكاليف مالية كبيرة، إضافة إلى الإجازات المرضية التي تتكبد أعباءها الشركات والمؤسسات الحكومية.
وبحسب الدراسة المسحية التي أجرتها الوكالة فإن 44% من البريطانيين لا يقومون بطهي الدجاج مطلقًا إلا بعد غسله، فيما قال ثلث الذين استطلعت آراؤهم، أي الغالبية الساحقة من الــ44%، قالوا إنهم يفعلون ذلك من أجل التخلص من الجراثيم الضارة، فيما قال نحو الثلث أيضًا إنهم يغسلون الدجاج بهدف إزالة الأوساخ منه.
وحذرت الوكالة بشدة من عمليات غسل الدجاج، مؤكدة أنها تسبب انتشار بكتيريا (Campylobacter) التي تسبب بدورها تسممًا غذائيًا وتشكل خطرًا على حياة الإنسان.
ووجد الباحثون أن غسل الدجاج تحت صنبور المياه يؤدي إلى انتشار البكتيريا في محيط يبلغ قطره ثلاثة أقدام، أي أنه غالبًا ما يصل طعامًا مجاورًا أو معدات في المطبخ ستستخدم في عملية الطهي أو إعداد الطعام، حسب العربية نت.
وبحسب الباحثين الأطباء فإن أعراض الإصابة بالبكتيريا المشار إليها تتمثل في آلام البطن، والقيء، والإسهال الشديد، إلا أن هذه الأعراض قد تتطور بشكل أكبر خطورة بالنسبة لبعض الناس، وخاصة لدى الأطفال وكبار السن ممن هم فوق الستين عامًا، حيث يمكن للبكتيريا أن تقوم بتطوير المرض في جسم الإنسان الذي لديه جهاز مناعة أضعف.
وتظهر أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا (Campylobacter) خلال يومين إلى خمسة أيام فقط من اختراق البكتيريا لجسم الإنسان.
وتقدر الدراسة التي أجرتها وكالة المعايير الغذائية أن أكثر من 20 ألفًا يضطرون للمبيت في المستشفيات ببريطانيا سنويًا بسبب التسمم الغذائي، فيما يتم تسجيل 500 حالة وفاة سنويًا بسبب التسمم الغذائي في بريطانيا.
ورغم أن الوكالة وجدت أن الدجاج هو السبب الرئيس لانتشار البكتيريا السامة، إلا أنها حذرت أيضًا من أنها قد توجد في المياه غير المعالجة، والحليب غير المبستر، وكذلك في كبد الدجاج والمواشي المخصصة للطبخ في المنازل.