خبير مغربي : هذه أخطاء ‘الزفزافي’ القاتلة التي خفت من وهج ‘حراك الريف’

زنقة 20 . الرباط

في حوارٍ أجراه مع مجلة «تيل كيل» الفرنكوفونية، أحصى “نبيل ملين” المؤرخ المغربي والاختصاصي في العلوم السياسية عيوب وأخطاء ناصر الزفزافي قائد “حراك الريف” الموجود رهن الإعتقال،و التي يرى أنَّها قاتلة وحرمت الحِراك من الانتقال من الصعيد الجهوي المحلي إلى صعيدٍ وطني.

و يعتقد مُلين، بأنّ أغلب الفاعلين في الحقل الاحتجاجي المغربيّ، يعانونَ نقصًا في التكوين والتأطير السياسيَّين. وهو ما يجعلهم يلجئون للارتجال ولـ«خبط العشواء»، وتوظيف أيّ سلوك أو خطاب سياسي من شأنه تجييش الناس.

الزفزافي من جهته لا يشذُّ عن هذه القاعدة، بحيثُ أنَّ خطاباته غارقة في الشعبوية ويضيف الباحث المغربي، بأن شعبوية الزفزافي تتجلَّى في عدم انسجام خطابه على المستوى المعجمي والمرجعي، فهو خطابٌ يساريٌّ تارةً، حين يتحدَّث عن معاناة الفقراء والمضطهدين بمنطقة الحسيمة والريف، وديني/محافظ تارة أخرى، حين يحيل على عدل الصحابة والخلفاء الراشدين بهدف الاحتجاج ضد لقب «أمير المؤمنين» الذي يتمتَّع به الملك محمد السادس.

كما ينهل من «العرقية/الإثنية» عبر التشديد على تفوق الإنسان الريفي والأمازيغي حيال باقي مكوِّنات الشعب المغربي هذا النوع الثالث من الخطاب على وجه الخصوص – وفقًا لـ ملين – هو الذي أفقد حراك الريف تعاطف شريحة واسعة من المغاربة، وحرمه من إمكانية التحوُّل لحِراكٍ وطنيّ.

بتعبيرٍ آخر يقول ذات الخبير المغربي فإن فالزفزافيّ بقدر ما أغنى الحراك الريفيّ بشجاعته وخطابته وبساطة أسلوبه، بقدر ما أساء إليه بوعيه السياسي المحدود، وببعضٍ من تصرفاته الطائشة، التي كان آخرها مقاطعة إمام مسجد خلال خطبة الجمعة، بعد أن شرع في الدعاء للملك وأسرته الحاكمة، ما دفع السلطات إلى تحريك مذكرة بحث في حقه من أجل اعتقاله بتهمة عرقلة طقس ديني، وهو ما يمنعه القانون الجنائي المغربي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد