الجزائر تشنٌ هجوماً على الأمم المتحدة بعد مزايدات “البوليساريو” على مجلس الأمن
زنقة 20 . وكالات
أفصحت الدولة الجزائرية عن مكنون صدرها المليء بالخيبة من التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، وبعدها قرار مجلس الأمن، حيث فشلت الهبة الدبلوماسية التي قامت بها سواء على الصعيد الإفريقي أو الأوروبي وبأروقة الأمم المتحدة، وهو ما جعل موقفها من قرار مجلس الأمن يتوارى إلى الخلف عكس السرعة التي كانت تبدي بها موقفها من قرارت مجلس الأمن، وهو ما التقطه المتتبعون واعتبروه غضبة داخلية حقيقية هذه المرة.
بعد قرابة الشهر، منحت فيها تصريف موقفها غير المعلن لجبهة البوليساريو التي مارست مزايدات على مجلس الأمن، تترجم الجزائر اليوم هذا الموقف بهجوم كاسح على الهيئة الأممية من خلال «نوستالجيا» مغرقة في الذاتية في قراءتها لتاريخ القضية، لتخلص الجزائر إلى القول «لقد تأكد عجز منظومة الأمم المتحدة عن تسوية الملف الصحراوي مرة أخرى يوم 28 أبريل الفارط من خلال مصادقة مجلس الأمن على لائحة حول تجديد العهدة السنوية لبعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) و الدعوة مجددا إلى مباشرة مفاوضات مباشرة بين الطرفين المتنازعين».
الجزائر عبرت عن اعتقادها بأن «منظمة الأمم المتحدة التي تتكفل بملف الصحراء الغربية منذ أربعين سنة، تجد صعوبة في إيجاد حل يتوافق مع مبدأ تقرير الشعوب المستعمرة لمصيرها، والتي قامت بتكريسه منذ 55 سنة خلت»، معتبرة أن «آخر الصعوبات التي تمت مواجهتها إدماج مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في صلاحيات المينورسو نظرا للعراقيل التي يضعها الطرف المغربي ويبدو أنها لا تساعد على تحسين هامش مناورة الأمم المتحدة في نزاع يبدو أن آفاق التسوية فيه معرقلة أيضا بسبب تدخلات القوى الأجنبية العظمى».
وفي قراءتها الخاصة للملف عددت الجزائر تواريخ القضية منذ سنة 1975، معتبرة أنه «بعد جلاء الجيوش الإسبانية من آخر مستعمرة إفريقية احتل المغرب الصحراء الغربية و ضمها لتبقى إلى يومنا هذا مسجلة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار طبقا لأحكام القانون الدولي في هذا المجال» لم يتغير الوضع.
واستطردت الجزائر في التعبير عن محطات هذه الخيبة قائلة إن ما تصفه بـ«الكفاح المسلح» لصنيعتها البوليساريو، والتي تعتبرها «الممثل الشرعي للشعب الصحراوي» ولا مبادراتها الدبلوماسية و لا حتى الهبات التضامنية على الصعيد الدولي و لا سلسلة اللوائح الأممية المؤيدة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، غيرت شيئا في الوضع الذي ظل على حاله و ذلك ما يعرقل في نظرها فرص التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع القائم بين المغرب والبوليساريو.
وبعد استعراضها لمحطات النزاع بدء من محكمة العدل الدولية، مرورا بمبادرات الأمناء العامين للأمم المتحدة، مركزة على مبادرات الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيراز دي كويلار، ومخطط السلم الأممي سنة 1991، ومصير لجنة تحديد المنتخبين التي تشرف عليها المينورسو، ودبلوماسية الوساطة التي دشنها كريستوفر روس، وانتهاء بالمقترح المغربي للحكم الذاتي، تنتهي الجزائر إلى التعبير عن خيبة أملها من مآل قراءتها للنزاع.
واستعانت بما وصفته آراء ملاحظين للقول بأن «كلما وقع إجماع بينهم حول نقطة أو أخرى- تتمثل مهمتهم في مساعدة المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة في محادثاتهم مع طرفي النزاع، و في هذا المخطط يصبح هؤلاء «مجرد وسطاء» أمام إرادة الدول القوية»، ولذلك كان العنوان الذي وضعته وكالة الأنباء الجزائرية لتمرير موقف الجزائر من القرار الأخير لمجلس الأمن هو «خيبات أمل متتالية بالرغم من المساعي الحميدة من أجل التوصل إلى حل للنزاع عن طريق التفاوض».