الإتحاد الإشتراكي : هل يعقل في مغرب الألفية الثالثة أن تزهق أرواح أطفال و مسنين بسبب الصقيع ؟

زنقة 20 . الرباط

انتقد حزب الإتحاد الإشتراكي في افتتاحية نشرها على موقعه الرسمي بعنوان “عزلة قاتلة” سياسة الحكومة تجاه مغاربة يعيشون في أعالي الجبال و يموتون في صمت بسبب البرد القارس كما حدث مؤخراً مع شيخ مسن في مريرت.

افتتاحية الإتحاد الإشتراكي قالت إنه “في كل شتاء تتكرر نفس الصورة مجللة بقساوة فصل يحاصر قرى ومداشر، ومحفوفة بحالات تردي تتفاقم بسبب تساقطات الثلوج وفيضانات الأودية وانقطاع الطرق واندثار المسالك.. في كل سنة، تتصدرأحداث « المغرب العميق» قضايا الاهتمام، وتدفع لحركات احتجاجية محلية بل حتى وطنية ضد حصار يزهق أرواح أطفال ويميت أجنة قبل الوضع أو أثناءه، ويؤدي إلى وفيات أمهات، ويجر إلى القبور مسنين هزمهم الصقيع وانخفاض درجات الحرارة ولم يكن لهم إمكانيات مواجهة واقع مر والانتصار عليه”.

و تسائلت افتتاحية الحزب بالقول “هل يعقل في مغرب ألفية الثالثة أن يتم تكرار نفس الصورة ؟ بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال، تعيش مساحات شاسعة حصارا يجد معه مئات الآلآف من المواطنات والمواطنين أنفسهم مهددين في حياتهم ؟” قبل أن تستدرك بالقول إن “الجواب عن هذين السؤالين وما قد يتفرع عنهما وما يماثلهما، يكمن في خلاصة واضحة ناصعة مثل نصاعة بياض الثلوج التي تعرفها هذه المناطق وهو فشل السياسات العمومية في توفير ثلاثة بنيان وحاجيات”.

واعتبر الحزب أن أولى الإحتياجات هو شق طرق وتهيئ مسالك تضمن التنقل والتواصل في جغرافيا مترامية الأطراف، وثانيها غياب شبكة مراكز صحية ومستشفيات مجهزة ومؤطرة تأخذ بعين الاعتبار «القرب» لخدمة السكان، وثالثها عدم الاهتمام بدعم السكن اللائق الذي تتوفر فيها على الأقل شروط مواجهة قساوة الصقيع والقيظ.

واعتبر حزب “الوردة” أن هناك اهتمام و امتياز للمدن الكبرى والمتوسطة في توفير البنيات ومن بينها السياسة الصحية التي اعتمدتها الحكومات وفي أولويات الميزانيات القطاعية ، يرافقه خلل في انتشار العنصر البشري ومن جهة ثانية «عقم» العمل الجماعي في جعل فك الحصار كأولوية ثابتة ودائمة.

و اشارت الإفتتاحية إلى أن المغرب يعرف هشاشة البنيات والذي يعيش سكانه تحت وطأة المعاناة،مضيفةً أنه يجب أن يحظى كأولوية الأولويات باستراتيجية تتفرع عنها سياسات عمومية كما هو الشأن بالنسبة لمشروع كهربة العالم القروي التي غطت مناطق شاسعة ونائية.

وحمل الحزب الحكومة المسؤولية بقطاعاتها المختصة والجماعات الترابية التي يجب أن تسعى لتحقيق تنمية بشرية شاملة ووضع حد لهذه الصورة النمطية المتكررة مرتين في السنة على الأقل.

ونوه الحزب بالمبادرة الملكية المتمثلة في “تعليماته السامية إلى كل من وزارتي الداخلية والصحة، وإلى القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، قصد التجند لمواجهة الانخفاض الشديد الذي ستعرفه درجات الحرارة ببعض مناطق المملكة، وخاصة بالأطلس المتوسط والأطلس الكبير”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد