إليك يا شهيد الكرامة..أكتب
بقلم : محمد الحضري
اﻵن وأنت ترقد في قبرك الطاهر، فاعلم أن ماقام به الشعب من أجلك ليس بالشئ العابر، وأن ما قيل في حقك ليس بقول شاعر، وﻻ من قبيل الزعيق والبهتان؛ فأنت شهيدالحكرة والطغيان.
اﻵن وأنت تحفك ملائكة الرحمان، وقد آوتك إنقاذا لك من البطش والعدوان، ومن ظلم من شنفوا أسماعنا باﻷمس بأحلام وردية، سرعان ما تحولت إلى سلوكات إستبدادية، وبوعود يقينية توشحت برداء الضبابية والبهتانية.
اﻵن وأنت تنضاف إلى قائمة شهداء الكرامة والمظلومين، وقد شيعتك جماهير المقهورين ممن إكتووا بنيران الظلم واﻹستبداد، وبلهيب الجبروت واﻹستعباد في هذه البلاد. تغادرنا في رحلة ﻻعودة، لتنضاف إلى ﻻئحة الشهداء اﻷحرار، أبناء المغاربة اﻷبرار.
تغادرنا أيها العاشق للحياة، الكادح الطاهر من أجل لقمة عيش كريمة تنتشلها من أفواه الطغاة.
بمقتلك إفتضحت اﻷمور، مقتلك فجر المسكوت عنه، وفضح ذلك الخطاب الجبان المبني على المغالطات، وفتح نار جهنم على جوانب مظلمة كانت محط إنتقاد الكثير في همس وخوف ورعب شديد. لكن روحك وأرواح كل الذين طحنتهم آلة الظلم واﻹستبداد، ستظل شامخة في محراب الذكرى اﻷزلي. واشهدي يا سماء وطننا، كم آلمونا وكم جرحونا.
مرغونا في وحل الظلم واﻹقصاء والتهميش. سحقونا وأفرغونا من كل كرامتنا، واتهمونا بالعقوق تجاه وطننا. نصبونا العداء، وجرعونا المهانات والمذﻻت. دنسونا رغبة في إذﻻلنا.
ألقوا بنا في سجونهم ظلما وعدوانا، سجونهم التي تآكلت فيها أجسادنا خلف أسوارها الباردة، لرفضنا إبتياع المبادئ ورهن الضمير، وتوديع القناعات واﻷحلام.
سرقوا شمسنا ونور وطننا، ولم نعد نخشى سرقة الحياة منا. سيظل جرحهم فينا موشوما في ذاكرتنا الفردية والجماعية. نحن نبلاء وسنظل نبلاء، نحن فضلاء وسنظل فضلاء، والخزي والعار للخونة والعملاء.