زنقة 20 | الرباط
الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى ثلاث دول في شرق إفريقيا تأتي مباشرةً بعد تعيينه لمجموعة من السفراء الجدد و منهم سفراء بدول إفريقية.
الملك محمد السادس إذن يتابع جولته إلى شرق أفريقيا فبعدما زار لأول مرة رواندا، بدأ،زيارته إلى تنزانيا، كما من المتوقع أن يزور إثيوبيا أيضًا ويرى الخبراء أن زيارة الملك تأتي في سياق جهود التعبئة للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، بعد غياب دام ثلاثة عقود، وفي إطار تقوية موقف المغرب في “قضية الصحراء” لا سيما أن الاتحاد الأفريقي ظل يناصر “جبهة البوليساريو”، منذ مغادرة المغرب لهذا المنظمة في سنة 1984.
رواندا التي بدأ منها الملك جولته الإفريقية يزورها لأول مرة وهي البلد التي كانت خلال عضويتها الأخيرة بمجلس الأمن سندًا قويًا للمغرب في ملف الوحدة الترابية وتواصل هذا التعاون حين رئاسة رواندا لمنظمة الاتحاد الأفريقي، حيث ساهم الرئيس الرواندي في الدفاع عن مضمون رسالة الملك محمد السادس، والتي عبرت عن رغبة المغرب في العودة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، كما أن زيارة الملك لهذا البلد تأتي أيضًا بعد زيارة قام بها الرئيس الرواندي إلى المغرب في يونيو من العام الجاري، ووقتها وشحه الملك بأعلى وسام.
وفيما يتعلق بالعلاقات المغربية التنزانية، فإنها ظلت طبيعية بالرغم من أنها لم ترتق إلى مستوى التطلعات إلا أن تنزانيا سبق وأن أعربت في عدة مناسبات عن أملها في استعادة المغرب لعضويته في الاتحاد الأفريقي، وهو ما عزز الاهتمام المغربي بهذا البلد.
العلاقة بين البلدين تميزت بالتشاور المستمر فيما يخص الوضع الأفريقي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث سبق للملك محمد السادس أن قام ببعث رسائل إلى الرئيس التنزاني أعقبتها زيارة الأمين العام للحزب الثوري الحاكم في تنزانيا إلى الرباط في إبريل 2015 حيث أبدى المسؤول التنزاني ما قال إنه “إعجابه بالنموذج التنموي المغربي والأمن والاستقرار الذي يعيشه البلد في منطقة تشهد اضطرابات حادة”.
ويرى متتبعون أن التحرك الملكي الجديد هو هندسة دبلوماسية جديدة معتمدة على المردودية والتي انطلقت منذ الإعلان عن عودة المملكة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، وتعتبر خطوة ذكية تدخل في إطار سياسة برغماتية بعيدة كل البعد عن الأسلوب الانفعالي الذي كان معمولًا به سابقًا.
وتعتبر البلدان التي تقع في شرق القارة الأفريقية،و التي يزورها الملك قريبة من دولة جنوب إفريقيا، المعروفة بعدائها للمغرب و وحدته الترابية، لهذا يقول متتبعوه إن الزيارة الملكية تهدف إلى تحقيق نوع من اختراق اقتصادي وسياسي يمكن المغرب من تعزيز علاقاتها الثنائية مع هذه البلدان، والحصول على مواقف داعمة لها في قضية الصحراء، خاصة وأن هذه البلدان رحبت بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي.