مركز بحث : ‘اقتسام الغنائم’ سيطيل المدة الزمنية لتشكيل الحكومة

زنقة 20 . الرباط

اعتبر مركز المستقبل للأبحاث و الدراسات المستقبلية أن تعثر تشكيل بعض الحكومات في المنطقة العربية، خلال فترة زمنية طويلة نسبيًا، وهو ما تعبر عنه خبرات السودان وجنوب السودان وليبيا والمغرب وتونس واليمن ولبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي الفلسطينية،يرجع لأسباب مختلفة منها سلطوية الأحزاب السياسية الحاكمة وازدواج السلطة السياسية وتباين الرؤى داخل الائتلافات الحزبية والخلاف حول توزيع الحقائب الوزارية وتنامي المحاصصة الطائفية والانقسام حول الأزمات الإقليمية والتشكيك في شرعية النظم السياسية الحاكمة وتزايد اعتذارات مرشحي المواقع التنفيذية، على نحو قد يفرض مجموعة من التأثيرات السلبية تتمثل في عرقلة مسار العملية السياسية واللجوء لسياسات الشارع وإجراء الانتخابات النيابية المبكرة وتفاقم المشكلات الداخلية الضاغطة والتأثيرات الإعاقية للأوضاع الاقتصادية وفرض عقوبات دولية على شخصيات سياسية.

و فيما يتعلق بالمغرب قال مركز البحث المذكور أن تأخر تشكيل الحكومة المغربية على مدى يقترب من خمسة أشهر من إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 أكتوبر 2016، وأسفرت عن صدارة حزب “العدالة والتنمية” للأحزاب السياسية، على نحو دفع الملك محمد السادس إلى إعادة تكليف عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة الجديدة.

غير أن مشاورات تشكيل الحكومة حسب ذات المركز لا زالت تتعثر، وهو ما يطلق عليه في الإعلام المغربي “بلوكاج” أى فرملة أو انسداد، على نحو ما اعتبره البعض “انقلابًا ناعمًا” على صناديق الاقتراع.

مركز المستقبل قال في تحليل له أن السبب الرئيسي لتأخر تشكيل الحكومة المغربية يرجع إلى ضغوط غير معلنة يمارسها أعضاء حزب “الأصالة والمعاصرة” على أعضاء حزب “التجمع الوطني للأحرار” وحزب “الاتحاد الاشتراكي” لعدم الدخول مع حزب “العدالة والتنمية” في أى تحالف لتشكيل الحكومة، مع الأخذ في الاعتبار أن تحالف الأحزاب الثلاث: “العدالة والتنمية” (125 مقعدًا) و”الاستقلال” (46 مقعدًا) و”التقدم والاشتراكية” (12 مقعد) لا يضمن تشكيل أغلبية في مجلس النواب الذي يتكون من 395 نائبًا.

و أوضح المركز البحثي أن توزيع الحقائب الوزارية سيطيل المدة الزمنية لتشكيل الحكومة المغربية برئاسة بنكيران، لأنها لم تصل بعد إلى مرحلة توزيع الحقائب التي من المتوقع أن تشهد صراعات حادة بشأنها، لا سيما مع غياب الخبرة التفاوضية للأحزاب السياسية.

و قارن المصدر ذاته بين اقتسام الحقائب الوزارية الذي كان السبب وراء تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية الأولى في عهد الرئيس ميشال عون،و الحالة المغربية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد