الروداني: ‘هذه هي الأسباب التي جعلت ‘زُوما’ تُعادي المغرب للتشويش على عودته للاتحاد الإفريقي’

زنقة 20 . الرباط

خلفت المناورات التي تزعمتها ‘دلاميني زوما’ رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي، تفاعلاً صارماً من طرف المغرب، بعدما أصدرت الخارجية المغربية بلاغاً حاداً انتقد فيه تصريحات رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما تأتي كمناورة لخصوم المغرب الجزائر و جنوب أفريقيا لعرقلة و التشويش على عودة المملكة المغربية إلى مؤسسات المنظمة الأفريقية.

واعتبر ‘الشرقاوي الروداني’ الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، في تصريح خص به موقع Rue20.Com أنه لفهم أسباب المناورة التي تقودها ‘زُوما’، لا بد من التذكير أن هناك صراع حامي الوطاس يعيشه الاتحاد الأفريقي حول الرئاسة المقبلة و التي كان من المقرر أن تحسم في دورة كيغالى إلا أن عدم وجود توافق بين الدول الأفريقية حال دون ذلك.

الصراع اليوم في الكواليس حول رئاسة المفوضية، يُضيف “الروداني”، أصبح أجندة موجهة لتغليب طرف على الاخر على حساب المغرب.. لإشارة فإن خمسة مرشحين تحاول الجزائر بمعية من جنوب افريقيا خلق مناورات الهدف منها تقسيم الدول الافريقية و النيل عبر ذلك من تواجد بلادنا في مؤسسات الاتحاد.

وتأسف الباحث في الشؤون الامنية، على متن تصريحه لموقعنا، أن الجزائر تناور في كل الاتجاهات وتقوم بعملية تحريض كبرى مستعملة جميع الأسلحة . تكتيكات هي القيام بتفرقة جميع المترشحين و تقسيم الوعود على الجميع لأهداف تريد استباق العودة المنتظرة للمملكة المغربية إلى مؤسسات المنظمة الأفريقية.

و عَدَدَ ‘الروداني’ الدوافع التي جعلت ‘زُوما’ تُعادي المغرب، والتي يمكن معرفتها بسهولة :

فالجزائر تريد التشويش على الزيارات الملكية في أفريقيا ، كما أن من المنتظر أن يقدم الرئيس الرواندي بول كغامي في قمة أديس أبابا خطة مهيكلة تعالج اختلالات كبيرة عرفتها مؤسسات الاتحاد الأفريقي وقادرة على معالجة أمراض النشأة المتمثلة في صراعات مازالت قائمة ما بين مجموعة مونروفيا و الدار البيضاء.

ثم إن الخطة المعزم تقديمها الهدف منها تجاوز مطبات خطة أفريقيا 2063 التي لم تستطع نكوسازانا دلامينيزوما أن تأسس لها كخريطة طريق بآليات محددة.

زيادة على ذلك مجموعة من الدول لم تتحمس لبعض المترشحين التي تدافع عنهم الجزائر من أجل بسط سيطرتها على الاتحاد. الكواليس التي عرفها لقاء كيغالى ما بين الوفد الجزائري و محاولتها السيطرة من جديد على أهم مؤسسات الاتحاد الأفريقي لجنة الأمن و السلام ، خاصة مع وجود دول تريد رئاستها ؛ أجج قصر المرادية و حولوا الصراع مع المغرب.

الوعود التي أعطتها الجزائر للمرشحة كينيا وزيرة الخارجية أمينة محمد و تصريح السلطات الكينية بالدعم الجزائري، سيراليون و جنوب أفريقيا يظهر الحملة المسعورة ضد المغرب .

كينيا تريد التنازل النهائي عن منصب نائب الرئيس في مقابل دعمها لرئاسة المفوضية وهو أمر عاشته أروقة و كواليس كوب 22 بمراكش حيث حاول الوفد الكيني التأثير على دول الساحل الأفريقي للتراجع عن الدعم الذي يحضى به مرشح جمهورية التشاد موسى فاكي محمد. ترشح وزير خارجية تشاد قلل من حضوض جمهورية غينيا الاستوائية و كذلك إلى حد ما مرشح السنغال الذي وضع رئيس النيجر محمد ييسوفو في موقف صعب فصداقته مع امادوباليتي أو دعم دولة التشاد.

هذا الترشيح الأخير لدولة التشاد و ربطه مع التردد الذي ابداه الرئيس إدريس ديبي في تناوله للطلب المغربي للعودة إلى الاتحاد الأفريقي يبرز خيوط التي استعملها الجزائر لعرقلة تواجده بالقارة.

فالجزائر تدعم جميع المترشحين الأربعة ما عدا مرشح السنغال . تصريحات رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما تأتي في هذا السياق و هي محاولة للضحد إصلاحات ككبيرة مرتقبة في الاتحاد الأفريقي .

فالجميع ما عدا البعض الآن أصبح له وعي بأن الاتحاد لم يلعب دوره في مجموعة من القضايا التي تعرفها القارة كازمة بورندي و الكونغو الديمقراطية و كذلك أزمة إيبولا التي لم تتحرك السيدة نكوسازانا دلاميني زوما إلى في اللحظات الأخيرة اي بعض ثمانية أشهر من انتشار الوباء.

لا بد من الإشارة أن نيجيريا أعربت عن رغبتها الكبيرة في تولي رئاسة مجلس لجنة السلم و الأمن التي تحتكرها الجزائر مند مدة طويلة .

دولة نيجيريا التي لحد الان الى جانب غانا لم يعلنا دعمهما لأي مرشح بغية الحفاظ على وحدة الصف الأفريقي ، تؤيد عودة المملكة المغربية إلى مؤسسات لاتحاد الأفريقي.

و ختم ‘الروداني’ بكون إخفاقات السيدة نكوسازانا دلاميني زوما في ولايتها على رأس المفوضية والتي يعرفها الجميع تريد اخفاءها بالهجوم على المغرب و كان الاتحاد الأفريقي ليس له من أجندة منظمة سنة 1984 إلا معاكسة المملكة المغربية.

الجزائر تريد من خلال هاته العملية اختراق جنوب أفريقيا سياسيا بوعدها لنكوسازانا دلاميني زوما تقديم دعم مالي مهم في طموحها للوصول إلى رئاسة حزب ANC و من تم رئاسة دولة جنوب افريقيا.

خلق شروط وهمية و نصوص فضفاضة غريبة عن الأوراق المؤسسة للاتحاد الأفريقي مناورة سياسية لعرقلة العودة المغربية . فهي تضرب المادة 29 من ميثاق الاتحاد كذلك أدبيات الورقة الموقعة في الطوغو سنة 2000.

المادة 29 لا تشير لا من بعيد و لا من قريب على ما أقدمت عليه الجزائر في لجنة السلم والأمن في اجتماعاتها في 15 غشت الماضي و التي حرفت المادة 16 و المادة 29 بإضافة بند لم تستشير فيه أغلبية الدول المنضوية في الاتحاد الأفريقي.

خلاصة يتبين أن الجزائر تريد عرقلة العودة المغربية لاتحاد الأفريقي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد