زنقة 20 . الرباط
منذ أداء الرئيس دونالد ترامب اليمين الدستورية، صار 80 بلداً ومنظمة بلا سفراء أميركيين ومنها المغرب بعد مغادرة السفير “دوايت بوش”.
وليس ثمة مرشحون في الأفق لملئ فراغ “بوش” كسفير لأقوى دولة في العالم في المملكة المغربية التي تعد أول دولة تعترف باستقلال أمريكا.
وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية أفادوا في وقت سابق هذا الشهر أن سفراء أميركيين في بعض أهم العواصم الغربية، مثل لندن وباريس، أبلغوا بوجوب مغادرة مناصبهم في 20 يناير الجاري “من دون استثناءات”، في توجه شديد اللهجة وغير مألوف يستهدف السفراء “السياسيين”، وهم عادة مانحون وأصدقاء للرئيس، وذلك بناء على طلب من فريق الإدارة الاميركية الجديدة.
ويبدو أن هذه الأوامر تمنع أي استثناءات تتيح التمديد لسفراء بسبب ظروف عائلية، ، وهو ما كان يحصل في إدارات سابقة وأوضح ثلاثة مسؤولين في وزارة الخارجية إن إدارة أوباما طلبت ممن تسميهم سفراء غير دائمين تقديم استقالاتهم مع اقتراب موعد انتهاء ولاية أوباما ، وأن السفراء اذعنوا لذلك ومنهم السفير الأمريكي بالرباط.
ولاحقاً، وأكد الفريق الانتقالي لترامب أنه لن تكون هناك استثناءات للسفراء الذي يطلبون تمديداً بعد يوم التنصيب، خلافاً لما كان يحصل مع رؤساء آخرين، وحتى للسفراء الذي لديهم أولاد في المدارس.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول بارز في الإدارة الانتقالية أن لا نية سيئة في هذه الخطوة، وأنها مجرد مسألة بسيطة للتأكد من أن المعينين في الخارج يغادرون الحكومة في الوقت المحدد، على غرار الآلاف من المساعدين السياسيين في البيت الأبيض والوكالات الفيديرالية.
و السفراء “السياسيون” كما هو الحال بالنسبة للسفير الأمريكي السابق بالرباط “دوايت بوش”، وغالبيتهم مانحون كبار يعينون بسبب علاقات وثيقة مع الرئيس، يغادرون غالباً المنصب في نهاية ولايته، بينما يبقى السفراء الذين هم ديبلوماسيون في مناصبهم.
وبذلك، صار اعتباراً من أمس الجمعة، نحو 80 بلداً ووكالة ومهمة ومنها المغرب، على غرار السفير لشؤون النساء، بلا سفراء، وهو ما يهدد دولاً بالبقاء بلا مبعوثين يحتاج تعيينهم الى تثبيت من مجلس الشيوخ، لأشهر عدة، ما يقطع خط تواصل مهم للرئيس، بما فيه في دول تعتبر حساسة للولايات المتحدة.
ولفت رونالد نيومان، رئيس الأكاديمية الأميركية للديبلوماسية، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن وتضم سفراء وديبلوماسيين سابقين كباراً، إلى أنه طبيعي توقع عودة السفراء في نهاية ولاية الرئيس، كونهم ممثلين مباشرين له مع سلطات واسعة، إلا أنه قال غنه لا يتذكر مناسبة طبق فيها هذا الإجراء بهذه الصرامة، قائلاً: “لا أتذكر أنه كان ثمة مقصلة في يناير كمن يقول: ليخرج الجميع من المسبح فوراً”.
ورأى و.روبرت بيرسون، وهو سفير سابق في تركيا وباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن “الأمر استثنائي جدا”، مضيفاً أنه يمكن أن يقوض المصالح الأميركية ويؤشر لتغير متسرع في الاتجاهات قد يفاقم التوتر بين الحلفاء في شأن علاقاتهم مع الإدارة الجديدة.