ليس دفاعاً عن إلياس العماري
بقلم : أسامة الخليفي
من غير عادتي أن امتدح شخصا او اهجوه، و لكنها مجرد شهادة في حق رجل عرفته منذ أكثر من ست سنوات ،ارجو ان تكون في وقتها المناسب ،بعد كل الكذب و الافتراء الذي يتعرض له اليوم ،و انا الذي عرفت فيه المناضل الصادق و في أحلك ظروفي خبرت فيه الإنسان .
في الحقيقة أكن لهذا الرجل الكثير من الاحترام و التقدير ،مثمنا تاريخه و كذا إنسانيته في زمن أصبحت الانساني عملة نادرة ،أعرف صرامته و شجاعته في إبداء رأيه وهو ما اكسبه احترام كل من يعرفه عن قرب .
إلياس العماري اختلفت معه في العديد من الأحيان ، سواء في أول لقاء جمعني به بعد حوالي شهر من انطلاق حركة 20 فبراير او بعد التحاقي بحزب الإصابة و المعاصرة سنة 2012 ،حيث كان دائما حريصا على احترام الاختللاف و الآراء المخالفة له ، و يفرق بين الصراع السياسي و الفكري و العلاقات الإنسانية ،في الحقيقة هناك أناس يفرضون عليك احترامهم و لا تجد بدأ للدفاع عنهم .
اعلم جيدا ان شهادتي في حق الرجل يتقاسمها معي رفاقه و أصدقاءه و كذا خصومه ،عرفت إلياس العماري الإنسان في أحلك الظروف ابان اعتقالي فكان سندا وحيدا لي و لعائلتي سواء ماديا او معنويا ،وكان شديد الحرص على إم أكمل دراستي داخل السجن حيث أتذكر جيدا مقولة قالها لي وانا في الشهور الأولى من الاعتقال انا اشنو له الظلم و الحكرةالتي تعرضت لها ” اسمع اولدي المناضل القوي هو من يحول السلبي إلى إيجابي ” ،فكان ذلك حيث حصلت بدعمه على شهادة البكالوريا و انا الان أحضر لبحث الإجازة .
لقد كان لي الحظ أني عرفته عن قرب فلمست فيه رجلا من أولئك الرجال الأوفياء ولاد الشعب الذين حققوا بجهدهم ما لم يحققه الآخرون بنسهم و حسبهم ،فتحققت لهم غايتهم فينجزون ما وعدوا به ، و يعيدوا بحب الآخرين لهم و تقديرهم ،امثال هؤلاء الرجال لا يريدون لعملهم جزاءا و لا شكورا ،خلقوا لفعل الخير فوجدوا القبول و الاحترام ، اعجبني بتواضعه و حلمه و هو يسعى إلى النجاح ،فكان النجاح ملازما له في أعماله و مسؤولياته …. هكذا عرفت إلياس العماري .