الإقتصاد يجر عربة السياسة.. المجلة الأمريكية المرموقة نيوزويك تنشر تحليلاً حول أبعاد زيارة الرئيس الصيني إلى المغرب
زنقة 20 | الرباط
نشرت المجلة الأمريكية الأسبوعية الشهيرة نيوزويك ، و التي تحظى بمتابعة واسعة، تحليلا مطولا حول الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني شي جي بينغ إلى المغرب.
و قالت المجلة الأمريكية، أن الرئيس الصيني توقف في الحادي والعشرين من نوفمبر بالدار البيضاء في طريق عودته إلى الصين من جولته في أميركا الجنوبية.
و ذكرت نيوزويك ، أن الزعيم الصيني حظي باستقبال حافل لدى وصوله الى المغرب ، حيث استقبله ولي العهد الأمير مولاي الحسن البالغ من العمر 21 عاما ورئيس الحكومة عزيز أخنوش.
لماذا اختار شي التوقف في المغرب ؟
و تقول المجلة الامريكية ، أن بكين كان لديها سببان رئيسيان في توقف الزعيم الصيني بالمغرب، أولها العلاقات التجارية الخاصة التي تربط المغرب بثلاث قارات أوروبا وأميركا الشمالية وأفريقيا و ثانيها أن المملكة تقدم للصين المعتمدة على التجارة باباً للأسواق الرئيسية.
وعلاوة على ذلك، تورد المجلة، فإن المغرب يتحكم في الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط، ومبادرة الحزام والطريق التي أطلقها شي هي برنامج طموح للسيطرة على الشحن العالمي وتدفقات التجارة، ومن الواضح أن السيطرة على البحر الأبيض المتوسط تشكل جزءاً من خطة الزعيم الصيني.
و يعتبر تحليل المجلة الامريكية، أن “السيطرة على المغرب من شأنها أن تكمل الخطة الصينية الجريئة و كسب الرباط إلى فلك الصين مدرج على أجندة شي الطويلة الأمد”.
المحلل السياسي للمجلة توماس رايلي يقول للمجلة : “المغرب هو الهدف المثالي للاستثمارات الصينية الاستراتيجية لقد أبرمت اتفاقية تجارة حرة ثنائية مع الولايات المتحدة منذ عام 2006، وهي اتفاقية التجارة الحرة الوحيدة التي ابرمتها أمريكا مع دولة أفريقية”.
وعلاوة على ذلك، دخل المغرب أيضًا في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ 2000 ، بالاضافة الى أن المغرب يقع داخل منطقة تجارة حرة تضم 54 دولة أفريقية.
جوناثان باس، الذي يتابع عن كثب شؤون شمال إفريقيا ، وتعليقا على زيارة شي قال للمجلة : “المغرب يقدم جسرًا تجاريًا حقيقا بالنسبة للصين”، حيث أكد أن المغرب للعالم مثل هونغ كونغ بالنسبة للصين: طريق إلى سوق كبيرة.
و تقول المجلة الامريكية ، أن بكين و للاستفادة من الوضع الاقتصادي الخاص للمغرب ، تبني مصانع على الأراضي المغربية ، حيث أنه في عام 2024 وحده، تعهدت خمس شركات صينية باستثمار أكثر من 4 مليارات دولار لبناء مصانع لإنتاج بطاريات ومكونات السيارات الكهربائية.
و تخطط شركة جوشن هايتك في الربع الثالث من عام 2026 لبدء الإنتاج في “مصنع ضخم” بقيمة 1.3 مليار دولار في المغرب.
و في الشهر السابق، أعلنت شركتان صينيتان أخريان لتصنيع البطاريات – هايليانغ وشينزوم عن إنشاء مصانع في المغرب ، وفي مارس وافق المغرب على خطط مجموعة بي تي آر نيو ماتيريال، وهي شركة صينية أخرى لتصنيع البطاريات الكهربائية.