زنقة20| علي التومي
يُكمل والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بكرات خمس سنوات على هرم ولاية جهة كبرى حواضر الصحراء، وهو يستقبل فريق عمل جديد على ضوء ما تمخض عنه تنقيلات في صفوف رجال السلطة، والتي كشفت عنها وزارة الداخلية اول أمس الإثنين 13 غشت الجاري، حيث حملت تغييرات أم الوزارة رجال الصف الأول بالجهة لذات المناصب على مستوى شمال ووسط المملكة وهو مؤشر يكشف النجاح المحقق على مستوى جهة العيون، وثقة الوزارة في تمرس وتأطير وتمكن المحيط الضيق لوالي جهة العيون وبمن تتلمذ بين يدي رجل دولة من طراز فريد.
نجاح لم يأتي من باب الصدفة كما لم يكن من فراغ بل ثمرة عمل إستمر طيلة خمس سنوات، نجح من خلالها من يحب أن يسميه ساكنة الجهة ب” ضيف الله ” ، وهي أول عبارة إفتتح بها بكرات طريقه لقلوب الساكنة، وهو المدرك أكثر من غيره أن ساكنة الصحراء تعرف كيف تنزل الناس منازلهم، خاصة إذ كان هؤلاء الأشخاص من رجال الدولة الكبار والذين يُردفون الأقوال بالأفعال .
وقد شكلت الخمس السنوات المنصرمة علامة فارقة على مستوى أقاليم جهة العيون سنوات طبعها التدبير المحكم وتكريس القرب من المواطنين والموطنات، ومد جسور التواصل مع أعيان ومنتخبي ونخب المنطقة، دون مفاضلة ولا تمايز، وهو الذي لطالما كرر أن باب مكتبه مشرع في وجه كل من له غيرة على المنطقة وله الرغبة في المساهمة في تنميتها ونهضتها وإزدهارها، تماشيا والعناية الخاصة التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله رعاياه الأوفياء بها في هذه الربوع، وهو ما كشفه حرصه الشديد على متابعة ومواكبة أدق التفاصيل المرتبطة بتنزيل النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية على مستوى الجهة، وهو ما تكشفه نسب الإنجاز العالية لمختلف محاوره على إمتداد الأقاليم الأربعة المكونة للجهة.
لقد تزامن قدوم بكرات لجهة العيون وإنفتاح بلادنا على العمق الإفريقي وفق الرؤية الحكيمة للدبلوماسية الملكية من خلال إستمالة الدول الإفريقية لتأكيد الإعتراف بمغربية الصحراء، والخروج من منطقة الظل الى الإعتراف العملي بفتح هذه الدول لقنصليات بجهتي العيون والداخلة، تفعيل هذا الرهان الإستراتيجي كان يقتضي بل ويحتم وجود رجل دولة من العيار الثقيل لكسب هذه الرهانات الكبرى وقدرة عالية التنظيم والتأطير، وهو ما نجح السيد والي الجهة من كسب رهاناته وبدرجة إمتياز .
بكرات الذي كان المرافع الشرس عن الوحدة الترابية وذلك من خلاله تمكنه وضبطه الشامل لملف نزاع الصحراء، حيث كان يبسط وأمام كافة الوفود الدولية التي زارت عاصمة الجهة تاريخ النزاع الإقليمي وإستعراض تفاصيله، الى جانب إماطت اللثام عن ما بذلته الدولة من تضحيات لتنمية المنطقة، ووضعها على السكة الصحيحة للنهوض الإقتصادي والتنموي، معززا كلامه بجرد تفصلي وبلغة الأرقام تدحض بل وتنسف جميع الأراجيف المروجة من خصوم الوحدة الترابية لبلادنا .
ولقد إتسمت الخمس سنوات الماضية بجملة من المحطات الكبرى والتي شكلت جميعها محكا حقيقيا سطع من خلالها نجم والي الجهة وأثبت جدراته وأهليته لهذه المسؤولية الجسيمة سواء ما تعلق بتكريس السلم الإجتماعي بالمنطقة أو بتدبير جائحة كورونا او بتنزيل بنود النموذج التنموي، وكذا تأمين التجمهر الحاشد الذي شهدته المدينة إحتفاءا بالإعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
هذا الى جانب التدبير المثالي لمحطة انتخابات سنة 2021، حيث أشاد مختلف الفرقاء بالحياد الذي ميز عمل السلطة ووقوفها على مسافة وحدة من جميع التيارات المتنافسة، بل كان هذا الإستحقاق الوطني الهام محط إشادة من مجلس الأمن الدولي، ومختلف المراقبين كما شكلت نسبة المشاركة بالصحراء الأعلى على المستوى الوطني، في تجلي لمدى إنخراط السكان بالعملية الديمقراطية، وإختيار ممثليهم بالبرلمان والمسؤولين عن تدبير شأنهم العام اليومي.
منجزات ستظل الساكنة تحفظها للرجل بالكثير من العرفان والإمتنان، وهو الذي شكل نقطة ضوء استثنائية على مستوى رجالات الإدارة الترابية سلوكا وتدبيرا وتكريسا لصورة التناغم المثالي لعمل السلطة والمجالس المنتخبة ومختلف المتدخلين في سبيل تحقيق ما ترنو له الساكنة والتنزيل الصارم التوجيهات الملكية السامية.
إلى ذلك ستظل الساكنة تذكر وبشكل جديد كيف شاركهم بكرات أفراحهم وأتراحهم، وكيف دبر الجانب الصحي بأزمة كورونا وتجول بين المنازل لتعزية من فقدوا ذويهم في تلك الفترة الحالكة، وكيف خرج بكل عفوية وسط جموع المواطنين والمواطنات للإحتفاء بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني بكأس العالم بقطر 2022، وكيف جعل جهة العيون تفخر بإخراج أكبر قافلة مساعدات إنسانية الضحايا زلزال الحوز .