خدام الدولة القطرية

بقلم : خالد أشيبان

انطلقت يوم الأحد بمدينة “أكادير” فعاليات الملتقى الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، بحضور 3000 من “المقاتلين” المنتمين لشبيبة العدالة والتنمية، ومجموعة كبيرة من الضيوف أعضاء التنظيم الدولي للإخوان. وصف “مقاتلين” أطلقته الصفحة الرسمية لشبيبة العدالة والتنمية ب “بويزكران” على الشباب المشاركين في الملتقى، معلنةً بذلك علانية ما تخفيه الصدور داخل حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح.

 

وصراحةً، هذه النزعة القتالية داخل الحزب والحركة ليست بالجديدة، فالحزب يضم ضمن أعضائه أشخاصاً متورطين، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في اغتيال مجموعة من المناضلين المغاربة الشرفاء. انطلاقاً من عمر بنجلون، مروراً بعيسى آيت الجيد، ووصولاً إلى التحريض على قتل وقطع رأس كل من خالف رأي حزب حركة التوحيد والإصلاح.

 

ويبدو أن الدولة المغربية بدأت تقطف الثمار المباركة لترخيصها للمجالس التربوية لحركة التوحيد والإصلاح، حيث بدأت أصوات شباب الحركة/الحزب الداعية علانيةً لقتل المعارضين واجتثاث أمعائهم. وبما أن أصوات الفتنة بدأت ترتفع، كان لابد من دخول قناة الجزيرة، الداعم الرسمي للفتن، على الخط. فحضرت القناة لتنقل ملتقى أكادير على الهواء مباشرةً، وحضر مديرها السابق شخصياً إلى أكادير ليحاضر في ملتقى الشبيبة.

 

ويبدو أن قيادات حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح قد نسيت، أو تناست، الحرب الإعلامية التي قادها نفس ذلك الشخص ضد المغرب ووحدته الترابية قبل سنوات خلت. فماذا يعني حضوره ضمن كبار ضيوف ملتقى الحزب/الحركة ؟ هل تعني هذه الدعوة مباركة الحزب/الحركة لمواقفه؟ أم أن مصلحة جماعة الإخوان تمر قبل مصلحة الوطن ؟

 

وماذا عن نقل قناة “الجزيرة” لكلمتي بنكيران على الهواء مباشرةً ؟ ألا يعني ذلك حصول حزب العدالة والتنمية على دعم خارجي من دولة قطر ؟ ألا يعني ذلك إستقواء الحزب/الحركة بدولة أجنبية معروفة بدعمها للإخوان المسلمين في كل دول المنطقة ؟ وعندما تدعم قطر الإخوان في المغرب وإخوانهم في قطر وفي تونس وفي ليبيا وفي تركيا، ألا يعني ذلك أن كل هذه التنظيمات تجتمع في تنظيم وحيد له أجندة واحدة وإدارة واحدة موحدة ؟

 

وما هو المقابل الذي قدَمه أو سيقدمه الحزب/الحركة مقابل هذا الدعم القطري ؟

 

من حقنا أن نتساءل اليوم عن الدور الذي يلعبه خدَام الدولة القطرية داخل المغرب. من حقنا أن نقلق على مستقبل بلدنا عندما نرى بأعيننا النتيجة الكارثية لدعم الدولة القطرية لكل التنظيمات الإسلامية في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول. من حقنا أن نتساءل عمَا يدبره خدام الدولة القطرية داخل بلدنا. من حقنا أن نتساءل عن سر كل هذا الدعم لحزب يقود حكومة الدولة المغربية ولرجالاته إمكانية الإطلاع على أسرار الدولة.

 

من حق المغاربة أن يستنكروا تفويت بقع أرضية لمسئولين في الدولة المغربية بأثمنة رمزية بطرق قانونية، لكن من واجب المغاربة أن يثوروا في وجه من يحاولون تفويت الوطن لدولة الخلافة. فهل يا ترى سيجيبنا رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هذه المرة على سؤالنا : ما هو المقابل الذي يدفعه حزب العدالة والتنمية مقابل دعم إعلام دولة قطر له؟ 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد