برنامج المثمر لمجموعة OCP يواصل مواكبة الفلاحين للتسميد المعقلن وتبني ممارسات زراعية سليمة(روبورتاج)
زنقة 20. القنيطرة – روبورتاج
في إطار دعم ومواكبة الفلاحات والفلاحين المغاربة، تواصل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تنفيذ التزامها القوي اتجاه المنظومة الفلاحية من أجل دعم تطوير وتنمية القطاع الفلاحي في المغرب، من خلال العديد من المبادرات الموجهة للفلاحين أبرزها مبادرة “المثمر” متعددة الخدمات التي أطلقتها مجموعة OCP في شتنبر 2018، حيث توفر عروضا متطورة ومشخصة لمواكبة الفلاحين، ولا سيما الصغار منهم؛ لتمكينهم من تبني الممارسات الزراعية السليمة، وخاصة التسميد المعقلن الذي يلعب دورا مهما في الرفع من الإنتاجية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
ومن خلال مبادرة “المثمر” للزرع المباشر، الذي تشرف عليه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ((OCP عبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، تعمل المجموعة على ضمان استمرارية هذا العرض، وعلى الخدمات الرقمية باعتبارها رافعة أساسية لمضاعفة التأثير وخدمة أكبر عدد من الفلاحين في جميع أنحاء المملكة.
وتهدف مبادرة المثمر لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، في إطار مقاربتها التشاركية إلى تمكين الفلاحين من رفع المردودية وجودة الإنتاج بفضل تبني المسارات التقنية المعقلنة والنهج العلمي القائم على التغذية المتوازنة للزراعات، حيث يسعى القائمون على البرنامج لسنة 2023-2024 إلى تغطية أكثر من 11500 هكتار إضافية.
وفي هذا الصدد انتقل موقع Rue20 إلى “دوار ولاد امحمد” جماعة بنمنصور التابعة لإقليم القنيطرة بجهة الرباط سلا القنيطرة لمعاينة عملية مواكبة برنامج “المثمر” للفلاحين والتعرف أكثر على التقنيات الحديثة في الزراعة التي بات يستخدمها الفلاح للرفع من الإنتاج بتكلفة أقل وبمردودية أكثر .
وفي هذا الصدد أكد إيهاب الوزاني مهندس زراعي ممثل مبادرة “المثمر” بإقليم القنيطرة بجهة الرباط سلا القنيطرة في تصريح لموقع Rue20، أن آلية المثمر لخدمات القرب تعتبر الفلاحو عاملا حقيقيا للتغيير على نهج علمي كأداء رئيسية لفلاحة مثمر ومستدامة تستند على نهج تشاركي تساعد الفلاحين لتطوير أدائهم الزراعي والفلاحي للرفع من مردودية الإنتاج من خلال مسار تقني وخدمات يوفرها البرنامج.
مختبرات متنقلة لتحليل التربة مجانا من أجل تحديد السماد مناسب لكل أرض
وكشف إيهاب الوزاني، أنه “خلال بداية مواكبة الفلاحين المستفيدين من المبادرة نأخذ عينة من التربة لإخضاعها للتحليل مجانا في المختبرات المتنقلة الموجودة في عدد من الأقاليم، ويُعطى تقرير حول مكونات التربة وحاجياتها والخصائص الفزيائية المكونة ولها ومدى خصوبتها، وبناء على هذا التحليل يتم تزويد الفلاح بالمعلومات والإرشادات؛ منها تركيبة السماد المستعمل في الزرع، سواء الخضر أو الفواكه أو الحبوب”.
وتنقسم عملية التسميد إلى مرحلتين؛ الأولى تسمى “التسميد بالعمق”، حيث يُسمّد الزرع، وفي المرحلة الثانية يتم التسميد عند نموّ المزروعات، ويسمى “تسميد التغطية”، وخلال كل المراحل يتم تزويد الفلاحين بالمعلومات الضرورية من لدن المهندسين الزراعيين لمبادرة “المثمر”، إضافة إلى المعلومات المتعلقة باستعمال الأدوية.
برنامج المنصة التطبيقة
واسترسل إيهاب الوزاني مهندس زراعي ممثل مبادرة “المثمر” بإقليم القنيطرة، واليوم نتواجد بجماعة بنمنصور من أجل تنزيل منصة تطبيقية خاصة بزارعبة “عباد الشمس” أو مايصطلح عليه بالعامية بين الفلاحين بـ”النوارة”، حيث أن هذه الزراعة تحتل مساحة محهم من ناحية المساحة المزوعة للنباتات الزيتية في المملكة حيث تقدر بـ44 ألف هكتار.
وتتم عملية مواكبة الفلاح من خلال “منصة تطبيقية”، وهي عبارة عن مساحة معيّنة من الضيعة الفلاحية يُديرها الفلاح بناء على إرشادات التي نقدمها له من خلال مبادرة “المثمر”؛ بينما باقي أراضي الضيعة تُستغل بالطريقة التقليدية.
وأكد أن نتيجة “المنصة التطبيقية” تكون في الأغلب الأعم أفضل بكثير من نتيجة باقي الأرض المزروعة بطريقة تقليدية، على الرغم من أن هذه الأراضي تزرع بنفس البذور وتسقى بماء واحد.
