أسرة الطيار المغربي المفقود باليمن : ننتظر بشوق عودة ياسين

زنقة 20 . الرباط

ناشدت أسرة الربان المغربي ياسين بحتي الذي سقطت طائرته الإيف 16 عشية الأحد الماضي بصعدة باليمن وانقطع أي تواصل معه، ناشدت المنابر الإعلامية الوطنية، مراعاة أحاسيسها ومشاعرها.
وناشدتها التحقق من أي خبر يتعلق بابنها قبل نشره. وفي تصريح صحفي، قال زكرياء الحديدي خال ياسين، بأنهم صدموا اليوم لدى سماعهم خبر وفاة والدة الجندي، الذي نشرته بعض المنابر الاعلامية، لأنهم ظنوا أن الأمر يتعلق بأم ياسين، قبل أن يفهموا لاحقا بأن الأمر يتعلق بوفاة والدة الممثل الجندي.

وأضاف زكرياء الذي هو بمثابة التوأم الروحي لياسين بحكم تقاربهم في السن وفي الأفكار: “صدمنا لهذا الخبر، وقلنا لماذا يفبركون مثل هذه الأخبار،  الإثارة فقط، وعلى حساب ألم ومعاناة أسرة تنتظر وتترقب أي خبر ولو بسيط عن ابنها ليبعث الأمل في نفوس كسرها الألم والترقب؟.. لا نطلب منهم أن يشعروا بما نشعر ولكن على الأقل يحترموا ما نحن فيه”.

زكرياء لم يكن يهنأ له أي جلوس، يحمل هاتفه المحمول ويتنقل عبر أرجاء البيت، يستقي أخبارا من هنا وهناك، ويأتي ليزفه لباقي أفراد الأسرة، فتنفرج أساريرهم رغم الدموع والألم. ثم يذهب ليقلب بين القنوات علّه يجد ما يروي به ظمأه وظمأ
أسرة لم تذق طعم الراحة أو النوم منذ إعلان الحادث.

رشيدة الحديدي، هي أم ياسين، أكدت ، بأنها لا تملك سوى الدعاء والتقرب من الله سبحانه وتعالى لينعم عليها برؤية ابنها ومعانقته. مشيرة إلا أن الأخبار الأخيرة حول أن ابنها مازال على قيد الحياة وبأنه لدى قواة التحالف فتح أمامها باب الأمل وهي تنتظر بشوق وبلهفة أخبارا مأكدة عن إبنها ومأمنه.

أما سميرة الحديدي، خالة ياسين، فقالت والدموع تغالبها: “لو طلبوا مني أن أفدي ياسين بروحي لفديته دون تردد، ليس لأن ياسين ربان طائرة أو لأنه نابغ في دراسته وذو خلق ودين فقط، ولكن لأن ياسين بار بوالديه وبجميع أفراد أسرته، فهو يخاف الله، وكريم، ومحب للجميع ويحترم الجميع.. لا أجد الكلمات الكافية لأصف به ابن أختي البطل”.

لم تتوان سميرة بأن تسجد سجدة لله، والابتسامة تغطي وجهها رغم الدموع المنهمرة من عينيها الحمراوتين، وهي تردد الحمد لله الحمد لله، وذلك بعد أن سمعت خبرا يؤكد بأن ياسين مازال على قيد الحياة وهو في مأمن لدى قواة التحالف. سجدت باكية، بينما سارعت أمها جدة ياسين، الى رفع أكف الضراعة للعالي القدير ليمن عليهم بأخبار يقينة تثلج صدورهم وتزيح الهم والغم عنهم.

هاجر بحتي أخت ياسين، هي الأخرى رغم صغر سنها تبحث وتترقب وتستقي أي خبر عن أخيها، سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو بالقنوات الفضائية أو بالمنابر الاعلامية، قالت بأن أكثر ما يهمهما هو سماع أي خبر مطمئن عن أخيها الذي بعث لها قبل يومين من وقوع الحادث مبلغا ماليا لتشتري به كل ما تريده.

أسرة ياسين، ومعها الأهل والجيران، تعيش لحظات عصيبة من الترقب والخوف والفزع، في انتظار أي خبر مطمئن عن ابنها، تفرح لأي خبر صغير مطمئن، وتفزع من أي خبر صغير كاذب. لا تتذوق طعم الراحة أو الجلوس، أو الأكل أو الشرب أو النوم. وكلنا معهم ننتظر، فلعل الأيام القليلة الآتية تحمل معها نسائم مبشرة عن ياسين فيعود سالما غانما معافى الى أحضان أسرته ووطنه.

ومنذ إعلان خبر سقوط الطائرة المغربية إيف 16 بصعدة باليمن، وانقطاع أي صلة تواصل مع الربان البطل ياسين بحتي، عبرت معظم فئات وشرائح المجتمع المغربي عن تضامنهم المطلق مع ياسين وأسرته، فيما سارع بعض المشاهير إلى التعبير عن دعمهم لياسين، ومن هؤلاء الفنانة الإماراتية أحلام، التي عبرت في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن حزنها لفقدان الطيار المغربي “ياسين بحثي” و تمنت من الله في دعاء ان يرجعه سالما

فكتبت قائلة: “كلنا الطيار المغربي . اللهم احفضه و سخر له الارض و من عليها يا رحمن يار حيم و ارجعه سالما غانما يا رب”

من جهة أخرى أكدت مصلحة الصحافة بالمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، في بلاغ لها امس الأربعاء، أنه لم يتوفر أي دليل قاطع يدعم فرضية وفاة ربان الطائرة المقاتلة، في أعقاب تحطم طائرته “إف 16″ الذي وقع باليمن.

وأضاف المصدر ذاته أن تحليل الصور التي أوردتها مواقع أنترنيت وشبكات اجتماعية أظهرت أن الأمر يمكن أن يتعلق بصور مركبة، مشيرا إلى أن مثال صورة رجل بزي ربان تم التقاطها في مكان مختلف جغرافيا عن مكان تحطم الطائرة “يدل على النوايا السيئة لهذه المنابر التي سقطت في شرك التضليل”.

وأفاد البلاغ بأن “عمليات البحث بمختلف الوسائل لا تزال متواصلة، وفي غياب أدلة مادية ملموسة فإن الأمل في العثور على الربان حيا يظل شاغلنا الأساسي.

منارة

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد