روبرتاج. مبادرة المثمر تواصل حصد النجاحات برفع غلة أشجار الزيتون للفلاحين بجهة فاس عبر المنصات التطبيقية
زنقة 20. روبورتاج خاص من فاس
رفعت المنصات التطبيقية التي أنشئت في إطار مبادرة آلية “المُثمر” التي يشرف عليها المكتب الشريف للفوسفات، غلة أشجار الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2023-2024 بالعديد من الضعيات الفلاحية لصغار الفلاحين، على الرغم من الظروف المناخية الصعبة التي طبعت السنتين الماضيين، وذلك في إطار دعم ومواكبة الفلاحات والفلاحين المغاربة.
ويواصل برنامج المثمر الذي تدعمه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعيمم خدماته وتجاربه من أجل دعم وتطوير وتنمية القطاع الفلاحي في المغرب بمختلف الزراعات، وذلك في إطار تنفيذ التزامه القوي اتجاه المنظومة الفلاحية، حيث قام هذه السنة بجماعة سيدي دواد بإقليم مولاي يعقوب بجهة فاس مكناس بمواكبة الفلاحين المتخصصين في زراعة أشجار الزيتون لأجل الرفع من الإنتاج وترسيخ الرزاعة المعلقة عبر آليات يوفرها البرنامج.
ويساهم برنامج المثمر هذه السنة في إقليم مولاي يعقوب في دعم زراعة الزيتون عبر تحويل ضعيات الزيتون إلى منصات تطبيقية تعتمد على الوسائل العلمية والتشخيص وتوفر عروضا متطورة ومشخصة لمواكبة الفلاحين.
وفي إحدى المنصات التطبيقية التي انتقل إليها موقع Rue20 (يواكبها خبراء برنامج المثمر بالإقليم) أكد عبد الرحمان الوزاني التهامي، مهندس زراعي بمبادرة مثمر بإقليم مولاي يعقوب في تصريح لجريدتنا ، أن “مبادرة المثمر تمكن من إبراز التأثير الكبير لتبني الممارسات الفلاحية الجيدة على مردودية وجودة الإنتاج والمداخيل وكذا على الاستهلاك المعقلن للأسمدة”.
وأوضح المهندس عبد الرحمان التهامي لميكروفون جريدة Rue20 بأن “اليوم نحن نتواجد بمنصة تطبيقية وهي عبارة عن ضيعة فلاحية لأشجار الزيتون بجماعة سيدي داود بإقليم مولاي يعقوب بجهة فاس مكناس، حيث نقوم في هذه الضيعة بتنزيل منصة تطبيقية خاصة بزارعة الزيتون التي توفرها مبادرة المثمر، و هي آلية متعددة الخدمات من أجل مواكبة الفلاحين و خاصة الصغار منهم بمختلف الأقاليم”.
ويضيف المتحدث أنه “في الموسم الزراعي 2023/2024 تم تنزيل 970 منصة تطبيقية في مختلف أقاليم المملكة خاصة بأشجار الزيتون من ضمنها هذه المنصة”، مشيرا إلى أن “الهدف من تنزيل هذه المنصات ترسيخ ممارسات زراعية سليمة، بالإضافة إلى المقارنة بين هذه الممارسات الزراعية العقلانية التي تقدمها مبادرة المثمر والممارسات الإعتيادية التقليدية للفلاح”.
وشدد المهندس الزراعي على أن “فريق مبادرة مثمر يقوم بمواكبة الفلاح صاحب الضعية من خلال المنصة التطبيقية، حيث انتقلنا مباشرة بعد عملية الجني في السنة الماضية إلى مرحلة تقليم أشجار الزيتون والهدف منها تهوية الشجرة، وفي الوقت نفسه الحد من ظاهرة تناوب الإنتاج وبالتالي المحافظة على استمرارية الإنتاج لشجرة الزيتون على المدى الطويل”.
ومن بين المراحل التي أشرف عليها خبراء برنامج المثمر، يضيف المهندس الزراعي “قمنا بأخذ عينة التربة التي تم إخضاعها للتحاليل بمختبرات متنقلة متواجدة بمنطقة سايس، حيث يعتبر هذا المختبر من ضمن المختبرات على صعيد الأقاليم المملكة، التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والتي تضعها مبادرة المثمر رهن إشارة الفلاحين إذ تمكنهم من إجراء تحاليل التربة بشكل مجاني”.
وأبرز المتحدث ذاته أنه “من خلال هذه التحاليل المخبرية التي تشخص لنا نوعية التربة والتعرف على مكوناتها العضوية، نتمكن من تشخيص السمد الصالح لأرض الضيعة المتواجد بها أشجار الزيتون، مؤكدا أنه “من خلال هذه التحاليل قمنا بعمل تسميد عمق التربة والتغطية من خلال إدخال مواد (الأزوت والبوتاس، والعناصر الصغرى والمتوسطة” وهذه العملية تمر بشكل معقلن.
وذكر المهندس الزراعي أن “مبادرة المثمر إلى جانب هذه الخدمات تقدم شرحا علميا للفلاحين يوضح عملية المعالجة الشتوية ومكافحة مندمجة للحشرات الضارة لأشجار الزيتون وذلك في إطار المواكبة والمتابعة للمنصة التطبيقية (ضيعة الزيتون).
وجدد المهندس الزراعي التأكيد على أن “هذا المسار التقني المعلقن الذي يشرف عليه خبراء وتقنيي مبادرة المثمر يمكننا من الرفع من مردودية الإنتاج مقارنة مع الشاهد ( الزراعة التقليدية) بنسبة 30 في المائة، ويمكننا من إبراز للفلاح ما هي أهمية إجراء تحاليل للتربة وأهمية التسميد المعقلن”.
وأشار إلى أن ” مع مبادرة المثمر والنتائج الإيجابية التي تحققها على مستوى الإنتاج بات الفلاح يتعرف على الفرق بين التسميد العشوائي وأهمية التسميد المعلقن الذي يوفر العناصر الكيميائية الصالحة للتربة”
كما ذكر أن “فريق مبادرة المثمر يواكب الفلاح طيلة السنة من خلال جميع مراحل عملية الزاعة ومن خلال المدارس الحقلية التي توفر الدورات التكوينية في الزراعة المعقلنة، والهدف من ذلك تطوير العمل الفلاحي والوصول إلى فلاحة مرنة ومستدامة تواجه تحديات التغيرات المناخية”.
عبد الرحمان كحاك، الفلاح المستفيد من المنصة التطبيقية لمبادرة مثمر بإقليم مولاي يعقوب وصاحب الضعية التي يواكبها المنهدس الزراعي عبد الرحمان التهامي، عزز كلامه هذا الأخير في تصريح لموقع Rue20، بالتأكيد على أن “الآليات التي قدمها له برنامج المثمر في ضيعته الخاصة بزراعة أشجار الزيتون وفق المعايير التي توفرها المنصة التطبيقية مكنته من تخفيض تكلفة الإنتاج والرفع من غلة أشجار الزيتون عكس ما كنا نقوب به في وقت سابق بطرق عشوائية”.
وأشار إلى أنه “في وقت سابق كنا نقوم بزراعة أشجار الزيتون بطرق عشوائية تتسبب لنا في ضياع كمية كبيرة من المحصول وتكلفة مرتفعة”، مستدركا بالقول “لكن بعد التواصل مع فريق المثمر قمنا بتغيير طريقة العمل الفلاحي ونهج الطريقة العلمية للمنصة التطبيقية من خلال تطوير الزراعة في الضعية عبر إجراء تحاليل مخبرية على التربة التي شخصت لنا نوع السماد الموجه للتربة المتواجدة في ضيعتنا، والذي قمنا باستخدامه وأتى أكله بشكل غير متوقع في الرفع من كمية الإنتاج وتخفيض التكلفة”.
وأكد الفلاح المستفيد، أن “فريق المثر مكننا أيضا طلية عملية المواكبة من دورات تكوينية حول العمل الزراعي في أشجار الزيتون، حيث تعرفنا على الطرق الصحيحة لزراعة أشجار الزيتون عبر عدة مراحل مهمة مكنتنا من الرفع من الإنتاج وتقليص تكلفة الزراعة”.
وأفاد أن “كل عمليات المواكبة التقنية ومراحل إجراء التحاليل المخبرية مكنتنا في الأخير من الزيادة في الإنتاج بـ 33 في المائة عكس الطريقة التقليدية السابقة التي كنا نضخ فيها تكلفة باهضة بدون مردودية” .
جدير بالذكر أن مبادرة المثمر التي تشرف عليها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) والمكتب الشريف للفوسفاط، تقدم مجموعة من الخدمات والحلول المخصصة للفلاحين، تهدف إلى ربط البحث التطبيقي بالمنظومة الفلاحية ورفع كفاءة الإنتاج مع المحافظة على الموارد الطبيعية.