زنقة 20 . وكالات
باتت الهند واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى التي تشكل تهديداً للقوى التقليدية في العالم بعد أن تمكنت من التفوق على الصين في النمو الاقتصادي، لتتربع بذلك على عرش أكبر نسبة نمو اقتصادي في العالم وتتجه سريعاً لتستحوذ على حصة أكبر من الاقتصاد العالمي.
و أظهرت البيانات الرسمية في الهند أن اقتصاد البلاد حقق نمواً بنسبة 7.9% خلال الربع الاول من العام الحالي، في الوقت الذي حقق فيه الاقتصاد الصيني نمواً بنسبة 6.7% خلال الفترة ذاتها، فيما يظهر من رسم بياني مقارن نشره موقع “المنتدى الاقتصادي العالمي” واطلعت عليه “العربية نت” أن الهند بدأت تتفوق على الصين في نسب النمو الاقتصادي منذ الربع الأخير من العام 2014، وهو ما يعني أنها تتجه سريعاً لتتفوق على الصين التي تشكل حالياً ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويبدو أن التفوق الهندي نتج عن التباطؤ في الاقتصاد الصيني والناتج عن جملة من التحديات التي يقول الكاتب الاقتصادي الأمريكي جو مايرز إنها أدت بوضوح الى تباطؤ في الاقتصاد الصيني، وأتاحت الفرصة للهند وهي صاحبة أكبر الأسواق الناشئة في العالم حتى تتفوق في نسب النمو على الصين.
وبحسب ما يرز الذي نشر مقاله على موقع “المنتدى الاقتصادي العالمي” فانه يشير الى أن جملة التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني حالياً تشمل ضعف الصادرات وارتفاع مستويات المديونية وتباطؤ الاستثمارات، وهي عوامل ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي برمته وسط توقعات من صندوق النقد الدولي بــ”تأثيرات واسعة للصين على منطقة آسيا بشكل عام”.
ورغم المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الصيني والتي أتاحت للهند التفوق في نسب النمو التي تحققها، فان الاقتصاد الصيني يظل أفضل حالاً بكثير من حيث نسب النمو إذا ما قورن بالاقتصادات الكبرى في العالم بما فيها الولايات المتحدة، حيث أن بيانات مكتب الاحصاء الأوروبي تشير الى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي مجتمعين حققوا نمواً اقتصادياً بنسبة 1.9% خلال العام الماضي 2015.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الهندي يقول الكاتب مايرز إن النمو الذي يسجله يرتكز على التطور الزراعي، والذي أدى بدوره الى ارتفاع كبير في صادرات الغذاء، كما أن التحسينات التي شهدها القطاع الصحي والتطور في الخدمات والرعاية الطبية أدى أيضاً الى تنوع ديمغرافي كبير، مع توقعات بأن تصبح الهند قريباً صاحبة أكبر قوة عاملة في العالم وأكثرها شباباً.
وتمكنت الهند في السنوات الأخيرة من استقطاب عدد كبير من الشركات العالمية التي تنتمي الى مختلف القطاعات والصناعات بدءا من الانتاج الدوائي، ووصولاً الى صناعات التعدين وتكنولوجيا الفضاء، وهو ما قاد الى تحقيق هذه الثورة الاقتصادية الكبيرة في ثاني أكبر دولة بالعالم.