وأوضح أن حسن إنتاج المنصات التطبيقية مقارنة مع الأراضي المزروعة بطريقة تقليدية برجع إلى أن كل شيء يكون محسوبا بدقة في المنصة التطبيقية”، حيث أن هذه التجربة تجعل الفلاحين يقتنعون بأن بإمكانهم أن يحصلوا على إنتاج أكبر من نفس الأرض، ومن ثم يقومون بتطبيقها على باقي الأراضي التي كانت تُستغل بطريقة تقليدية، مشددا على أن النتائج التي أعطتها المنصات التطبيقية في المواسم الفلاحية السابقة كانت واعدة، بحيث كانت مردوديتها وإنتاجيتها أفضل من الأراضي المجاورة.
حلول تكنولوجية مبتكرة.. تطبيق أثمار وتطبيق تسويق
البرنامج يوفر مجموعة من التطبيقات الهاتفية لتسهيل ولوج الفلاحين إلى خدمات المواكبة الفلاحية؛ منها تطبيق أثمار لتسهيل ولوج الفلاحين إلى خدمات المواكبة الفلاحية في جميع أنحاء المغرب، وتطبيق تسويق يمكن الفلاحين من بيع أو شراء جميع المنتجات الفلاحية، حيث تعد “ملتقى الفلاح”، ناهيك عن توفير موسوعة فلاحية Gripedia التي توضح المسارات التقنية لجميع الزراعات سواء للفلاحين أو الطلبة الراغبين في القيام ببحوث.
آلية المثمر للأسواق والمواسم
تواصل آلية المثمر للأسواق والمواسم زيارة الأسواق القروية من أجل مواكبة الفلاح. وتجوب هذه الآلية مجموعة من الأسواق القروية الأسبوعية من أجل مواكبة الفلاح في اتخاذ القرارات المناسبة على مستوى اختيار المدخلات و الاستفادة من أفضل الممارسات الفلاحية.بعدما زارت السوق الاسبوعي الولجة بإقليم تاونات الاثنين الماضي حطت الرحال بالسوق الأسبوعي بإقليم الحاجب..
تكوينات مستمرة ومدارس حقلية
وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج “المثمر”، الذي يسهر من خلاله مهندسون زراعيون تابعون لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) على تقديم معلومات تقنية وعلمية للفلاحين من أجل رفع مردودية نشاطهم الفلاحي وخفض التكلفة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وتسعى المدارس الحقلية، وهي فكرة معتمدة في عدد من الدول عبر العالم، إلى تمكين أكبر عدد من الفلاحين من الاستفادة من نصائح المهندسين الزراعيين والخبراء بالاعتماد على التواصل المباشر في الحقل، وتقديم الممارسات الجيدة وأثرها في الميدان مقارنة بالممارسات التقليدية الاعتيادية.
وفي سياق متصل أكد عزيز كرين، فلاح بجماعة بنمنصور مستفيد من مبادرة “المثمر”، في تصريح لموقع Rue20، أنه “قبل الإنخراط في هذا البرنامج الرائد كنا نعتمد على طرق تقليدية في الزراعة تؤثر بشكل كبير على التربة وترفع تكلفة الإنتاج”، مشددا على أن المبادرة “أخرجت الفلاح من دوامة الزرع التقليدي ذي الكلفة العالية وبدون مردودية”.
وأشار الفلاح عزيز كرين إلى أن مبادرة “المثمر” ساعدته على التعرف على نوعية التربة في أرضه عن طريق التحاليل المجانية التي توفرها مختبرات المبادرة ومكنت بشكل دقيق من معرفة نوعية الزراعة الصالحة بها”.
وأضاف أنه “استفاد من الإستشارات التي تقدم “مبادرة المثمر” مجانا، حيث تمكنتُ من مواكبة المسار التقني لعملية الزرع انطلاقا من استخدام نوع الأسمدة المطابقة لنتائج التحاليل على التربة”.
وأكد “كرين” في ذات التصريح، أن “مبادرة المثمر تقنية تحافظ على الأرض الفلاحية، وتختصر الوقت، وتوفر أموال للفلاح؛ ما يجعلها بمثابة مبادرة رائدة للمساهمة في رفع الإنتاج وبالتالي مساعدتنا على تخطي جميع المخاطر التي قد نتعرض لها كفلاحين أثناء عملية الزراعة والإنتاج والتسويق”.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تضع رهن إشارة الفلاح، إلى جانب الموارد البشرية التي تم تخصيصها، وسائل علمية وتكنولوجية مهمة وبالأخص المرجع العلمي الملائم لكل محطة بالمسار التقني، والمختبر التقني المتنقل الذي يجوب كافة الجهات، للقيام بالتحليلات المجانية للتربة، وتعد التقنيات الرقمية مسرعا حقيقيا للتنمية، لذلك تم وضعها في قلب الآلية الجديدة من أجل ضمان استيعاب سهل وبسيط للمعلومات التقنية وبالتالي المساهمة في تنمية وتطوير فلاحة مثمرة ومستدامة .
يذكر أنه بالنسبة للموسم الزراعي الحالي، يهدف برنامج “المثمر” إلى توسيع المساحة التي يغطيها برنامج البذر المباشر بمقدار 11,500 هكتار إضافية، ليصل إجمالي المساحة المغطاة منذ بداية البرنامج إلى أكثر من 36,500 هكتار إلى مستوى أكثر من 130 إقليم و26 جماعة. موزعة على مناطق مناخية زراعية مختلفة، وذلك بفضل حشد أكثر من 70 منظمة مهنية داعمة وأكثر من 4300 مزارع مستفيد.